أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت شارفت الأزمة السورية على الدخول إلى عامها الـ13 توالياً، ودعوات الأمم المتحدة لوقف العنف والعودة إلى المسار السياسي وقرار مجلس الامن ذات الرقم 2254، تتصاعد الاشتباكات وعمليات القصف المتبادلة بين أطراف الصراع على السلطة في البلاد في مناطق الشمال، وسط غياب أية بوادر للحلول السياسية أو إنهاء الحرب في عامها الجديد.
“أعنف جولة من الاشتباكات في 2024”
ومع استمرار التصعيد العسكري من الجانب التركي في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، وتنفيذها لهجمات بشكل شبه يومي على هذه المناطق، تصاعدت حدة الاشتباكات والعمليات العسكرية في منطقة “خفض التصعيد”، وذلك في أعنف جولة تشهدها هذه المناطق منذ أشهر، حيث كانت تقتصر سابقاً على عمليات محدودة من القصف البري والجوي.
وتعرضت مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية لهجوم شنه مسلحون من “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و مسلحين أجانب من “الحزب الإسلامي التركستاني” (الإيغور) في ريفي إدلب واللاذقية، وذلك في تطور عسكري جديد في هذه المناطق، حيث لم يسبق أن شنت هذه الفصائل المسلحة هجمات على مواقع لقوات الحكومة طيلة الأشهر الماضية.
هجمات “للهيئة و الإيغور” على مواقع عسكرية سورية
ووفق مصادر إعلامية موالية “لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” فأن “الهيئة”، شنت يوم السبت الفائت هجوماً على مواقع لقوات الحكومة أسفرت عن مقتل وجرح 15 عنصراً، وفق هذه المصادر، وذلك بهجومين محدودين استهدفا مواقع الأخير في ريفي إدلب وحلب شمالي سوريا.
وبحسب ما أفادت الهيئة عبر “مؤسسة أمجاد الإعلامية” التابعة لها، فإن مسلحيها نفذوا العملية على النقاط العسكرية على محور الدانا بريف معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وهو ما أدى لمقتل وجرح 8 عناصر، والاستيلاء على أسلحة خفيفة وتدمير بعض النقاط.
وفق هذه المصادر فإن 7 من عناصر قوات الحكومة قتلوا واًصيبوا مع تدمير عدة دشم، بعملية منفصلة، استهدفت نقاطاً عسكرية في محور بسرطون بريف حلب الغربي، وفقاً لما أعلنت “الهيئة”، وأشار المصدر إلى تدمير مربض مدفعية لقوات الحكومة على محور قرية جرادة في ريف إدلب الجنوبي إثر استهدافه من قبل سرايا الهاون.
“العنف يزداد في خفض التصعيد بعد حديث عن تهدئة”
وتعتبر هذه الجولة من العنف والاشتباكات هي الأعنف والأشمل التي تنفذها فصائل المعارضة المسلحة بمختلف مسمياتها على مواقع قوات الحكومة السورية في منطقة “خفض التصعيد” وغيرها في الشمال السوري، فيما تصاعدت حدة العنف والاشتباكات وعمليات الاستهداف البرية والجوية في هذه المناطق في الآونة الأخيرة، وذلك في وقت تحدث وفد المعارضة القادم من آخر اجتماع لآستانا بأن هذه المناطق ستشهد “انخفاضاً ملحوظاً بالعمليات القتالية خلال أيام”.
وأعلنت “تحرير الشام” قبل نحو أسبوع، تنفيذ عملية “انغماسية” على مواقع لقوات الحكومة السورية في محور قبتان الجبل بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل وجرح 8 عناصر، وفق إعلامها، وأشارت هذه المصادر إلى أنه تم تحقيق إصابات مؤكدة في عمليات استهداف طالت مواقع عسكرية في ريف اللاذقية.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية عن التصدي لهجوم شنته فصائل المعارضة، “تحرير الشام” و “الإيغور” على مواقع عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي، وأشارت حينها إلى التصدي لهذه الهجمات ومقتل وجرح العشرات من عناصر الفصائل، وسحب 3 جثث للمقاتلين المعارضين المشاركين في الهجوم.
دعوات أممية للالتزام بالحلول السياسية
وتأتي جولة العنف هذه مع دعوى الأمين العام للأمم المتحدة، انتونيو غوتيريش، لأطراف الصراع في سوريا إلى الالتزام بالحلول السياسية بما يلبي تطلعات الشعب السوري وبما يتناسب مع لقرار 2254.
ومع اقتراب الدخول في العام الـ13 للأزمة السورية قال غوتيريش في بيان، أنه يجب فعل كل ما يلزم للتوصل إلى حل سياسي حقيقي وذي مصداقية في سوريا، يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، ويستعاد من خلاله سيادة ووحدة واستقلال سوريا وسلامة الأراضي السورية بما يتوافق مع القرار الأممي 2254، ويخلق ظروفاً جيدة للعودة الطوعية للاجئين إلى بلادهم”.
الشعب السوري عانى من الحرب والانتهاكات مستمرة
ولفت المسؤول الأممي إلى أن الشعب السوري عانى خلال السنوات الماضية من الدمار والنزوح والانتهاكات الجسيمة التي لاتزال مستمرة، مبيناً إلى أن عدد المحتاجين في سوريا للمساعدات زاد ووصل لمستويات عالية، في وقت انخفض جهود التمويل والإغاثة الإنسانية إلى أقل مستوياته.
ولفت بيان الأمين العام للأمم المتحدة، إلى “أن الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب، جميعها مستمرة وتمثل عقبة أمام السلام الدائم في سوريا”، مؤكداً “أن الجميع يتحمل مسؤولية إنهاء مسألة الإفلات من العقاب وأن الوقت حان لتنهض الأطراف الرئيسية الدولية وتلبي احتياجات السوريين”.
إعداد: علي إبراهيم