دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تجد نفسها وحيدة أمام روسيا بعد تغافل أمريكي.. وأردوغان إلى موسكو للاتفاق على وقف إطلاق النار

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – المصائب لا تأتي فرادى، هكذا علق متابعون للتطورات التي تحصل في شمال غرب سوريا، و”المأزق” الذي وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه فيه، بعد تصريحات أمريكية مخيبة لآمال أنقرة.

وبعد أن طالبت تركيا للمرة الثانية رسمياً من الولايات المتحدة الأمريكية تزويدها بمنظومة الصواريخ الدفاعية “الباتريوت” للدفاع عن جنودها في إدلب، والوقوف أمام روسيا وسلاحها الجوي، جاء الرد الأمريكي بالرفض.

واشنطن تعاقب أنقرة “لا دعم عسكري لتركيا”

حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن بلاده لن تقدم دعما جويا لتركيا في عمليتها العسكرية بمحافظة إدلب السورية، وقال الوزير الأمريكي، “إن الولايات المتحدة ستسعى إلى زيادة مساعداتها الإنسانية إلى تركيا في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل 33 جنديا تركيا في إدلب الأسبوع الماضي”، وخلال رده على سؤال حول ما إذا كانت المساعدات الأمريكية ستشمل الدعم الجوي، أجاب إسبر بـ “لا”. ليصدم بذلك الحلفاء الأتراك الذين كانوا يمنون النفس بالحصول على المنظومة الامريكية.

محللين سياسيون أشاروا إلى أن “فرصة التوتر الروسي التركي في إدلب”، بدأت واشنطن تستغلها لصالح معاقبة أنقرة على التقارب الكبير الذي حصل بينها (كعضو في حلف الناتو المعادي لروسيا) ورسيا، التي ترغب بتدمير الحلف وإنهاء وجوده، حسب التصريحات الأمريكية. منوهين إلى أن واشنطن لن تقدم أي دعم عسكري لأنقرة إلا في حالة واحدة، إعادة المنظومة الروسية وقطع العلاقات معها.

أردوغان إلى موسكو للقاء بوتين

الرئيس التركي وبعد أن فند الكرملين تصريحاته حول لقاءه مع الزعيم الروسي خلال الشهر الجاري، سيزور موسكو للقاء بوتين الخميس القادم، بخصوص بحث التطورات الأخيرة في إدلب والعملية العسكرية التركية ضد القوات الحكومية السورية، والتي تكللت مؤخراً في استرجاع الحكومة السورية مدينة سراقب الاستراتيجية بدعم روسي جوي الذي طال انتظاره خلال اليومين الماضيين. هذا الدعم الذي توقف وغاب عن الأجواء بعد انطلاق العملية العسكرية التركية المسماة “بدرع الربيع” في إدلب.

ويمثل هذا اللقاء الفرصة الأخيرة أمام الرئيس التركي للاتفاق على تفاهمات جديدة بشان إدلب، وعلى رأسها الإبقاء على “المعارضة المعتدلة” ومحاربة “المتطرفين”، وهو ما تراه موسكو غير وارد، لأن كل المجموعات التابعة للمعارضة السورية في نظر موسكو “إرهابية” كونها تحتضن عناصر مسلحة أجنبية موالية للقاعدة. وهذا ما تراه روسيا خطراً على نقاطها العسكرية وقاعدتها في اللاذقية “حميميم”، ويجب التخلص منهم.

روسيا “لم تعطي ضوءاً أخضر لتركيا”

وقرأ محللون وخبراء “البيان الروسي” الذي جاء عقب الإعلان عن الزيارة الرسمية التركية إلى موسكو، أن لقاء القمة بين بوتين وأردوغان بمثابة الفرصة الأخيرة لوقف “درع الربيع” التركية في إدلب، مشيرين إلى ان الرئيس التركي لن يحصل خلال الزيارة على أي تنازلات من موسكو.

وجاء بيان الكرملين الذي ندد بالعملية العسكرية التركية، لنفي ما أشارت إليه وسائل إعلام تركية بأن “درع الربيع” جاءت “بوضوء أخضر روسي”، وذلك لتبادل المصالح بين الطرفين، كما أشارت أيضاً (الإعلام التركي) إلى أن تركيا حصلت على الموافقة الروسية للهجوم على إدلب، بعد تهديد تركي بإيقاف صفقة الصواريخ إس-400. وهذا ما نفاه بيان الكرملين جملة وتفصيلاً.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “موقف موسكو من الأزمة السورية لم يتغير أبدا”، وأضاف “نحن ملتزمون باتفاقات سوتشي، ندعم سوريا في الحرب ضد الإرهابيين، والمنظمات الإرهابية الواردة في قائمة الجماعات الإرهابية التابعة للأمم المتحدة. نحن نعلق أهمية كبيرة على التعاون مع الشركاء الأتراك”.

العمل وفق بيان سوتشي

مصادر دبلوماسية روسية قالت، “اللقاء القادم سيشدد خلاله بوتين على أردوغان ان الحل في إدلب يمر عبر سوتشي، ولا تفاهمات جديدة، تنص على تثبيت بقاء الإرهابيين، ويجب على أنقرة عدم التملص من مسؤولياتها هذه المرة”.

مشيرين إلى أن “العملية العسكرية الحكومية الروسية في إدلب والتقدم السريع في المحافظة خير رسالة لأنقرة على ضرورة التزامها، وإلا فإن إدلب ستخرج من السيطرة التركية، والعين ستتجه بعدها إلى المناطق الأخرى في ريف حلب وربما الرقة والحسكة”. وذلك في إشارة إلى مناطق عملية “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام”، التي حدثت بتوافق روسي تركي في سوريا.

إعداد: ربى نجار