قد تحدث عودة سوريا بسبب التغييرات السياسية في بعض دول الخليج، ولكن لا يوجد الى الآن إجماع في جامعة الدول العربية بخصوص إعادة قبول سوريا في هذا التنظيم السياسي.
نشرت أخبار تسنيم الإيرانية مقالاً يستند إلى مقال في “العربي الجديد” حلل القضايا الراهنة ذات الصلة. يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، أن “الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال يوم الأربعاء إن النظام السوري من غير المرجح أن يكون حاضراً في القمة العربية المقبلة، مع غياب الإجماع على إعادة قبول الدولة في المنظمة”. لكن السيد أبو الغيط قال إن “الدول الأعضاء ستناقش السماح لنظام بشار الأسد بالعودة الشهر المقبل”.
ومع ذلك، تقول تسنيم إنه في الواقع، يمكن أن تحدث عودة سوريا بسبب التغييرات السياسية في بعض دول الخليج.
هل يمكن أن يحدث هذا قبل القمة القادمة؟ يبدو أن وسائل الإعلام الإيرانية تعتقد ذلك.
وذكرت مصادر في جامعة الدول العربية في القاهرة أن الإمارات بدأت تحركات لإطلاق العنان لهذه القضية.
كانت إيران تتواصل مع الإمارات في نفس الوقت الذي كان فيه وكلاءها يهاجمون أبو ظبي باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ في الأسابيع الأخيرة. يمكن أن تلعب قضية سوريا دورًا في ذلك لأن الإمارات تواصلت في الفترة السابقة مع النظام السوري.
ستحتاج جامعة الدول العربية إلى إجماع بين أعضائها للسماح بعودة سوريا، الحليف الرئيسي لإيران، التي أرسلت قوات إلى نظامها لتهريب الأسلحة إلى لبنان وتهدد إسرائيل.
ماذا تقول “تسنيم نيوز”؟
وأشار التقرير الإيراني إلى أن “المصادر أشارت كذلك إلى مشاورات الإمارات مع الولايات المتحدة بشأن مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهو الوضع الذي تعارض فيه واشنطن الخطوة”.
وأضافت أن “المصادر أشارت أيضا إلى أهداف الإمارات في هذا الصدد”. وتعتقد أبو ظبي أنه بإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية، فإنها ستجد نافذة للتأثير على العلاقات بين دمشق وطهران، ومن ناحية أخرى، ستكون قادرة على إقامة علاقات مع إيران. لذا فإن عودة سوريا يمكن أن تساعد العلاقات الإماراتية الإيرانية.
في غضون ذلك، هناك خلاف بين مصر والسعودية على عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وجاء في المقال أن “المصدر تحدث أيضا عن الخلافات بين الجزائر والسعودية في هذا الصدد، واعتبر هذه القضية سببا في جمود التعاون بين السعودية والجزائر، خاصة أن الجزائر تصر على عودة سوريا”. يبدو أن مصر والإمارات متفقتان على عودة سوريا إلى الجامعة.
وجاء في التقرير أن “القاهرة، بحسب المصدر، تعلق آمالاً كبيرة على دور الكويت في هذا الصدد، لا سيما بالنظر إلى موقع الكويت في مجلس التعاون الخليجي وتعديل وجهات النظر السعودية والقطرية”.
وهذا يعني أن الكويت يمكن أن تكون أيضًا مفتاحًا لعودة سوريا. وحاولت الكويت البقاء على الحياد في قضايا الخليج ولا تريد توترات مع إيران. في المقابل، نُقل عن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله إن دمشق غير مهتمة بالعودة إلى الجامعة العربية. وقال التقرير “انتقد بشدة أداء جامعة الدول العربية وحقيقة أن الاتحاد لم يحقق أيا من أهدافه”. مقداد يريد من الدول العربية إعادة فتح سفاراتها في دمشق. خفضت العديد من الدول العربية علاقاتها مع سوريا خلال الحرب الأهلية السورية.
وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن هذه الدول العربية “بدأت بأزمة كان هدفها الأساسي ضرب جبهة المقاومة. خلال هذه الأزمة، كان هناك دعم كامل للمعارضة السورية، لكن هذه الجهود لم تذهب إلى أي مكان، وشيئًا فشيئًا، سعت بعض الدول العربية اليائسة لإسقاط النظام السوري إلى حل المشكلة مع دمشق”.
ويشير التقرير إلى أن العديد من الدول العربية قامت الآن بتطبيع العلاقات، لكن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية هي الخطوة الكبيرة التالية.
وجاء في التقرير أن “توجه الدول العربية نحو دمشق، بحسب محللين سياسيين، مؤشر على فشل مشاريع الانقلاب العسكري- السياسي المتمركزة في سوريا. رغم المقاومة العنيدة لبعض الدول العربية لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإقامة علاقات مع دمشق، يمكن التكهن بأن هذا الاتجاه لن يستمر وأن هذه الدول العربية ستتبع مسار دمشق”.
قد يكون لهذا تداعيات كبيرة على دور إيران في سوريا، وكذلك وصول سوريا إلى الاستثمار من الخليج والصين. ومن غير الواضح ما إذا كانت عودتها إلى الجامعة ستقلل التهديدات لإسرائيل من الوكلاء المدعومين من إيران في سوريا.
المصدر: صحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية
ترجمة: أوغاريت بوست