دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تساؤلات استخباراتية حول وجود قيادات تنظيم داعش في شمال غرب سوريا، وتنقل شقيق البغدادي ضمن الأراضي التركية

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – “زيارات مكوكية” إلى تركيا، هذا ما فعله شقيق زعيم تنظيم داعش الإرهابي، قبل مقتل البغدادي خلال الشهر الماضي، أثر عملية عسكرية أمريكية شمال غرب سوريا، حيث قطع شقيق البغدادي آلاف الكيلومترات في تركيا (الدولة في حلف الناتو) دون ان يتم توقيفه.

هذه المعلومات كشفت عنها، صحيفة “ذا ناشيونال البريطانية”، وقالت، “أن شقيق زعيم تنظيم داعش الإرهابي سابقاً، أبو بكر البغدادي، سافر عدة مرات إلى مدينة إسطنبول التركية، عن طريق الشمال السوري، قبل أن يلقى مصرعه”، ونقلت الصحيفة عن مصدرين في المخابرات العراقية، إن شقيق البغدادي كان واحداً من المبعوثين الموثوق بهم لدى قيادة داعش، لأنه كان يوصل ويحتفظ بمعلومات حول عمليات التنظيم في كل من سوريا والعراق وتركيا.

وبحسب ناشيونال، فإن شقيق البغدادي قطع مسافة تقارب الـ2300 كيلومتر دون أن يجري توقيفه في تركيا، حيث سافر إلى مدينة اسطنبول عدة مرات، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المخابرات العراقية، “إن شقيق البغدادي كان يسافر إلى تركيا ثم يعود منها، وهذا الشقيق يسمى جمعة، ويرجح أنه ما يزال على قيد الحياة، لكن لا توجد أي صورة له”.

رصد تحركات مريبة

وقالت الصحيفة، ان الشرطة العراقية رصدت شقيق البغدادي أول مرة في أواخر 2018، أي قبل أن يصل إلى إسطنبول، وبحسب الشرطة العراقية، فإن الاستخبارات العراقية تعاونت مع السلطات الأمريكية لأجل مراقبة “جمعة” داخل الأراضي التركية، والتي زارها حسب الاستخبارات العراقية في نيسان/أبريل الماضي، وعندها رفض مسؤولين أمريكيين الإجابة حول تساؤل يخص هذا الموضوع كونه “استخباراتياً”.

ووضعت الاستخبارات العراقية، فرضية أن يكون “جمعة” مختبأً في تركيا، أو في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال غرب سوريا، وأشارت الاستخبارات العراقية بحسب “ناشيونال” إلى أن “جمعة عبر الأراضي التركية من الممرات البرية الشرعية وليس عن طريق المهربين.

وكشفت الصحيفة، ان “جمعة” كان يستلم طروداً فيها كل المعلومات التي تفيد بتقدم وعمل التنظيم، من خلال شخص وسيط كان ينقل كل المعلومات إلى “جمعة” وبالتالي إلى البغدادي.

زرع جاسوس بقلب التنظيم

وراقب الأميركيون والعراقيون وقوات سوريا الديمقراطية، زعيمَ داعش، خلال 5 أشهر الماضية، ونجحت قوات قسد في زرع “جاسوس” على البغدادي، والذي حصلوا منه على كل المعلومات بأدق تفاصيلها عن البغدادي، وعن مكان تواجده في إدلب، وهذا ما اعتبرته الاوساط الاستخباراتية الأمريكية أنه أمر ناجح وتاريخي بالنسبة للاستخبارات “الكردية”.

واستغرب مسؤولو المخابرات العراقية، كيف للبغدادي ان يختبئ في إدلب، بينما كان بإمكانه ان يتواجد في شمال شرق سوريا، كذلك لم يستطيع مسؤولو المخابرات، أن يفهموا قدرة جمعة، على قطع أراض خاضعة لسيطرة الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي قادت جهود الحرب ضد التنظيم المتطرف.

شكوك حول وجود قادة الصف الأول للتنظيم في مناطق تسيطر عليها تركيا في سوريا

ونقلت “ذا ناشيونال” عن مسؤول عسكري كبير سابقا في الجيش التركي، إنه من المستحيل ألا تكون تركيا، غير عارفة بأمر البغدادي في المنطقة التي تبعد كيلومترات قليلة فقط عن الحدود مع سوريا، كون تلك المنطقة هي منطقة “استخبارات تركية بامتياز” وكل ما يحصل فيا تكون القيادة العسكرية التركية على علم به.

ويقول ذاك المسؤول التركي، “ان تركيا أعلنت بدورها اعتقال شقيقة البغدادي لإبعاد الشبهات عنها، وحتى تظهر نفسها بمثابة طرف متعاون في الحرب ضد داعش”.

وطفت تساؤلات وشكوك كثيرة حول وجود البغدادي في إدلب، وقيادات أخرى من الصف الاول لداعش في مناطق تسيطر عليها تركيا، كذلك المساجين الفارين من داعش من السجون ضمن المناطق التي سيطرت عليها تركيا خلال تدخلها في شمال وشرق سوريا، وأين هم الآن.

المبعوث السابق لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك، يقول في مقال في صحيفة “واشنطن بوست”، “إن الجيش الأميركي أطلق عمليته العسكرية ضد البغدادي من الأراضي العراقية، فيما كان بوسعه أن يفعل ذلك من منشآت تركية قريبة، وهذا الأمر يظهر على الأرجح، عدم الثقة في أنقرة”.

أما إخبار تركيا بالعملية فجرى قبل وقت قصير من التنفيذ، أي الوقت نفسه الذي شهد إخطار دولتين تدخلان ضمن خانة الخصوم وهما روسيا وسوريا، فيما يفترض أن تكون تركيا بين الحلفاء. بحسب ماكغورك.

 

إعداد: علي إبراهيم