أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد محاور في منطقة “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا منذ ساعات صباح يوم الجمعة، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق؛ بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة، وذلك بعد 3 أيام من انتهاء “قمة طهران” التي جاءت بصيغة آستانا بين روسيا وتركيا وإيران.
غارات جوية روسية.. وتصعيد بري غير مسبوق
التصعيد العسكري في مناطق شمال غرب سوريا، بدأ مع شن سلاح الجو الروسي لغارات جوية على أطراف قرية اليعقوبية بريف جسر الشغور غرب إدلب، أسفر عن فقدان 7 أشخاص لحياتهم وإصابة 4 أطفال وهم أشقاء ورجلين وشخص مجهول” الهوية بالإضافة لمصابين كانوا عالقين تحت الأنقاض بينهم نساء وأطفال أيضا.
هذه الغارات كانت السبب في تفجر عمليات الاستهداف المتبادلة بين قوات الحكومة السورية من جهة وفصائل المعارضة ضمن “الفتح المبين” من جهة أخرى، حيث قصفت الأخيرة خلال يوم الجمعة بنحو 200 قذيفة أكثر من 25 منطقة ضمن نفوذ قوات الحكومة في أرياف إدلب وحلب واللاذقية، أسفرت عن فقدان شابين لحياتهما في قرية نبل الخطيب ومنطقة جورين التابعة لسهل الغاب شمال غرب حماة، وسط احتمالية ارتفاع عدد الضحايا نظراً لوجود إصابات بعضها بحالة خطيرة.
وطال القصف براجمات الصواريخ والمدافع مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحكومة في “كبانة وسلمى وصلنفة وعطيرة ومناطق ثانية بجبل التركمان بريف اللاذقية، وجورين والبحصة وفورو والبركة والسقيلبية بريف حماة الغربي، وسراقب وداديخ وجوباس بريف إدلب الشرقي، والدار الكبيرة والملاجة ومعرةموخص وكفرنبل بجبل الزاوية ومحيط معرة النعمان وكفروما بريف إدلب الجنوبي، وقبتان الجبل وحير دركل بريف حلب الغربي”. وذلك “رداً على المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية في جسر الشغور” بحسب مصادر معارضة.
بدورها ردت قوات الحكومة السورية بقصف مكثف براجمات الصواريخ، طال نقاط تمركز فصائل المعارضة في أرياف حلب واللاذقية وإدلب، وسط الحديث عن مقتل عنصرين من فصيل “أنصار التوحيد” بالقصف البري على محور الفطيرة جنوب إدلب.
الغارات الروسية هي الأولى منذ أشهر.. “تهدف للتغير الديمغرافي”
وتعتبر الغارات الروسية التي طالت منطقة جسر الشغور، هي الأولى منذ أشهر، وتحديداً منذ بدأ الحرب مع أوكرانيا، والأولى منذ انتهاء “قمة طهران”، واعتبرتها جهات معارضة أنها تأتي بهدف “إجراء تغيير ديمغرافي في تلك المناطق”.
حيث اعتبر فريق “منسقو استجابة سوريا”، أن القصف الذي طال ريف جسر الشغور من شأنه إفراغ تلك المدن والبلدات من سكانها في خطوة لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، وأشار إلى أن “لغة الإدانات الروتينية” من قبل المنظمات الدولية والحقوقية والمجتمع الدولي لم تعد مجدية في إيقاف هذه الهجمات وطالب بملاحقة المسؤولين وتقدمتهم للعدالة.
هجوم حميميم “ذريعة لإحراج تركيا”
كذلك اعتبرت مصادر عسكرية في المعارضة، أن إعلان روسيا قبل أيام تعرض قاعدة حميميم لهجوم بطائرات مسيرة، ذريعة لشن هجماتها على مناطق خفض التصعيد، مشيراً إلى تعمد موسكو بإعلان عن هذا الهجوم قبل “المجزرة” لإحراج تركيا وعدم قيامها بأي ردة فعل، ورأت أن “قمة طهران” لم تنفع السوريين بشيء حيث التصعيد العسكري مستمر في كامل الشمال.
بدوره صرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا، دان ستوينيسكو، عن إدانته للهجوم الروسي، واصفاً إياها “بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي”.
هجوم تركي جديد بطائرات مسيرة في “شرق الفرات”
التصعيد العسكري لم يكن من نصيب شمال غرب سوريا، بل شهدت مناطق في شمال شرقها أيضاً تكثيفاً للقوات التركية لعمليات الاستهداف التي طالت مناطق عدة خاصة في منطقة تل رفعت وقرى ناحية شيراوا وعين عيسى وتل تمر وكوباني، مع استهداف طائرة مسيرة تركية لسيارة على الطريق الواصل بين القامشلي والقحطانية ما أسفر عن فقدان 3 أشخاص لحياتهم قيل أنهم من “وحدات حماية المرأة YPJ”.
وفي وقت لم تعطي “قمة طهران” أي ضوء أخضر لتركيا لشن عمليتها على شمال شرق سوريا، إلا أنها فتحت الأبواب على احتدام الصراع وعمليات القصف البري والجوي على الشمال السوري، وهذا يدل بحد ذاته بحجم وعمق الخلافات بين دول “مسار آستانا”، بحسب محللين سياسيين.
إعداد: رشا إسماعيل