أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أشعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتيل أزمة سياسية محتملة مع روسيا، عندما قال أن تركيا لا تعترف بتبعية جزيرة القرم المتنازع عليها بين موسكو وكييف، إلى روسيا، وذلك في تصريح فاجئ الساسة والمسؤولين الروس الذين كانت لهم ردود أفعال غاضبة اتجاه تصريحات أردوغان.
ووصفت الأوساط السياسية الروسية تصريحات الرئيس التركي “بالمتاجرة مع الاتحاد الأوروبي” لإمكانية التملص من العقوبات الأوروبية التي يعتزم الاتحاد فرضها على تركيا بسبب تنقيبها عن الغاز القبرصي في مناطق الشمال من البلاد.
وقال الممثل الدائم لجمهورية القرم لدى الكرملين، غيورغي مرادوف، في استخدام رجب طيب أردوغان موضوع تتار القرم في اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في القصر الرئاسي بأنقرة، “متاجرة سياسية”.
لـعــبـة قــديـــمـــة
الإعلام الروسي كان له ردة فعل قوية أيضاً اتجاه التصريحات التركية، حيث قالت، “تصريحات أردوغان تتناقض مع بناء التعاون بين روسيا وتركيا، وتتجاهل المبادئ الديمقراطية التي على أساسها صوت شعب القرم، بما في ذلك التتار، للانضمام إلى روسيا”.
ويقول عالم السياسة في القرم، دينيس باتورين، “إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يعترف بروسية شبه جزيرة القرم، لأنه يلعب اللعبة القديمة في السعي لتحقيق أهدافه الانتخابية”.
وتابع قائلا “إنها لعبة قديمة لأردوغان. إنه لا يعترف بروسية القرم، لكنه يشتري منظومة إس – 400 من روسيا وهو في صراع مع واشنطن. وهو الآن يسعى إلى تحقيق أهدافه الانتخابية عبر التكلم عن مصالح التتار في القرم… يجب أن لا ننتظر من الرئيس التركي مساراً آخر، حيث سوف يستمر في إجراء خطوات وتصريحات حادة، حتى يكون بعيداً عن جميع مصادر القوة في السياسة الخارجية”.
ووفقا للخبير السياسي، فإن الرئيس التركي يخلق مخاطر “سياسية خطيرة لنسفه ولبلاده بسبب سياسته هذه”.
يذكر أن جزيرة القرم أصبحت منطقة روسية بعد الاستفتاء الذي أجري هناك في آذار/مارس 2014، حيث صوت 96.77 بالمئة من الناخبين في شبه جزيرة القرم و 95.6 بالمئة من سكان “سيفاستوبول”، لصالح الانضمام إلى روسيا. وأجرت سلطات القرم هذا الاستفتاء بعد الانقلاب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2014. في حين لاتزال أوكرانيا تعتبر شبه جزيرة القرم أرضًا محتلة مؤقتًا.
خطوة للتقرب من واشنطن والاتحاد الأوروبي
ويقول مراقبون، أن هذه الخطوة يمكن أن تكون أيضاً من الخطوات التي تسعى تركيا من خلالها إلى التقرب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذان يرفضان أيضاً تبعية القرم إلى روسيا، ويطالبون باسترجاعها لأوكرانيا، لأن ما فعلته روسيا “منافي للقوانين والمواثيق الدولية”، في حين يقول آخرون، كيف يمكن أن تؤثر هذه التصريحات التركية الجديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً في سوريا والملفات التي يناقشونها في إطار مسار استانا.
إعداد: ربى نجار