دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تحول في موازين القوى في ليبيا.. سقوط “الوطية” يؤسس لموطئ قدم تركي غرب ليبيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “سقوط قاعدة الوطية الجوية.. بداية لتواجد تركي دائم في ليبيا”.. بهذه العبارة وصفت الأوساط السياسية الليبية، سيطرة قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا على قاعدة الوطية غرب ليبيا، مشيرين إلى أن تركيا الآن باتت تسيطر على المثلث الحدودي “التونسي – الجزائري – الليبي”.

وبدا واضحاً الدعم التركي اللامحدود لقوات الوفاق في عملية السيطرة على القاعدة الجوية الاستراتيجية، من حيث الدعم العسكري واللوجستي، من أسلحة ومقاتلين ومعلومات استخباراتية. حيث تحول الدور التركي مع اقتراب الجيش من السيطرة على قلب العاصمة طرابلس، من داعم لحكومة السراج إلى مشارك مباشر في المعارك على الأرض.

تركيا ستدير قاعدة الوطية

وتقول أوساط سياسية ليبية، أن هذا التطور الميداني سيغير المعادلات وموازين القوى غرب البلاد، مشيرين إلى أن تركيا هي التي ستقوم بإدارة القاعدة الجوية الآن لتكون منطلقاً لعمليات عسكرية جوية ضد أهداف للجيش في محاور عدة للقتال، خصوصاً وأن هناك قواعد جوية استراتيجية أخرى تتحكم فيها “حكومة السراج” كـ (معيتيقة – مصراته).

مشيرين إلى أن السيطرة على تلك القواعد الجوية الاستراتيجية، كانت أحد أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي سبق أن عبر عنها مسبقاً، خصوصاً بعد خسارته لقاعدة سواكن في شمال شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر.

انسحاب تكتيكي.. بارجة تركية شاركت في القتال

الجيش الليبي علق بدوره على خسارة القاعدة وقال على لسان مدير إدارة التوجيه المعنوي، العميد خالد المحجوب، “أن انسحابنا من قاعدة الوطية تكتيكي ولن يؤثر على سير المعارك”، وأشار العميد في الجيش الليبي إلى أنه تم نقل جميع الطائرات والأسلحة قبل الانسحاب من قاعدة الوطية.

وخلال بيان للجيش أوضح، أن الانسحاب مناورة تراجعية اختيارية كثيرة الحدوث في سياق المعارك، ولهذا فالتكيفات التكتيكية تتبع حالة المد والجزر في الأحداث، وفي التغييرات التي تطرأ على النسبة في القوة، وأضاف البيان أن الانسحاب المؤقت هو أحيانا ضروري، بل ومرغوب، فهذا سبيل للإعداد والتحضير إلى نجاحات كبيرة في المستقبل.

صحيفة الشرق الأوسط نقلت عن مصدر عسكري في الجيش الليبي قوله، أن بارجة تركية شاركت في عمليات القتال، مشيراً إلى أنها توجد مقابل ساحل زوارة منذ بدء قوات السراج مدعومة بالفصائل السورية الموالية لتركيا عمليات التحشيد للهجوم على الوطية.

وقال المسؤول، “البارجة شكلت فارقاً كبيراً بحكم الأسلحة المتوفرة عليها”، لافتاً إلى أنها “شاركت في قصف القاعدة”، التي تبعد 140 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس.

وأفادت مصادر أخرى أن الجيش أصدر تعليمات بالانسحاب من القاعدة، لأن الدفاع عنها أصبح مستحيلاً”، حيث بدأ الانسحاب منذ بداية الأسبوع الجاري على شكل مجموعات، والقوات انسحبت لمدينة الزنتان والرجبان بالجبل”.

وتعهدت تركيا أمام المجتمع الدولي في مؤتمر برلين حول ليبيا، إيقاف مد قوات السراج بأي دعم عسكري إن كان أسلحة أو مقاتلين، لكن ما حدث هو أن أنقرة استمرت بدعمها، ودخلت المعارك بشكل مباشر، في انتهاك واضح للقرارات الدولية ومؤتمر برلين.

وتعتبر هذه القاعدة، التي بناها الأميركيون أثناء الحرب العالمية الثانية، من أكبر القواعد العسكرية الجوية في ليبيا، وهي تتميز بتحصيناتها الكبيرة، وتضم مخازن أسلحة ومحطة وقود وأكثر من مهبط للطيران الحربي، ومدينة سكنية، وهي قادرة على إيواء أكثر من سبعة آلاف عسكري.

 

إعداد: ربى نجار