أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا تشير التطورات العسكرية على الأرض في سوريا، وخاصة في الشمال، بمنطقة “خفض التصعيد”، إن العنف المتزايد في هذه المناطق هو مجرد مرحلة ستمر كما مرت سابقاتها، فكل ما يحدث من تصعيد عسكري غير مسبوق من قبل روسيا بطائراتها الحربية والمسيرة، وقوات الحكومة السورية بمدافعها وصواريخها، ما هي إلا دلائل على ما يبدو لوجود “عمل عسكري” في ظل ما تشهده المنطقة من صراع بين إسرائيل وحماس.
انشغال العالم بحرب إسرائيل وحماس قد يدفع موسكو لشن عملية “بخفض التصعيد”
وترى أوساط متابعة، بأن روسيا والحكومة السورية تستغلان انشغال العالم بالصراع والحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، واحتمال اتساع هذه الحرب ودخول أطراف أخرى إليها، بشن عمل عسكري قد يكون محدوداً ويقضم مزيداً من المناطق في “خفض التصعيد”، أو على الأقل ضرب البنية التحتية والقدرات العسكرية لكل من “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وحلفائها، خاصة “الحزب الإسلامي التركستاني”.
وتشهد منطقة خفض التصعيد منذ نحو شهر، غارات جوية روسية مكثفة إضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي موسع من قبل قوات الحكومة السورية طالت مختلف محاور القتال من هذه المناطق، وخلال الساعات الـ24 الماضية، طالت العشرات من الصواريخ والمدافع مدينة جسر الشغور، وبلدة محمبل، وقرية بيدر شمسو بريف إدلب الغربي، وبلدات وقرى “كنصفرة، وكفرعويد، وإحسم، وفليفل، والرويحة في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب.
إضافة إلى قصف بالمدافع والصواريخ أيضاً مصدره قوات الحكومة السورية طال قرية الزيارة، والعنكاوي، في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي وقرية التفاحية في ريف اللاذقية الشمالي، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والسورية في أجواء المنطقة.
ضحايا من المدنيين.. ونزوح لمناطق أكثر أمناً
وسبق أن سقط ضحايا من المدنيين بقصف لقوات الحكومة السورية على مدينة أريحا ومخيم بريف حماة الشمالي الغربي، وفي التفاصيل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الحكومة السورية استهدفت مساء الأحد، بالصواريخ مدينة أريحا، ما تسبب بإصابة 5 مواطنين بينهم طفلين وسيدتين بجروح، فيما طالت صواريخ منازل المدنيين في حي الصناعة بالمدينة ما أدى لوقوع أضرار مادية.
جاء ذلك في وقت فقد 6 أطفال حياتهم وأصيب 3 آخرون من عائلة واحدة جراء قصف مباشر لقوات الحكومة على مخيم في قرية القرقور بمنطقة سهل الغاب شمال غرب حماة.
وتسبب القصف المدفعي والصاروخي المكثف لحركة نزوح كبيرة للأهالي من مناطق متفرقة من ريف إدلب، لأخرى أكثر أمناً.
فيما أعلنت فصائل المعارضة المسلحة، استهداف نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية، قالت إنها “انتقاماً لسقوط مدنيين ضحايا”، حيث طال القصف ناحية جورين وقريتي ناعورة جورين والحاكورة شمال غرب حماة، دون معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
الدفاع السورية: “تدمير مواقع الإرهابيين واستهداف قدراتهم العسكرية”
وخلال الأيام الماضية، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية مكثفة على محاور بريف حلب وشمال اللاذقية وريف حلب الغربي، طالت مستودعات أسلحة ومصانع لصنع المفتجرات والطائرات المسيرة “لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، ما أدى لوقوع أضرار مادية وقتلى في صفوف الهيئة.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية، قبل يومين، تنفيذها لضربات مدفعية وصاروخية استهدفت مواقع “الإرهابيين” في ريف إدلب وذلك بالتعاون مع الطيران الروسي.
وجاء في بيان الوزارة، بأن الضربات دمرت مقرات “الإرهابيين” ومغارات كانوا يستخدمونها كمقرات قيادة وتدريب ومستودعات للعتاد والذخيرة، كما تم استهداف مواقع تستخدم للتدريب والتحضير للقيام بعمليات “إرهابية” ضد القوات العسكرية.
ولفت البيان إلى أن الضربات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات أغلبهم ينتمون “لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و “الحزب الإسلامي التركستاني”.
ووفق ما جاء في البيان، “عرف من الإرهابيين القتلى، أبو سليمان الحمصي، أبو عكل مغارة، أبو عبد الله الحلبي، صلاح هواش، أبو محمود كروم التركستاني، أبو مدين الأزري، موسى حالوص، ثائر سامر الشمالي، بشار الشحادة، محمود الحنشول، أحمد الفيصل، أبو تركي فهيم، إسلام علي”.
تركيا تزيد من إرسال التعزيزات العسكرية
ومع تصاعد حدة العنف والتصعيد العسكري في هذه المناطق، زادت القوات التركية من إدخال التعزيزات العسكرية إلى ريف إدلب وغيرها من مناطق “خفض التصعيد”، حيث دفعت القوات التركية خلال الساعات الـ24 الماضية، بتعزيزات عسكرية إلى قواعدها في ريف إدلب بالقرب من خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية.
حيث أن هذه التعزيزات من ضمنها بحسب مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” مدافع ثقيلة ومدرعات وراجمات صواريخ، وهي تأتي في ظل أوامر تركية لقيادات الفصائل وقواتها العسكرية في تلك النقاط بالانتقال إلى حالة التأهب القصوى تحسباً لأي طارئ وامكانية أن تشن قوات الحكومة السورية وروسيا هجوماً برياً على ريف إدلب الجنوبي.
تحت وطأة القصف والخسائر البشرية.. “الهيئة” تنسحب من بلدتين بريف إدلب
يشار إلى أن “تحرير الشام” سبق وأن انسحبت من بلدتي كسفرجة والبارة بمنطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، وذلك بعد تكبدها لخسائر بشرية كبيرة جراء استمرار قصف قوات الحكومة السورية وروسيا على البلدتين، حيث أكدت التقارير الإعلامية بأن 3 مقرات في البارة و 4 في كفسرجة تم إخلائها، من جميع العناصر القتالية والآليات العسكرية”.
ووفقاً للمصادر ذاتها فإن 6 مقاتلين من “تحرير الشام” قتلوا وأصيب عدد آخر خلال الأيام الماضية نتيجة القصف الذي استهدف مواقع في بلدتي كفسرجة والبارة جنوب إدلب.
إعداد: علي إبراهيم