دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تضخ عملتها في المناطق الشمالية الغربية السورية.. فهل هو غزو أم إجراءات مؤقتة لتفادي انهيار العملة الوطنية ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عبر سياسيون سوريون عن مخاوفهم من اعتماد العملة التركية في المناطق الشمالية الغربية من سوريا، وذلك بعد الانهيار الذي شهدته الليرة السورية خلال الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن “هذه الخطوة هي الاولى على طريق انفصال تلك المناطق عن سوريا”.

ضخ العملة التركية

وقالت “الحكومة المؤقتة” بأنها ضخت كميات من الفئة المعدنية (العملة التركية) في أسواق شمال غرب سوريا، وأشارت تلك المصادر إلى أنه تم توفير فئات نقدية من العملة التركية. وذلك في مسعى من تلك الأطراف تبديل العملة السورية بالتركية.

وكانت “المجالس المحلية” في المدن الواقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، أعلنت أنها ستبدأ بخطوات للاعتماد على الليرة التركية بدلاً من السورية، واصفين ذلك “بحبل النجاة”.

بدوره قال “وزير المالية في الحكومة المؤقتة عبد الحكيم المصري”، إن وزارته وفرت خلال الأيام الأخيرة فئات نقدية معدنية وصغيرة من العملة التركية للصرافين والتجار في الأسواق”، ورأى المسؤول في “الحكومة المؤقتة” أن “تأمين الليرة التركية في المنطقة سيساعد على الاستقرار المادي والاقتصادي للسكان ويحافظ على قوتهم الشرائية” حسب زعمه.

لا نية للانفصال أو لتبديل العملة

وزعم المصري أن “خطوة ضخ العملة التركية لاتعني وجود نية للانفصال عن سوري أو لاستبدال الليرة التركية بالسورية بشكل نهائي، إنما هي تخفيف لأثر انهيار الليرة على التجار والأهالي”، واصفاً الإجراء “بأنه حل اقتصادي مؤقت يصب في مصلحة الأهالي”.

محللون وخبراء اقتصاديون رأوا في تصريحات المصري، “أنه يأتي في سياق إسكات الأصوات الغاضبة بين الأوساط الشعبية الرافضة لتبديل العملة الوطنية بالتركية”، مشيرين إلى أن تصريح المصري “محض ادعاءات كون المعطيات على الأرض تشير إلى نيات حقيقية للانفصال عن سوريا”.

تغيير ديمغرافي

وسبق أن سلطت تقارير إعلامية عن إجراءات تركية وصفت “بالتغيير الديمغرافي” للمناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا، حيث استبدلت تركيا والمجالس المحلية، أسماء الشوارع والساحات والمرافق الحيوية والمدنية، وشددت تلك التقارير على أن تركيا بإجراءاتها هذه تريد اقتطاع المناطق التي سيطرت عليها خلال العمليات العسكرية (درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام) من سوريا وضمها لتركيا”.

يأتي ذلك في ظل أزمة تتعرض لها الليرة مع قرب تطبيق قانون العقوبات الامريكي “قيصر”، والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية وحلفائها.

استغلال الظروف.. نيات مبيتة

وأشار محللون تحدثوا “لأوغاريت بوست”، أن تركيا “استغلت الظروف التي تمر بها الليرة السورية لتمرر جزءاً من مخططها بالتمدد عبر أراضي الشمال السوري وتغيير وجه المنطقة”.

بينما رأى الخبير الاستشاري جمال عجلون في حديثه “لأوغاريت بوست”، عن تبديل العملة الوطنية السورية بالتركية في مناطق سيطرة المعارضة، أنه “قد يكون الأمر مجرد تبادلات نقدية محدودة لتفادي ذبذبة سعر الصرف الليرة السورية”، لكنه لفت إلى احتمال وجود “نية مبيتة من جانب الاحتلال التركي من أجل تغيير ديموغرافي واجتماعي على الأرض”.

مؤكداً أن “هذا الموضوع لا يحظى بتوافق دولي، حيث ينص قرار2254 الأممي، على سيادة ووحدة الاراضي السورية”.

ورفعت محال وفعاليات تجارية في شمال غرب سوريا لافتات تقول “إن التعامل أصبح بـالليرة التركية فقط”، حيث أثارت هذه الإجراءات حفيظة شريحة كبيرة من السكان في تلك المناطق.

وشهدت مدينة الباب خلال اليومين الماضيين، تظاهرات للاحتجاج على تبديل العملة السورية، مشددين على أنهم يرفضون تبديل عملتهم الوطنية بالتركية.

ويشار إلى أن العلم التركي يعتلي أغلب المؤسسات العاملة في مناطق شمال غرب سوريا، كما يوجد مكتب بريد تركي المسماة “PTT”، وقد عمل خلال الفترة الماضية على ضخ العملة التركية في مدينتي مارع وصوران شمال غرب سوريا.

إعداد: علي إبراهيم