دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تاجر حلبي وسائق تكسي” هكذا عاش زعيم داعش المقتول.. وتساؤلات حول تواجد قادة التنظيم بالقرب من تركيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عاش زعيم تنظيم داعش الإرهابي المقتول متخفياً لسنوات في مكان ناء في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية، وسط أناس شردتهم الحروب والعمليات العسكرية، حيث كان إبراهيم الهاشمي القرشي المعروف باسم “عبدالله قرداش” يعيش مع أسرته وأولاده، وسط حديث من جواره بأنهم لم يكونوا يعلمون أنه زعيم تنظيم داعش.

“سائق تكسي ويدفع إيجار منزله بانتظام”

وبحسب شهادات ساكني البيوت المجاورة “لقرداش”، فإنه كان يعمل كسائق تكسي، وكان يدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد نهاية كل شهر، إضافة على أن أسرته كانت تفرض على نفسها طوقاً من العزلة، في مكان لا يتلصص فيه الجيران على ماضي بعضهم البعض. وهذا ما أكدته أحدى النسوة التي تحدثت لوسائل إعلامية محلية بأن الجوار لم يكونوا يعلموا عن عائلة قرداش الكثير.

وحتى اللحظة التي دخلت فيها قوات التحالف الدولي، لم يكن الناس المجاورون لقرداش يعلمون من هو، حيث كانوا يعتقدون أنه “تاجر من حلب” جاء للبحث عن الأمان من هول الحروب والمواجهات العسكرية.

وعلم الناس بعدها بساعات أن عبدالله قرداش، كان قيادياً ضمن أحد التنظيمات المتشددة ولكن دون معرفة أي من التنظيمات يتبع، خاصة بعد رؤية الحوامات الأمريكية تحلق فوق رؤوسهم والتشكيلات العسكرية تطلب منهم الخروج من المنازل لتسليم أنفسهم، والأسئلة التي طرحت عليهم من قوات التحالف بعدها.

ويقول قاطنو تلك المنطقة، أن العائلة لم يكن يظهر عليها على الإطلاق أنها عائلة لزعيم تنظيم كداعش، حيث أنه لم يكن هناك أي شيء ملف للانتباه، سواءً في البناء الذي كانوا يسكنونه أو حتى طريقة حياتهم اليومية ومصروفهم الشهري، وكان يظهر عليهم أنهم أسرة “ميسورة الحال”.

تساؤلات حول وجود قادة داعش بالقرب من تركيا

مقتل زعيم تنظيم داعش ابراهيم الهاشمي القرشي وقبله أبو بكر البغدادي، وضعت إشارات استفهام كثيرة حول “لماذا يختار قادة تنظيم داعش السكن بالقرب من الحدود التركية”، ودائماً في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، خاصة وإن تلك المنطقة هي منطقة “استخباراتية تركية خالصة” وهناك حركة للمروحيات العسكرية بشكل يومي ومكثف، وتستبعد أوساط متابعة أن تكون الاستخبارات التركية أو قادة فصائل المعارضة على عدم الدراية بوجود زعيم داعش في بلدة أطمة.

ووضعت أوساط سياسية احتمالات أن تكون تركيا “كدولة” لا تعلم بوجود قرداش في تلك المنطقة، بينما القادة العسكريون الأتراك وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة يستحيل عدم درايتهم بذلكز

وعلى افتراض أنهم لا يعلمون بذلك؛ فهذا فشل ذريع للاستخبارات التركية و “النصرة” لعدم معرفتهم بمن يتواجد في المناطق التابعة لهم، وأن هناك اختراق أمني في صفوفهم. أي إن استخبارات داعش استطاعت الوصول لعمق الاستخبارات التركية والهيئة. وذلك إذا ما افترضنا عدم علمهم بذلك، وهو احتمال مستبعد للغاية.

أشرف على عملية الهجوم على سجن الحسكة.. وكيف سيتأثر التنظيم بعد مقتله؟

وقالت تقارير إعلامية غربية، أن المدعو عبدالله قرداش كان المسؤول والمشرف على هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمته عندما أعلن عن تصفيته، وسط تساؤلات عن مدى تأثير مقتل زعيم داعش الجديد على التنظيم بشكل عام.

ولعل حديث أحد المقربين من قرداش وهو معتقل لدى الاستخبارات العراقية قد يجيب عن ذلك، حيث قال المدعو عبدالناصر قرداش، والذي كان يشغل مركز رئيس اللجنة المفوضة في التنظيم، في حديث خاص لشبكة “العربية/الحدث” أنه بمقتل قرداش “فقد انتهى الجيل الأول للتنظيم”، ورأى أنه “إذا لم يقتل أبو سعد النعيمي سيكون هو خلفا لزعيم داعش المقتول”.

“يرتدي حزاماً ناسفاً دائماً في سوريا”

وأضاف أن عبدالله قرداش كان يتخذ إجراءات أمنية مشددة ويرتدي الحزام الناسف دوماً في سوريا. وهو ما يتطابق كلياً مع الرواية الأمريكية إن زعيم داعش فجر نفسه مع عائلته عندما نادته قوات التحالف بالاستسلام والنجاة بحياته.

وتداولت تقارير إعلامية في وقت سابق من يوم الجمعة، أن المدعو “سلمان جبار العيساوي” هو سيكون زعيم تنظيم داعش الإرهابي الجديد، وهو مواطن عراقي من مدينة فلوجة بمحافظة الأنبار.

وتولى القرشي قيادة التنظيم الإرهابي بعد مقتل “الخليفة الأول” المدعو أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية مشابهة للتي حصلت قبل أيام، وفي منطقة لا تبعد سوى 24 كيلومتراً عن مكان اغتيال قرداش على يد قوات التحالف.

إعداد: ربى نجار