أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تصاعدت العمليات العسكرية في إدلب بشكل كبير، خصوصاً على محاور بريف مدينة سراقب الاستراتيجية التي تمر منها الطريق الدولي دمشق – حلب المعروف باسم M-5، والذي تراه روسيا والحكومة السورية أن فتحه كان من أكبر انجازات العملية العسكرية في إدلب.
تصعيد عسكري.. وروسيا تتهم تركيا بدعم الإرهاب
وشنت فصائل المعارضة بدعم تركي هجوماً عنيفاً على المدينة بعد انسحاب الشرطة العسكرية منها، وذلك في محاولة من إعادة السيطرة على المدينة قبيل لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الخميس، في موسكو لمناقشة سبل التوصل لاتفاق يتم بموجبه وقف العمليات العسكرية في إدلب.
وفي رسائل واضحة للجانب الروسي برغبة وقف إطلاق النار في إدلب، قال الرئيس التركي إنه يأمل في أن تسهم محادثاته مع بوتين في التوصل إلى اتفاق لوقف النار في سوريا، بدوره أبدى الكرملين أمله في وقف العمليات القتالية في إدلب ولكن بعد موافقة الرئيس التركي على “حزمة من الإجراءات الضرورية المشتركة بشأن إدلب”، وذلك في إشارة واضحة للمطالبة بتنفيذ بنود اتفاق سوتشي من قبل أنقرة كسبيل لحل المعضلة الإدلبية.
ولأول مرة اتهمت وزارة الدفاع الروسية تركيا علناً بانتهاك اتفاق سوتشي، ليس ذلك فحسب بل قالت الوزارة أن أنقرة تدعم “تنظيمات إرهابية في إدلب”، وإن “التحصينات الإرهابية” اندمجت مع نقاط المراقبة التركية في إدلب.
وتدل التصريحات الروسية الرسمية على حجم الخلافات بين موسكو وأنقرة وتناقض المصالح بينهما في سوريا، ويشير محللون إلى أنه لعل الاتهام المباشر الموجه إلى تركيا عبر دعمها “للإرهابيين” في إدلب، يصب في خانة عدم تحدث أردوغان عن الاستهداف الذي أدى لمقتل أكثر من 30 جندياً تركيا في إدلب، لأن حينها سيكون أردوغان مجبراً على الرد على سؤال روسي “ماذا يفعل جنودك في مناطق تتحصن فيها التنظيمات الإرهابية ؟”.
واشنطن تصب الزيت على النار
الولايات المتحدة بدورها لا تريد للتوترات والخلافات التركية الروسية أن تنتهي في سوريا، ولعل هذه الخلافات العميقة التي خرجت بين قطبي “آستانا” لن تتكرر مرة اخرى، لتقوم واشنطن باستغلالها لإرجاع تركيا إلى الحضن الغربي مجدداً، وإبعادها عن “العدو الروسي”.
واجتمع في أنقرة الأربعاء، وفد أمريكي برئاسة المبعوث الخاص جيمس جيفري (المعروف بسياساته الداعمة لتركيا) مع المسؤولين الأتراك، وتحدث جيفري عن إمكانية تقديم دعم عسكري أمريكي لتركيا في إدلب، شريطة التخلي عن اتفاقاتها مع روسيا، مشيراً إلى إمكانية فرض عقوبات على موسكو ودمشق بسبب تهجمهم على دولة عضو في حلف الناتو (تركيا).
وتأمل الولايات المتحدة (التي رأى متابعون للشأن السوري في زيارة وفد رفيع المستوى لها للعاصمة التركية وتقديم هذه المقترحات لأنقرة بصب الزيت على النار بين موسكو وأنقرة في سوريا)، الحد من أي اتفاق جديد في سوريا بين بوتين وأردوغان، والإبقاء قدر الإمكان على هذه الخلافات حتى إقناع أنقرة للعودة وإنهاء تحالفها مع روسيا.
هدنة جديدة تلوح في الإفق.. ولكن ؟
ويبقى مستقبل إدلب غامضاً في وقت لا يشكك مراقبون في إمكانية عقد اتفاق جديد في إدلب بين روسيا وتركيا تتوقف العمليات العسكرية بموجبها في المحافظة، ولكن هناك تشكيك في نجاح هذه الاتفاقات ووقف إطلاق النار، بعد جولات وجولات من فشل هذه الهدن والتفاهمات التي حصلت بين الجانبين، لعدة أسباب “تناقض مصالح الطرفين على الأرض، ورغبة كل منهما في إخراج الآخر بأكبر الخسائر الممكنة من المعادلة السورية”.
إعداد: ربى نجار