أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال تعمل تركيا على تعزيز تواجدها العسكري، على الرغم من المطالبات الحكومية السورية وروسيا لها بالانسحاب من أراضي البلاد، وبعد حديث مجلس الأمن القومي التركي بأن أنقرة مستعدة للانسحاب من سوريا إذا تعهدت روسيا بتأمين الحدود الجنوبية مع سوريا.
روسيا تطالب تركيا بالرحيل .. وأنقرة تكثف تواجدها العسكري
التعزيز العسكري التركي في سوريا بعد التصريحات السابقة، يشي بوجود خلافات جديدة بين الحلفاء في سوريا ضمن إطار مسار آستانا، روسيا وتركيا، حيث ردت أنقرة على الرسالة الروسية بضرورة مغادرة القوات الأجنبية ومن بينها تركيا الأراضي السورية بإنشاء نقاط عسكرية جديدة بالقرب من خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية جنوب إدلب، إضافة لجلب أكثر من 100 شاحنة تحمل مواد عسكرية ولوجستية من بينها دبابات إلى إدلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن إنشاء القوات التركية نقطة عسكرية جديدة في بلدة آفس قرب مدينة سراقب شرقي إدلب، وهي منطقة تعتبر من خطوط التماس وقريبة من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية.
نقطة عسكرية تركية على خطوط التماس مع قوات الحكومة
وأضاف المرصد أن النقطة التركية الجديدة تحوي على دبابتين و4 عربات ناقلة جند و3 مصفحات وما يقارب الـ 50 جندي. أي أن هذه النقطة بحسب متابعين يمكن أن تؤدي مستقبلاً لتصادم عسكري بين القوات التركية والسورية في شرق إدلب، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري والقصف اليومي بالمدافع والصواريخ والطائرات الحربية أيضاً.
وبحسب المصادر فإن تثبيت القوات التركية للنقطة الجديدة جاءت كرد تركي على رسائل روسية وجهتها موسكو إلى أنقرة سابقاً، بضرورة إخلاء القواعد والنقاط العسكرية التركية في المنطقة الواقعة بين مدينة سراقب شرق إدلب ومناطق محاذية للطريق الدولي إم-4. حيث كان هذا البند من بين البنود التي تم الاتفاق عليها في الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو ولقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واتفق الجانبان على تطبيق الاتفاقات السابقة بخصوص “خفض التصعيد” ومنها فتح الطرق الدولية ومحاربة “التنظيمات الإرهابية”.
قوات الحكومة تستقدم تعزيزات عسكرية ضخمة لسراقب
تثبيت النقطة العسكرية التركية الجديدة، قابلتها قوات الحكومة السورية باستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى النقاط العسكرية المتقدمة في مدينة سراقب شرق إدلب، حيث كشفت مصادر محلية عن وصول أرتال عسكرية كبيرة لقوات الحكومة إلى سراقب، ونشرها دبابات ومدرعات على كامل خطوط القتال المحيطة بالمدينة وجبل الزاوية وريف حلب الغربي ورفع الجاهزية الكاملة للجنود مع عتادهم.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع الحديث عن عملية عسكرية وشيكة على ريف إدلب، خاصة مع تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة، بأن إدلب يجب أن تعود لسلطة الدولة، وما سبقه من تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تركيا هي “بؤرة الإرهاب الوحيدة في سوريا” وأن موسكو ستواصل محاربته للأخير، واعتبر سيرغي لافروف أن الاعتداءات التي تقع على القوات الحكومية السورية والروسية القادمة من “خفض التصعيد” خطيرة وغير مقبولة. في إشارة إلى أنقرة أن عليها الالتزام بما تم التوافق عليه وإلا فإن الحل سيكون عبر عملية عسكرية.
وتشهد منطقة “خفض التصعيد” الأخيرة شمال غرب سوريا، تصعيداً عسكرياً كبيراً بين قوات الحكومة وفصائل المعارضة، إضافة لتكثيف الطائرات الحربية الروسية قصفها لمناطق عدة تتمركز فيها المعارضة، ومنها تتواجد فيها نقاط عسكرية تركية وخاصة قرية البارة جنوب إدلب.
وسط مخاوف من تصادم عسكري جديد .. المقداد يطالب تركيا بالانسحاب
بدوره طالب وزير الخارجية في الحكومة السورية، فيصل المقداد، من تركيا الانسحاب من سوريا، جاء ذلك خلال حديث له مع صحيفة “الوطن” الحكومية، وقال فيها، أن “الاحتلال التركي، يعيق أي تقدم في أي مجال من التعاون بين سوريا وتركيا”، وأضاف “آن الأوان لتركيا بأن تنسحب من الشمال الغربي لسوريا وأن تتيح المجال لحل يضمن علاقات طبيعية بين سوريا وتركيا بعد زوال هذا الاحتلال الذي يعيق أي تقدم في أي مجال من التعاون”، وشدد على إخراج تركيا إما عن طريق السياسة أو الحرب.
وتشدد أوساط سياسية ومتابعة على أن الأوضاع في منطقة “خفض التصعيد” متأزمة أكثر من أي وقت مضى، وقد نشهد في المرحلة المقبلة، عمليات عسكرية، قد يكون الطرف التركي المبادر فيها، مشيرين إلى إمكانية أن تكون هناك عملية عسكرية جديدة جنوب إدلب من قبل تركيا على غرار عمليتها السابقة “درع الربيع”، محذرين من تصادم للقوات الروسية والتركية على الأراضي السورية، وأن الخاسر الأكبر هنا هم الشعب السوري.
إعداد: علي إبراهيم