أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتساءل السوريون عن جدوى قانون قيصر الأمريكي، وإذا ما كان سيدر عليهم بالنفع أو النقمة، في ظل استهداف هذا القانون للاقتصاد السوري بشكل رئيسي، مما سيؤثر على الحياة المعيشية لهم قبل أن يؤثر على الحكومة وحلفائها.
ترامب يوقع على “القيصر”
ووقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون “حماية المدنيين في سوريا” المعروف “بالقيصر”، وهو القانون الذي من شأنه أن يفرض عقوبات على الحكومة السورية والدول الداعمة له، بسبب “الجرائم بحق الشعب السوري”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، أن هذه الخطوة هامة من أجل تعزيز المحاسبة على “الفظائع التي قام بها بشار الأسد ونظام حكمه في سوريا” حسب وصف البيان.
وأشارت الوزارة إلى أن قانون “قيصر” يسعى لحرمان الحكومة من الموارد المالية التي يقوم باستخدامها من أجل تسعـير حملة العنف التي تسبب بمئات الآلاف من الضحايا المدنيين في سوريا، موضحة أنه يرسل إشارة كذلك إلى الأطراف الخارجية ويؤكد عليها وجوب عدم دخولها لجانب الحكومة السورية.
وذكرت الخارجية الأمريكية أن الغاية من هذا القانون، هي “الاستجابة لنداءات الشعب السوري”، التي تطالب بالتوصل لحل سياسي دائم يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأوضح البيان أن “القانون يوفر للولايات المتحدة الوسائل التي تساعدها على وضع حد للصراع الرهيب والمستمر في سوريا، عبر تعزيز قضية مساءلة نظام الأسد”.
كما أن القانون يقوم بتحميل المسؤولين عن “موت المدنيين وعن الفظائع العديدة في سوريا، بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها من مسؤولية أعمالهم”.
يذكر أن التوقيع على قانون “قيصر” قد تم الوصول إليه من ناشطون ورجال أعمال سوريون يقيمون في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية من أجل “محاربة” الحكومة السورية.
تباين الآراء حول “القيصر” .. والحكومة السورية ترد
وبعد ساعات من توقيع قانون قيصر، علّقت الحكومة السورية على القرار، واعتبرت ان العقوبات التي يتضمنها القانون لئيمة، وسيترك أثراً كبيراً على السوريين.
فيما قال محللون سوريون، ان القانون سيؤثر على الاقتصاد والليرة السورية، التي تشهد انهياراً أمام الدولار، وأثره سيكون على الشعب السوري الذي عانى من العقوبات على سوريا طيلة السنوات السابقة، في حين اعتبر آخرون القانون انتصاراً للشعب السوري الذي “ثار على نظام الأسد” وأنه سيكون أحد الطرق الرئيسية لوضع حد “للمقتلة” بحق الشعب السوري، ووقف الهجمات التي تشنها الحكومة على شعبها الأعزل.
وقال عابد فضيلة وهو عضو بـ ”المجلس الاستشاري لمجلس الوزراء” التابع للحكومة، أن العقوبات التي يتضمنها قانون “قيصر” الأمريكي، مختلفة بشكلٍ كبير عن نصوص قام بالاطلاع عليها في وقتٍ سابق، وأضاف أن النسخ التي كانت منتشرة قبل أشهر مختلفة عن النسخ الأصلية التي تم إقرارها.
ورأى المسؤول في الحكومة السورية، أن طول مدة تطبيق القانون التي تقدر بحوالي “5 سنوات” أمر جديد لم يعهد في صكوك العقوبات السابقة، معتبراً أن “العقوبات الأمريكية لئيمة لأنها تستهدف الطاقة الهامة جداً للاقتصاد”.
قصير سيجبر الحكومة للانخراط بالتسوية السياسية
بدوره قال مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط “شارلز ليستر”، أن الوضع في سوريا بات مرشحاً للتدهور أكثر بسبب “قيصر” كونه يفرض عقوبات على مصرف سوريا المركزي، إضافة إلى قطاعات تقع في لب الاقتصاد السوري، مشيراً إلى أن هذا القانون سيؤدي إلى مزيد من الاختناقات للحكومة السورية وداعميها وعزله عن النظام العالمي، مما سيجبره وحلفاءه على الانخراط في التسوية السياسية لمنع سقوط الاقتصاد السوري المنهك.
إعداد: ربى نجار