أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قالت مجلة “ناشيونال إنترست الأميركية، إن تركيا بقيادة أوردوغان ليست حليفة لأميركا ولا يمكن الوثوق بها، وساقت المجلة العديد من الأدلة على “دعمها للإرهاب”، أبرزها الدعم الضخم المقدم “داعش” وتهريب الأسلحة لبوكو حرام عبر الخطوط التركية ودعم القاعدة في مالي ومساعدة إيران على التهرب من العقوبات الدولية.
وبالنسبة لسوريا، قالت المجلة في تقريرها، في 22 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أدلى المبعوث الأميركي الخاص جيمس جيفري بشهادته في الكونغرس لمناقشة قرار إدارة ترمب بالتخلي عن دعم الأكراد السوريين، حيث واجه انتقادات حادة من الديمقراطيين والجمهوريين لسياسة جيفري ونتائجها الكارثية على الأكراد.
تعاوناً تكتيكياً.. وتعاون تركيا مع داعش في مجال النفط
وبرر جيفري حينها، “إن التعاون الأميركي مع الأكراد كان تكتيكيا ومؤقتا، ولكن كانت العلاقات الثنائية مع تركيا مهمة”. ويستدرك التقرير، هناك مشكلة أساسية في هذه الحجة. ربما كانت تركيا ذات يوم حليفاً وشريكاً مهماً، ولكن إذا اعتقد جيفري ومؤيدو استراتيجية ترمب أن تركيا حليفة فإن هذه الكلمة بكل بساطة ليس لها معنى على الإطلاق.
وبينما كانت القوات التركية تتدفق عبر الحدود في “غزوها” العسكري الأخير، كتب أردوغان باللغة العربية على حسابه في تويتر قائلاً، “أقبل جبهات جميع أبطال الجيش المحمدي” الذين يدخلون سوريا! هذا ليس بيانًا نموذجيًا لكنه لم يكن وحده، فقد قال وزير الداخلية التركي سليمان سويلو لـ CNN Türk إن تركيا “ستبرم صفقة مع داعش”.
لقد أظهرت وثائق “ويكيليكس” أن بيرات البيرك صهر أردوغان كان وزير الطاقة في ذلك الوقت قد بذل جهودًا قوية للتجارة النفطية مع “داعش”.
أكثر من ذلك، وتحديداً في معركة كوباني فقد دعمت تركيا مقاتلي “داعش” في محاولة منها للتغلب على المدافعين الأكراد، كما كانت هجمات “داعش” تنطلق من الجانب التركي من الحدود. وأظهرت جوازات السفر وبطاقات الهوية التي تم الحصول عليها من مقاتلي “داعش” أنهم قدموا من الأراضي التركية بشكل علني.
تركيا تتوسع.. والتطهير العرقي
وتثير أعمال تركيا السابقة في سوريا مخاوف جدية بشأن التزامها بالسلامة الإقليمية لجارتها. ففي 20 يناير/كانون الثاني 2018، دخلت القوات التركية منطقة عفرين شمال غرب سوريا، وكانت من المفترض أن تكافح الإرهاب بدلاً من ذلك أجبروا مئات الآلاف من الأكراد والمسيحيين على الفرار، وكان على من بقوا إلغاء بطاقات هوياتهم السورية واستبدالها بالبطاقات التركية.
وقامت تركيا بدمج الخرائط التي تظهر على البرامج التلفزيونية التركية شمال سوريا (وأجزاء من العراق واليونان وبلغاريا وأرمينيا) في الخريطة التركية، وفتحت تركيا في بلدة جرابلس السورية الشمالية مكتبا بريديا مدنيا رفع فوقه العلم التركي.
استهداف الأقليات الدينية والأثنية في سوريا
لقد كان العنصر الأكثر مأساوية في الغزو التركي على الرغم من تأكيدات ترمب، هو التأثير على الحرية الدينية والسكان المدنيين المحليين. ومن بين الأهداف الأولى للغزو التركي هو أكبر حي مسيحي في مدينة القامشلي، حيث أشعلت القوات المدعومة تركياً النيران في المنازل وقتلت العديد من المدنيين على الرغم من عدم وجود مواقع عسكرية كردية واضحة في المنطقة.
كما هاجمت تركيا عامودا، وهي واحدة من المدن القليلة في سوريا التي يقطنها يهود. لم يكن هذا مفاجئًا: فمنذ بدء الهجوم التركي فر أكثر من 300 ألف من منازلهم. ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا الرقم سوف يرتفع.
ويضيف التقرير، لا ينبغي أن يفاجأ أحد بتصرفات تركيا في شمال سوريا. بالنسبة لجميع السلطات التركية التي تتحدث عن الجماعات الإرهابية الكردية في شمال سوريا، فإنهم ومؤيديهم لم يتمكنوا من إثبات أي هجمات حديثة مخطط لها أو نفذت من البلدات والقرى الكردية التي يقصفونها الآن.
ويختتم التقرير: لقد دافع ترمب عن الضوء الأخضر لغزو تركيا لشمال سوريا من خلال التأكيد على أهمية تركيا كحليف. وفي الحقيقة لقد حان الوقت للانضمام إلى إجماع الحزبين الديمقراطي والجمهوري النادر بشكل متزايد في الكونغرس للتساؤل عما إذا كانت تركيا حليفة وهي تقوم بدعم الإرهاب، فكيف ستكون أفعالها مختلفة إذا كانت خصماً؟