أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق الشمالية السورية أياماً عصيبة مع استمرار التصعيد العسكري الكبير في منطقة “خفض التصعيد” وامتداد العنف لمناطق سيطرة فصائل المعارضة في “الجيش الوطني السوري”، إضافة لترقب حذر لما ستؤول إليه الأمور في المناطق الشمالية الشرقية، خاصة بعد حديث تركي عن عملية عسكرية وشيكة.
غارات روسية في “خفض التصعيد” و عفرين
الطائرات الحربية الروسية كانت حاضرة في سماء “خفض التصعيد” وريف عفرين، حيث شنت غارات جوية عدة طالت منطقة قاح الحدودية مع لواء اسكندرون شمالي إدلب، واستهدفت خلالها مقرات سابقة للفرقة 23 العسكرية، التابعة للفصائل، دون معلومات عن خسائر بشرية. بحسب ما أكده المرصد السوري.
وذكر المرصد أن الغارات الروسية التي طالت تلك المناطق عصر الأربعاء، 3 منها على الأقل كانت على مقربة من النقطة التركية في قرية صلوة، ولم ترد أي معلومات عن خسائر بشرية. كما طالت غارات جوية منطقة تضم عشرات المخيمات العشوائية لمدنيين.
قوات الحكومة السورية قصفت للمرة الأولى منذ ابرام اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا حول إدلب العام الماضي، منطقة ترمانين على الحدود الإدارية بين إدلب وحلب، والقذائف سقط اثنين منها في محيط النقطة التركية بالمنطقة بينما سقطت القذائف الأخرى ضمن مخيم للأرامل والأيتام في المنطقة، الأمر الذي أدى لفقدان طفل وإصابة 11 امرأة وطفل بجراح متفاوتة.
التصعيد العسكري الروسي طال أيضاً ريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني”، والذي كثرت عمليات الاستهداف الروسي له في الآونة الأخيرة، حيث استهدفت طائرة حربية روسية نقطة عسكرية لمقر فصيل “الفرقة 23” الموالية لتركيا في تلة بناحية جندريسه بعفرين، والقصف الروسي أدى لدمار المقر بشكل كامل، دون معلومات عن خسائر بشرية.
هل “المسيرات التركية” التي وصلت لأوكرانيا علاقة بالتصعيد الروسي في سوريا ؟
التصعيد العسكري الروسي، جاء بعدما قالت تقارير إعلامية بأن موسكو غاضبة جداً من تركيا بسبب بيعها “طائرات دون طيار” من طراز “بيرقدار” إلى أوكرانيا، و إعلان الجيش الأوكراني استهداف مناطق “الانفصاليين” في منطقة دونباس وهي منطقة موالية لروسيا، ووصفت موسكو الخطوة التركية “بالخطيرة” وأنها “غير مفهومة”.
فيما ربط البعض الآخر من المحليين السياسيين التصعيد في الشمال الغربي، بالتهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، قد يكون مسرحها مدينة تل رفعت الاستراتيجية، والتي تبعد كيلومترات فقط عن بلدتي نبل والزهراء، مشيرين إلى أنها رسائل روسية شديدة تحذر من تنفيذ تركيا لأي مغامرة جديدة في سوريا.
تركيا “تأجل” عمليتها ضد قسد .. وتعزز تواجدها في “خفض التصعيد”
حديث جاء بعدما كشفت وسائل إعلامية تركية، بأن وزارة الدفاع التركية أعلنت “تأجيل العملية العسكرية” ضد قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا، بسبب ما وصفته أنقرة “دعم روسيا وإيران ووقوفهما لجانب القوات الكردية”، ومطالبة أنقرة باجتماع “لثلاثي آستانا” لبحث الأزمة السورية.
تركيا لم تقف مكتوفة الأيدي في إدلب، حيث تواصل إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة “خفض التصعيد” بشكل شبه مستمر، مع تكثيف عمليات الاستهداف البري والجوي عبر الطائرات المسيرة لمناطق عدة في شمال شرق سوريا.
القصف التركي طال لأول مرة منذ بدء التصعيد العسكري قبل أشهر، بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، ومعلومات تؤكد إصابة 4 مدنيين بجروح، كما طال القصف قرية منغ و مطارها العسكري الذي يتواجد فيه نقاط عسكرية مشتركة لقوات الحكومة السورية والإيرانية و “تحرير عفرين”.
“التعامل بالمثل” رسائل تركية لروسيا وإيران
التصعيد التركي وصفه متابعون بأنه رسائل مضادة لروسيا، بأنه سيتم التعامل بالمثل مع التصعيد الروسي، حيث أن كل المناطق في الشمال الشرقي من سوريا والتي تشهد تصعيداً تركياً هي مناطق تتواجد فيها القوات الروسية، وبالتالي قد ترغب أنقرة بإيصال رسائل إلى روسيا بأن العنف سيقابله عنف، والحل بعقد اجتماع جديد والتفاهم على “خطوط سيطرة عسكرية جديدة” في الشمال.
وتؤكد أوساط متابعة بأنه من الصعب أن تقنع أنقرة موسكو وطهران، بأي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، خاصة ضمن المناطق التي يتواجدون فيها بما فيها تل رفعت حيث أن هذه البلدة خط أمان لبلدتي نبل والزهراء وبسقوطها فإن البلدتين ستصبحان تحت خط النار التركي، كما ستقترب تركيا والمعارضة من مدينة حلب بمسافة تقل عن 25 كم، وإمكانية أن تستغل تركيا ذلك مستقبلاً للحصول على تنازلات من موسكو و طهران بخصوص الملف السوري.
إعداد: رشا إسماعيل