أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن لا شيء يوجد لكسر العلاقة “المتينة” بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال ترامب عنه اكثر من مرة أنه “صديق حميم له”، فبالرغم من توتر العلاقات بين الطرفين على عدة ملفات، إلا أن العلاقة بين الزعيمين لا تزال قوية.
تحديات كثيرة للعلاقة بين ترامب وأردوغان
أول التحديات الجدية التي واجهت العلاقة بين الطرفين، كانت بإبرام تركيا اتفاقاً مع “العدو اللدود” للولايات المتحدة روسيا، بشراء المنظومة الدفاعية الجوية (إس-400)، أو ما يعرف في الولايات المتحدة “بشبح الطائرات الأمريكية”، ألا أن ترامب أوجد لصديقه “التركي” ذريعة يمنع من خلالها فرض عقوبات قاسية عليه بموجب قانون (مكافحة خصوم أمريكا)، وجعل معاقبة تركيا بحرمانها من المشاركة في تطوير المقاتلات الأمريكية إف-35، وطرد طياريها من أمريكا.
وقالت حينها أوساط سياسية أمريكية، “أن ترامب كان باستطاعته فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعلى صعد أخرى ضد تركيا، لأنها انتهكت قانوناً أمريكياً صارماً، لكن ترامب اكتفى بهتين الخطوتين”، وأشارت تلك الأوساط إلى ان “برودة ردة فعل ترامب” دفعت الرئيس التركي إلى استمرار صفقته مع روسيا وإنهاء استلام المنظومة.
التحدي الثاني، كان التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا، فبعد أن وافق الرئيس الأمريكي على استراتيجية هزيمة داعش في سوريا بالكامل، ودعمه لقوات سوريا الديمقراطية و”الأكراد” وتعهده بعدم شن تركيا لأي حرب على تلك المناطق، ألا أنه وخلال مكالمة هاتفية غير من استراتيجياته التي وضعتها قيادات الجيش الأمريكي لشمال سوريا، بلحظة، وأعلن انسحاب قوات بلاده من سوريا، وفتح الطريق أمام تركيا “لتنفيذ خططها الأحادية الجانب”، ما اعتبره ممثلي المنطقة انه “تخاذل وخيانة أمريكية لهم، وإعطاء الضوء الأخضر لتركيا لشن غزوها للمنطقة”.
وتتبعت هذه التحديات أمور أخرى، حيث لم يبدي الرئيس الأمريكي أي دور حازم اتجاه التدخل التركي في شمال سوريا، وقال أنه سيعاقب تركيا إذا تجاوزت الخطوط الحمر هناك، دون أن يوضح ما هي هذه الخطوط، وفيما تلا ذلك، عقدت الولايات المتحدة وتركيا اتفاق وقف إطلاق النار، التي لم تلتزم به الأخيرة مع قوات المعارضة الموالية لها، وبالرغم من ذلك قال ترامب أن وقف إطلاق النار متماسك في سوريا، بالرغم من مئات التقارير الإعلامية التي كشفت “خرق” القوات الموالية لتركيا لهذا الاتفاق من خلال مهاجمة قوات قسد، والمناطق التي هي خارج “منطقة العمليات العسكرية”.
أردوغان في واشنطن.. ماذا سيطرح على الطاولة ؟
والآن، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متواجد في الولايات المتحدة، بعد تلقيه دعوة رسمية من وزارة الخارجية الأمريكية لزيارة أمريكا، لبحث ملفات عدة أبرزها “الوضع في شمال سوريا، وتشغيل منظومة الدفاع الروسية إس-400، وغيرها من الملفات السياسية والاقتصادية”.
وتخشى أوساط سياسية وشعبية في شمال وشرق سوريا، من عقد صفقة أخرى بين الطرفين، يكمل أردوغان من خلالها حربه على شمال سوريا، وإجراء تطهير عرقي بحق السكان الأصليين، لتحقيق هدف أردوغان بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، يعيد إليها ما يصل لمليوني لاجئ سوري، وهذا ما وافق عليه الرئيس الأمريكي (ضمنياً) عندما قال سابقاً، “أنه يجب على الأكراد التوجه لمناطق النفط للعيش فيها، وأنه حان وقت ذلك”.
الأمر الذي رآه مراقبون، أنه سيعتبر “أكبر تغيير ديمغرافي في التاريخ الحديث، لإفراغ مناطق من سكانها الأصليين الذين يعيشون عليها منذ مئات السنين.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية، أن زيارة أردوغان ستحمل مطالب عدة أهمها، “إزالة بنك خلق من القائمة السوداء، والتي يخشى أردوغان أن يضعه ومسؤولو حكومته أمام الجزاء الأمريكي لأنه خرق عقوبات مفروضة على إيران، إضافة إلى وقف الدعم عن قوات قسد، ودعم خططه لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا دون أي عائق أمريكي.
وعن المرونة التي يبديها الرئيس الأمريكي حول سياسات تركيا في المنطقة، فاجأ مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق العالم، عندما أدلى بتصريحات لوسائل إعلامية أمريكية، اعتبر فيها أن ترامب يتبنى قرارات في السياسة الخارجية مع تركيا بناء على مصالحه الشخصية، مشيراً إلى انه يترك الناس يقتلون في شمال وشرق سوريا لكي يكسب المال في تركيا”، مشيراً إلى أن سياسة ترامب تهدد الأمن القومي الأمريكي.
إعداد: ربى نجار