أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال الفترة الماضية، كشفت تقارير إعلامية عن تجهيزات إيرانية لضرب القوات الأمريكية في سوريا، وذلك بهدف دفع هذه القوات للخروج من البلاد، وبالتالي فتح الأبواب أمام السيطرة على المناطق الشمالية الشرقية التابعة “للإدارة الذاتية” وقوات سوريا الديمقراطية.
مساعي إيرانية لضرب التحالف.. ونذر حرب تلوح في الأفق
وكشفت هذه التقارير الإعلامية عن أن إيران تعمل على تسليح وتدريب وتجهيز مسلحين موالين لها وتزويدهم بعبوات ناسفة خارقة وذلك بهدف شن هجمات مميتة ضد القوات الأمريكية، فيما لفتت هذه المصادر إلى أنه سبق وأن حاولت طهران استهداف عربات عسكرية أمريكية شرق سوريا، في شباط الماضي، إلا أن استخبارات قوات سوريا الديمقراطية كشفت الخلية المسؤولة عن ذلك وقامت باعتقالهم ومصادرة العبوات.
ولا شك في أن التوتر بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وروسيا من جهة أخرى بات واضحاً للعيان في البر والجو السوري، وبات يخشى من أن تندلع أي حرب بين هذه الأطراف يكون مسرحها الأراضي السورية، وما زاد من المخاوف الحديث الذي يدور حول تعزيزات عسكرية للأمريكيين والإيرانيين في ريف دير الزور، رغم خروج قوات سوريا الديمقراطية وسوريا الحرة ونفيهم أن تكون التحشدات العسكرية الواصلة لريف دير الزور لغايات عسكرية، وإنما أمنية للحفاظ على مستوى مكافحة تنظيم داعش.
“وحدة عسكرية إيرانية قادرة على ضرب الأمريكيين”
مؤخراً كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن “أقوى الوحدات العسكرية الإيرانية في سوريا” والتي قالت إنها قادرة على شن هجمات على الأمريكيين وإسرائيل.
وبحسب ما نشرت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية، إنها حصلت على الوثيقة من عضو في وكالة استخبارات لدولة متحالفة مع الولايات المتحدة، الجمعة.
وقال مسؤول المخابرات إن “المسؤولين الأمريكيين قد تم اطلاعهم على محتويات الوثيقة، التي تغطي وجود فرقة الإمام الحسين، المرتبطة بفيلق القدس الاستكشافي التابع للحرس الثوري الإيراني”.
“الفرقة الإيرانية” مجهزة بالأسلحة وسبق أن نفذت ضربات على مواقع أمريكية
ونفذت الفرقة وهي مسلحة بذخائر دقيقة التوجيه وطائرات بدون طيار وابلاً مكثفاً من هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أصابت قاعدة التنف، في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وفقاً لمسؤول المخابرات.
وأضاف المسؤول، أن الفرقة ذاتها شنت ضد إسرائيل هجوم صاروخي أرض-أرض في كانون الثاني/يناير 2019، وهجوم صاروخي في حزيران/يونيو 2019 ومحاولة هجوم بطائرة بدون طيار في آب/أغسطس 2019.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن “المزيد من الهجمات ضد الحليفين قيد الإعداد من جانب فرقة الإمام الحسين”، وأضافت نقلاً عن المسؤول الاستخباراتي “إنهم يستعدون ويجمعون القدرات ليكونوا قادرين على إحداث تهديد للقوات الأمريكية في سورية وإسرائيل”.
“الفرقة” لعبت دوراً حاسماً في دعم دمشق عسكرياً
وذكرت الوثيقة أن “فرقة الإمام الحسين” تأسست في عام 2016 تحت قيادة قائد فيلق القدس منذ فترة طويلة اللواء قاسم سليماني، والذي قُتل في غارة أمريكية في العراق في يناير 2020.
ووصفت الجماعة السرية بأنها لعبت دوراً رئيسياً في دعم الحكومة السورية طيلة سنوات الحرب.
وجاء في الوثيقة أن “الفرقة تمثل قوة قتالية متعددة الجنسيات تتكون من آلاف المقاتلين من جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وتابعت المجلة أن الفرقة تحتفظ بآلاف المقاتلين في سوريا ومعظمهم سوريون، مع وجود البعض الآخر من لبنان وأفغانستان وباكستان واليمن والسودان”، حيث أن هؤلاء وصلوا إلى سوريا في إطار ما يسمى “بالحرب المقدسة” ضد داعش، وبقوا في سوريا تحت سيطرة فيلق القدس بعد انتهاء القتال العنيف في البلاد.
وتقول المجلة الأمريكية، أن هذه القوة لها قوات خاصة مجهزة بأسلحة متطورة وقيادة أقسام لوجستية، مزودة بطائرات مسيرة، سبق أن أرسلتها إيران وحطت في مطارات الشحن السورية والموانئ.
“الفرقة” جاءت لسوريا لمحاربة داعش
ونقلت المجلة عن “البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة” إنه “بعد تشكيل داعش واحتلالها لأراضي في العراق وسورية، نظمت إيران متطوعين شيعة من دول مختلفة لمحاربة الجماعة الإرهابية”، وأضافت أن “المتطوعين قضوا في نهاية المطاف على داعش”.
وتابعت، “الأجندة الوحيدة وراء تشكيل المتطوعين من سورية كانت محاربة الإرهاب تحت رعاية الحكومة السورية”.
من جانبه وصف مسؤول المخابرات الذي تحدثت معه المجلة الأمريكية “فرقة الإمام الحسين” على أنها “المظلة” التي يتم من خلالها تنسيق جميع الأنشطة المتعلقة بإيران في سوريا.
وأكد أن “كل ما يحدث في سورية هو الآن من اختصاص الإيرانيين وهذا التقسيم الخاص بفيلق القدس”، وأن “حزب الله على وجه الخصوص، لعب دوراً حاسماً في تشكيل فرقة الإمام الحسين”.
وتقوم إسرائيل بين الحين والآخر بضرب مواقع ومقرات على الجغرافية السورية، تستهدف بالدرجة الأولى مجموعات مسلحة موالية لإيران، وذلك في إطار ما أعلنت عنه تل أبيب في وقت سابق “الحرب على إيران في سوريا”.
إعداد: علي إبراهيم