دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تراجع نسبة الجرائم في مخيم الهول .. وتحذيرات من عودة الفوضى والخطر الذي يهدد العالم

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أشهر من الفلتان الأمني وزيادة عمليات الاغتيال بحق المدنيين في مخيم “الهول” شرق الحسكة، كشفت تقارير إعلامية بأن شهر أيلول/سبتمبر الماضي، كان من الشهور الذي انخفضت فيه “معدل الجريمة” في المخيم، وسط تحذيرات جديدة من أن تعم الفوضى، في ظل عدم استطاعة السلطات المحلية من السيطرة على المخيم.

وبعد أيام من إعلان الأمم المتحدة عن “مبادرة” لمعالجة أوضاع الآلاف من المواطنين وعوائل داعش المحتجزين في المخيم في سوريا، والتي تهدف لمساعدة عشرات الدول الأعضاء على معالجة وضع الآلاف من العوائل الأجانب، كان شهر أيلول الماضي الأقل من حيث تنفيذ عمليات الاغتيال التي كانت خلايا التنظيم تقوم بها في المخيم ضد من يرفض فكره المتطرف.

خلال شهر أيلول .. 3 جرائم اغتيال فقط

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، عن تسجيل 3 جرائم قتل في مخيم الهول شمال شرق سوريا فقط، خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، ما يرفع حصيلتها إلى 70 جريمة منذ مطلع العام 2021. انخفاض يعتبر تراجعاً كبيراً في معدل عمليات الاغتيال التي كانت تحصل في الأشهر الماضية بمعدل جريمة كل يوم ونصف.

وخلال تقريره، اوضح المرصد، أن الجرائم الثلاثة الأخيرة كانت ضحيتها رجل وسيدتان من الجنسية العراقية، قتلوا ضمن القسمين الأول والسادس من المخيم. وغالباً ما يكون اللاجئون العراقيون هم الضحايا لجرائم الاغتيال التي كانت تحصل في المخيم، بالإضافة إلى السوريين الذين نزحوا خلال الأعوام السابقة واستقروا في المخيم.

داعش ينتقم من كل شخص يرفض فكره المتطرف

ويعود ارتفاع عدد القتلى في مخيم الهول الذي يوصف “بالقنبلة الموقوتة” خلال هذا العام إلى زيادة نزعة التشدد ومحاولة فرض أيدولوجية “داعش” في المخيم، حيث يقوم التنظيم بالانتقام من كل شخص يرفض الفكر المتطرف له، تحت حجج “الكفر والردة” وغيرها.

مسد تواصل مساعيها لإفراغ المخيم من السوريين

ومنذ أعوام تناشد الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، دول العالم، وخاصة تلك التي لها رعايا في مخيم الهول على إعادة النساء والأطفال، والمساندة في تشكيل “محكمة دولية” لمقاضاة من تلطخت أيديهم بدماء السوريين. إلا أن المجتمع الدولي تجاهل كل تلك النداءات، مع العلم أنه يعلم تماماً الخطر الكبير الذي يشكله المخيم الذي بات “بيئة خصبة” لتلقين فكر داعش، على سوريا ودول الجوار والعالم.

وفي إطار مبادرة مجلس سوريا الديمقراطية لإخلاء المخيم، كشف المرصد السوري، أن 92 عائلة مؤلفة من حوالى 324 شخصا خرجوا نحو محافظة الرقة في إطار المبادرة الهادفة لإفراغ المخيم من السوريين، وبذلك تكون إدارة المخيم أخرجت منذ مطلع العام الجاري، 644 عائلة سورية من الهول.

العراق يعيد 100 عائلة من الهول

أما فيما يخص العوائل من الجنسية العراقية، فقد أخلت إدارة المخيم أكثر من 100 عائلة عراقية نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، بعد اتفاق بين الإدارة الذاتية ووفد حكومي عراقي وصل في وقت سابق لتنسيق عملية الإخلاء والتي جرت على مرحلتين. وسبق أن أخلف العراق بوعود لإخلاء العشرات من العوائل العراقية من المخيم بسبب “خلافات” بين مسؤولي الحكومة الاتحادية.

وبحسب الإحصاءات الأخيرة، يعيش في مخيم الهول أكثر من 70 ألف شخص من أكثر من 60 دولة، منهم العشرات من عوائل تنظيم داعش الإرهابي، حيث تعتبر الأقسام التي يعيشون فيها من أخطر الأقسام وهي التي تشهد حالة فلتان أمني، كما لا يمكن للقوات الأمنية الوصول لتلك الأقسام إلا عند عمليات أمنية بمساندة التحالف.

تحذيرات محلية وأممية من خطر المخيم ودعوات لإعادة الرعايا الأجانب

وتحذر السلطات المحلية من أن مخيم الهول يشكل قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة، وتشكل خطراً كبيراً على سوريا ودول الجوار والعالم، خاصة مع استمرار الهجمات التركية وتهديد أنقرة بشن عمليات برية جديدة، بحسب قول القامشلي، وسط مناشدات للمجتمع الدولي بالتدخل لحل هذه المعضلة.

وسبق أن أطلقت الأمم المتحدة مبادرة لإعادة الدول الغربية وغيرها لرعاياها الموجودين في مخيم الهول، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس، أن القاطنين في المخيم يعيشون ظروفاً صعبة، مشدداً أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار بهذا التجاهل، محذراً من أن العالم سيشهد خطراً أمنياً كبيراً في حال عدم معالجة أزمة مخيم الهول عالمياً. ورحبت الإدارة الذاتية بدرها بتصريحات الأمم المتحدة، داعية إلى حل هذا الملف بأسرع ما يمكن.

إعداد: رشا إسماعيل