دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تحرير الشام” تتجاهل الرسائل التركية الحازمة وتفتح معبراً للتبادل التجاري مع القوات الحكومية السورية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط رفض واستياء شعبي وتركي كبير، نفذت هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة مساعيها وفتحت معبر للتبادل التجاري مع القوات الحكومية السورية في ريف حلب الغربي.

فتح المعبر من قبل “تحرير الشام” مع القوات الحكومية السورية، من شأنه حسب مراقبين للشأن السوري، أن يؤجج الخلافات بينها وبين تركيا، خصوصاً وأن تركيا سعت كثيراً لمنع حدوث ذلك، وعملت خلال الأيام الماضية على قطع الطرقات ووضع السواتر الترابية لمنع الشاحنات من مناطق سيطرة القوات الحكومية من الدخول.

تصاعد الخلافات.. ومظاهرات ضد فتح المعبر

وتصاعدت الخلافات بين “تحرير الشام” والقوات التركية منذ الأسبوع الماضي بشكل كبير، بعد محاولة الأخيرة فض “اعتصام الكرامة” بالقوة واستخدامها للرصاص الحي في تفريق ال   معتصمين، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من الهيئة كانوا بالزي المدني، ليتطور الوضع بين الطرفين إلى اشتباك مسلح واستهدافات متبادلة وقصف من قبل طائرة مسيرة تركية، أدت لمقتل عدد من عناصر الهيئة.

ورفضاً لافتتاح المعبر التجاري في ريف حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مواطن قتل متأثرا بإصابته برصاص القوى الأمنية “لتحرير الشام”، خلال مشاركته بالاحتجاجات الرافضة لافتتاح معبر مع القوات الحكومية السورية.

وذكر المرصد أن عناصر “تحرير الشام” نفذوا عمليات دهس بسياراتهم على متظاهرين رافضين لفتح معبر تجاري مع القوات الحكومية في معارة النعسان، بالإضافة لقيامهم بفتح نيران رشاشاتهم نحو المتظاهرين بشكل عشوائي، مما أدى لإصابة 5 من المتظاهرين.

وأكدت مصادر محلية لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، “أن الشاحنات التجارية بدأت بالدخول من مناطق سيطرة القوات الحكومية، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تحرير الشام والفصائل المعارضة الأخرى، عبر معبر معارة النعسان – ميزناز التجاري في ريف حلب الغربي، الذي قامت تحرير الشام بافتتاحه بالرغم من الرفض التركي”.

تزامن ذلك، مع تجمهر عشرات المواطنين الرافضين لافتتاح المعبر في المنطقة لمنع الشاحنات من الدخول نحو مناطق سيطرة “تحرير الشام” والفصائل، بينما تجمع عشرات المحتجين من أهالي منطقة معارة النعسان وريفها لقطع الطريق الواصل إلى بلدة ميزناز في ريف حلب الغربي، منعا لمرور الشاحنات عبر المعبر التجاري.

صمت تركي.. وزيادة التوتر

وبالرغم من بداية حركة العبور عبر المعبر بين مناطق سيطرة المعارضة والحكومة السورية، إلا أن تركيا لاتزال صامتة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وسبق أن أفادت مصادر معارضة بأن الاستخبارات التركية نقلت رسالة أنقرة لقيادات “الهيئة” بأن أنقرة ترفض فتح المعبر بين الطرفين، وسيكون له تداعيات كبيرة على الهيئة، وأشارت المصادر إلى أن تعند قيادات الهيئة على فتح المعبر زاد من حدة التوتر بين الطرفين.

وقالت أوساط سياسية معارضة أن التوتر الحاصل بين “تحرير الشام” وتركيا “يخدم مصالح روسيا والحكومة السورية وإيران بالدرجة الأولى”، حيث أن من المتوقع ارتفاع حدة التصعيد ووصوله لمواجهات عسكرية بين الطرفين، لافتين إلى أن روسيا بدأت بالفعل باستغلال التوتر القائم للضغط على تركيا لمحاربة تحرير الشام.

استغلال روسي

وفي السياق وبالتزامن مع دعوتها لتركيا الخروج من الأراضي السورية وتسليمها للحكومة، شددت وزارة الخارجية الروسية على تركيا بضرورة محاربة “الإرهابيين” في شمال سوريا، في إشارة إلى فصائل المعارضة في مناطق “خفض التصعيد”، وقالت المتحدثة باسم الوزارة بأن موسكو قلقة من استمرار الموجات الدورية للتوتر على الحدود السورية التركية والخاضعة حالياً لسيطرة أنقرة.

ويشير متابعون للشأن السوري، أن روسيا أدركت أن هذا الوقت المناسب لاستغلال التوتر بين تركيا والفصائل المعارضة وعلى رأسها “تحرير الشام” للتأكيد على ضرورة محاربتها كونها ترفض الاتفاقات الثنائية بين الطرفين وتعمل على إفشالها، كما أنها بدأت بالخروج عن السيطرة التركية والدليل عدم مثول “الهيئة” للرغبة التركية وفتح المعبر مع القوات الحكومية السورية.

إعداد: رشا إسماعيل