أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتزايد المخاوف من تصاعد الصراع الأمريكي الإسرائيلي – الإيراني في سوريا، خاصة بعد الحرب في غزة وتداعياتها من عمليات استهداف تطال قواعد التحالف الدولي من بينها للجيش الأمريكي، وعمليات القصف التي تنطلق من الأراضي السورية باتجاه المواقع الإسرائيلية وخاصة تلك المتواجدة في هضبة الجولان المحتلة، وعمليات الرد العسكرية الإسرائيلية والأمريكية على مواقع إيرانية في سوريا، وما يمكن أن تشهده المنطقة بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للبنان.
وتتزامن هذه المخاوف مع معاودة الحديث عن إنشاء القوات الروسية لنقاط مراقبة عسكرية بالقرب من الجولان السوري المحتل، وذلك منعاً لجر تلك المناطق للحرب وخفضاً للتصعيد ما بين إسرائيل والمجموعات المسلحة العاملة مع “حزب الله” والموالية لإيران.
الحرب في غزة أشعلت الجبهات السورية
وكانت للحرب في غزة تداعياتها الكبيرة على سوريا من حيث تزايد مستوى العنف في البلاد، سواءً في الجنوب والشمال والشرق، حيث استغلت أطراف الصراع على السلطة؛ انشغال العالم بالحرب في غزة وصعدوا من مستوى العنف في الشمال، إضافة إلى عمليات القصف التي تقوم بها جماعات مسلحة بمختلف مسمياتها وتطلق على نفسها “المقاومة” بقصف قواعد التحالف الدولي، وعمليات الرد للجيش الأمريكي باستهداف القواعد والنقاط الإيرانية، واستمرار الهجمات الإسرائيلة، وهو ما يزيد من فرضية “أن تشهد سوريا مزيداً من التصعيد في إطار الصراع الأمريكي الإسرائيلي – الإيراني”.
ومع الدخول في العام الجديد، جددت المجموعات المسلحة الموالية لإيران هجماتها على قواعد التحالف، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قصفاً صاروخياً بـ 4 صواريخ طال قاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، وهي أكبر القواعد الأمريكية في سوريا، حيث دوت انفجارات عدة في منطقة القاعدة، وقابل ذلك تصدي الدفاعات الجوية التابعة للقوات الأمريكية للهجوم، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
مع بداية 2024.. قواعد التحالف تحت النار من جديد
كما أعلنت “المقاومة العراقية” استهداف قاعدة “التنف” على المثلث الحدودي ما بين سوريا والعراق والأردن عبر طائرة مسيرة، مساء الأربعاء، دون أي معلومات عن خسائر أو إصابات أو أضرار مادية.
ولفت المرصد السوري إلى أن الهجوم الذي طال قاعدة التحالف يوم الثلاثاء يعتبر الرابع في اقل من 24 ساعة استهدفت القواعد الأمريكية في شمال شرق سوريا.
وفي هجوم آخر تعرضت قاعدة خراب الجير الأمريكية في منطقة رميلان بريف الحسكة، لهجوم بطائرة مسيّرة أطلقتها “المقاومة الإسلامية” المدعومة من إيران، حيث دوي انفجار عنيف في المنطقة، وسط استنفار عسكري وأمني من قبل الجنود الأمريكية، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
أما في جنوب محافظة الحسكة، استهدفت المجموعات المسلحة المدعومة من إيران قاعدة التحالف الدولي المتواجدة في ناحية الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، حيث دوى انفجار عنيف في تلك المناطق ناجمة عن استهداف صاروخي، مع معلومات تؤكد سقوط صاروخ واحد على الأقل ضمن القاعدة العسكرية، دون معلومات عن خسائر أو إصابات، وسط حالة تأهب واستنفار في صفوف القوات العسكرية الأمريكية.
التصعيد مستمر في الجنوب.. وإسرائيل ترد
وفي الجنوب السوري، أطلقت المجموعات المدعومة من إيران صواريخ باتجاه الجولان المحتل، من الأراضي السورية، وفق المرصد السوري، قبل أيام، فيما ردت إسرائيل مستهدفة مواقع في محيط بلدة حيط وسد الوحدة وأطراف بلدة الشجرة في حوض اليرموك غربي درعا منطقة الأحراش غربي بلدة الشجرة التابعة لحوض اليرموك، وأطراف الرفيد بريف القنيطرة، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ فجر الثلاثاء ضربات جوية بعدد من الصواريخ من أجواء الجولان السوري المحتل، استهدفت محيط بلدة كناكر بريف دمشق الغربي، وهي مناطق تنتشر فيها مجموعات مسلحة موالية لحزب الله، وطالت “سرية المدفعية” التابعة للواء 121، حيث يتواجد في السرية عناصر من “حزب الله” اللبناني، في وقت يتم الحديث عن سقوط قتلى وإصابات.
تلا ذلك استنفار للمجموعات الموالية “لحزب الله” وقوات الحكومة السورية في منطقة القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي وذلك بعد تصاعد الضربات الإسرائيلية.
عشرات الهجمات المتبادلة.. وروسيا تحاول “خفض التصعيد”
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال العام الفائت 2023، 70 هجوم على القواعد الأمريكية وللتحالف الدولي في سوريا، قابله 89 استهداف إسرائيلي وأمريكي على مواقع ونقاط وقواعد عسكرية إيرانية في مختلف المناطق السورية، قتل خلالها 226 باستهدافات جوية وبرية.
وبعد تقارير أكدت ونفت في الوقت نفسه وجود أي نقاط مراقبة عسكرية روسية بالقرب من هضبة الجولان السوري المحتل، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، بأن القوات الروسية ثبتت 7 نقاط بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل في ريف القنيطرة وذلك للحد من التصعيد بين إسرائيل والمجموعات المسلحة الموالية لإيران والعاملة مع حزب الله.
ووفقاً للمصادر فإن النقاط التي تم تثبيتها في قرى وبلدات الريف الغربي لمحافظة القنيطرة هي، القحطانية – بئر عجم- بريقة – كودنا – الملعقة – الرفيد – غدير البستان.
وسبق أن تم الحديث عن “مساعي إماراتية” برضا روسي حول تطبيق “تسويات جديدة” في جنوب سوريا، تشمل درعا والقنيطرة، هدفها الرئيسي “إبعاد المجموعات المسلحة الموالية لإيران عن الحدود مع إسرائيل لمسافة 85 كليومتر”، وذلك لمنع اندلاع أي حرب في تلك المناطق.
إعداد: علي إبراهيم