أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تقوم تركيا بتغيير ديمغرافي في المناطق الشمالية السورية التي تسيطر عليها، تعمل الجهات المرتبطة بإيران أيضاً على إحداث تغيير ديمغرافي من خلال شراء العقارات مستغلين بذلك فقر وحاجة الناس بعد تدهور الأوضاع المعيشية في سوريا جراء انهيار العملة المحلية، حيث تتركز هذا النشاط في العاصمة دمشق.
تهجير قسري .. وبناء وحدات سكنية بدعم خليجي
ومنذ أن سيطرت القوات التركية على المناطق السورية في شمال البلاد، تقوم بالتغيير الديمغرافي من حيث تبديل الهوية الوطنية والعملة وإدخال اللغة التركية ومناهجها الدراسية، مع إجبار العوائل على بيع منازلهم بمبالغ زهيدة، أو من خلال ترهيبهم بالسلاح وطردهم خارجاً في أغلب الأحيان.
إضافة لبناء وحدات سكنية في قرى تم تدميرها بعد تهجير سكانها الأصليين خاصة في ريف عفرين، بدعم من منظمات خليجية وفلسطينية مقربة من الإخوان المسلمين، لإسكان عوائل الفصائل الموالية لها التي قاتلت مع الجيش التركي في ليبيا و أرمينيا.
في دمشق.. وعبر “مرسال” تحركات إيرانية للتغيير الديمغرافي
وبعيداً عن الشمال السوري، هناك مساعي إيرانية أيضاً لإجراء تغيير ديمغرافي في العاصمة السورية دمشق، حيث كشفت تقارير إعلامية عن وجود “وسيط” يعمل على شراء منازل المدنيين في ريف العاصمة وهو مقرب من شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد.
وفي التفاصيل قال المرصد السوري، إن عمليات شراء لعشرات العقارات لصالح القوات الإيرانية جرت في ريف دمشق بمساعدة أحد أقرباء من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، وبحسب المرصد فإن هذه العمليات تتركز في مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي، وهي لا تزال متواصلة لصالح القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها، وذلك بقيادة شخص سوري من أبناء دير الزور يدعى “مرسال”.
“مرسال” أحد أقرباء زوجة ماهر الأسد
وأكد المرصد السوري أن “مرسال” هو أحد أقرباء زوجة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة في قوات الحكومة، لافتاً إلى أن “مرسال” يقوم، عبر شبكة متكاملة من التابعين له سواء من الفرقة الرابعة وآخرين من أبناء دير الزور، بشراء العقارات في معضمية الشام التي تحمل أهمية رمزية كبيرة للإيرانيين الإيرانية والفرقة الرابعة أيضاً”.
وأشار المرصد إلى أن مهمة مرسال “تتمحور حول استملاك أكبر قدر ممكن من العقارات؛ سواء أكانت منازل أو محال تجارية تعود لمدنيين، بوسائل وطرق مختلفة كالسخاء المادي أو طرق أمنية في حال وقف أحد بوجهه”.
“مساعي لكسب ود الناس”
وأضافت المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “مرسال عمد خلال عيد الأضحى المبارك إلى ذبح عشرات الأضاحي وتوزيعها على سكان وأهالي معضمية الشام في محاولة لكسب ودهم أيضاً، كما أن العقارات التي جرى استملاكها من قبل مرسال هناك لصالح الميليشيات الإيرانية والتي يقدر عددها بالعشرات، لم يتم التصرف فيها بأي شيء حتى اللحظة، فلم يسكن فيها أحد ولم تتم المتاجرة بها”.
ويستغل الإيرانيون وأتباعهم من السوريين فقر والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين السوريين جراء الأزمة الاقتصادية في البلاد وانهيار الليرة، وصعوبة لقمة العيش في شراء عقاراتهم بهدف إجراء تغيير ديمغرافي، إضافة لتقديم “السخاء المالي” لدفع الشبان السوريين للقتال في صفوفها.
تجنيد الشبان السوريين واستغلال فقرهم
حيث تقوم القوات الإيرانية بإغراء الشباب بالانتساب إليها في منطقتي مهين والقريتين بريف حمص الشرقي، وذلك وفق مرتب شهري يصل إلى 200 دولار أمريكي وبطاقة أمنية وسلة غذائية كل شهر.
كما أن قادة المجموعات الموالية لإيران وإلى جانب تحديد مبلغ 200 دولار أمريكي كراتب شهري لجميع المنتسبين الجدد، تم منحهم بطاقات أمنية وأخرى لحمل السلاح الفردي وسلة غذائية، مع وضع شروط على المنتسبين الجدد بالخضوع لدورة في جبال المحسا بالقرب من مدينة القريتين شرق حمص.
وينتظر المئات من الشبان ممن يعانون أوضاعاً معيشية صعبة للغاية إضافة لآخرين متواجدون في مخيم الركبان في الصحراء السورية السماح لهم بالخروج للانتساب لصفوف القوات الإيرانية.
ولطالما كان الشبان السوريين ورقة بيد الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية، حيث استغلتهم روسيا أيضاً مع تركيا وإيران، في جعلهم “كمرتزقة” يقاتلون من أجل حفنة من الاموال في ليبيا وأرمينيا، وسط غموض فيما تجهز هذه الأطراف للشعب السوري في المستقبل القادم.
إعداد: علي إبراهيم