دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تصعيد عسكري بين القوات التركية و”تحرير الشام” على M-4.. وتحذيرات من مواجهة أكبر بين الطرفين

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تصعيد عسكري خطير يحدث لأول مرة بين القوات التركية وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في إدلب، وذلك على خلفية اقتحام القوات التركية لموقع “اعتصام الكرامة” على الطريق الدولي حلب اللاذقية M-4، واستخدام القوة لتفريق المعتصمين، الأمر الذي أدى لوقوع قتلى بينهم عناصر من الهيئة.

تركيا محرجة.. والتصعيد يخدم مصالح روسيا

الحادثة التي وقعت على الاتستراد الدولي، أحرجت تركيا كثيراً أمام روسيا – حسب متابعين – لأن أنقرة لطالما كانت تدافع عن “تحرير الشام” أمام موسكو، مشيرين بأن ما حدث اليوم (الأحد) بالقرب من بلدة النيرب ينذر بوقوع مواجه أوسع بين الطرفين.

واعتبرت أوساط معارضة، بأن التصعيد العسكري بين القوات التركية وعناصر الهيئة لا يخدم مصالح سوى روسيا والقوات الحكومية السورية وإيران وحزب الله، داعين إلى التحلي بضبط النفس والعمل على حل المشاكل والخلافات عن طريق الحوار.

خيارات “تحرير الشام”

هيئة تحرير الشام وجدت نفسها أمام اتفاق روسي – تركي، حول إحداث نقاط عسكرية للقوات الروسية في “المناطق المحررة” وعلى الطريق الدولي حلب – اللاذقية، وهذا ما لم تستطع الهيئة تقبله ولا بأي شكل، فعملت خلال الفترة الماضية، حسب ناشطين إدلبيين معارضين، على دعم “اعتصام الكرامة” على الاتستراد الدولي، متخفية وراء الناس الذين دفعتهم الهيئة للاعتصام لمنع تسيير الدوريات الروسية التركية المشتركة.

محاولة “تحرير الشام” جاءت للالتفاف على الاتفاقيات الروسية التركية حول إدلب، وعدم إنجاز “الممر الآمن – وتسيير الدوريات – وإنشاء نقاط عسكرية روسية على الطريق الدولي M-4″، فكان الجواب التركي “عليكم فتح الطريق لعدم استئناف المعارك مجدداً”، خاصة وأن روسيا اشترطت على تركيا ذلك وأمهلت أنقرة فترة قصيرة لإزالة العقبات أمام تسيير الدوريات، وإلا فإن العملية العسكرية ستستمر.

الموقف الروسي والتركي، جعلت الهيئة في حيرة من أمرها والوقوف أمام خيارين أحلاهما مر، فأما الاندماج مع “حراس الدين” واستمرار القتال ضد روسيا والحكومة السورية إضافة إلى تركيا (التي وعدت بقتال أي طرف يرفض الاتفاقات)، أو الولاء التام لتركيا، وهذا ما يتعارض ولو ظاهرياً مع مبادئ الهيئة.

إعلان الولاء لتركيا يعني قبول اتفاقاتها مع روسيا

ويقول متابعون للشأن السوري، “تحرير الشام لا تستطيع الإعلان عن ولائها التام لتركيا، كون الأخيرة لها مصالح مشتركة مع روسيا، والولاء يعني قبول كل ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين، وهذا مستحيل كون المعارضة ترى في الاتفاقات بين موسكو وأنقرة بداية نهايتها في إدلب”، مشيرين إلى أن “الهيئة لا تستطيع أيضاً الاندماج أو التحالف مع حراس الدين كون المؤشرات تدل على أنه الفصيل الذي ستواجهه موسكو وأنقرة في المرحلة المقبلة، لإعلان رفضه لكل ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.

وبالتالي فإن نذر مواجهة عسكرية أكبر بين “تحرير الشام” والقوات التركية بدأت تزداد في إدلب، ما سيزيد العبء على الطرفين والأطراف الأخرى التي تستقوى بهما، كون روسيا والحكومة السورية يروق لهما حدوث أي تصعيد عسكري بين الحلفاء في إدلب، ما سيزيد من قوة موقف روسيا وتشديدها على تركيا بضرورة محاربة الفصائل لإرساء الاستقرار في المحافظة.

فض “اعتصام الكرامة” بالقوة

وتوترت الأجواء بين “تحرير الشام” والقوات التركية في بلدة النيرب، على وقع قيام الجيش التركي بفض “اعتصام الكرامة” بالقوة على الطريق الدولي حلب اللاذقية، وسبق ذلك في 13 من الشهر الجاري، قيام القوات التركية أيضاً بفض الاعتصام على الطريق نفسه، إلا أن المعتصمين عادوا للطريق مجدداً مع ورود أنباء عن نية روسيا وتركيا القيام بتسيير دورية مشتركة عليه.

وبحسب مصادر إعلامية معارضة، فقد قتل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون بجروح وتسمم بالغاز جراء إطلاق القوات التركية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لفض الاعتصام، وسط تأكيد مصادر مختلفة بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المعتصمين ينتمون إلى حكومة الإنقاذ الواجهة السياسية “لتحرير الشام”.

إعداد: ربى نجار