أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بين النفي والتأكيد، وردت معلومات حول إنشاء القوات الروسية لنقاط مراقبة بالقرب من الجولان السوري المحتل بريف محافظة القنيطرة، وذلك بعد تصاعد التوترات الأمنية والهجمات التي تشنها فصائل مسلحة عاملة مع “حزب الله” اللبناني وأخرى تابعة “للحري الثوري الإيراني” على مواقع إسرائيلية، ورد الجيش الإسرائيلي بضرب مواقع عسكرية سورية في الجنوب.
“نقاط مراقبة روسية للحد من التصعيد ضد إسرائيل”
وكانت تقارير إعلامية كشفت قبل أيام، بأن القوات الروسية أنشأت نقاط عسكرية في ريفي القنيطرة ودرعا بالقرب من الجولان السوري المحتل، حيث اعتبرت أن هذه الخطوة تأتي “للحد من تصعيد المجموعات الإيرانية” في المنطقة بطلب من الولايات المتحدة وإسرائيل والعرب وخاصة الأردن.
كما نشرت قنوات مقربة من الجيش الروسي في الأيام الماضية، صوراً قالت إنها “لنقاط عسكرية ومراقبة روسية جديدة في الجنوب السوري بالقرب من هضبة الجولان المحتلة”، واعتبرت أن هذه النقاط الروسية تم إنشاؤها “من أجل مراقبة حماية الحدود مع إسرائيل”.
“نفي إنشاء أي نقاط مراقبة للروس بالقرب من الجولان”
ومع هذا التأكيد، نفت مصادر عدة قيام القوات الروسية إنشاء أي نقاط مراقبة جديدة في القنيطرة، وأوضحت أن الصور المنشورة حديثاً هي “لنقطتين سابقتين انسحبت منها القوات الروسية في شهر أيار/مايو الماضي”.
وقالت مصادر أخرى أن الصور المنشورة هي “لنقطتين روسيتين الأولى موقعها جنوبي بلدة الناصرية في منتصف الطريق بين مدينية نوى شمال غرب درعا وبلدة الرفيد المطلبة على الجولان”، و الثانية “تقع جنوبي بلدة المعلقة بريف القنيطرة”، كما نفت أن تكون النقطتين تم إنشاؤهما حديثاً والصور التي تم نشرها هي قديمة وانسحبتت منها القوات الروسية في أيار/مايو الماضي.
“تحركات روسية مكثفة بالقرب من الجولان”
وتأتي هذه المعلومات بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى الجنوب السوري، واجتماعهم مع ضباط في قوات الحكومة السورية لمناقشة عمليات القصف التي تتم على إسرائيل من داخل الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل.
وتقوم القوات الروسية على الدوام منذ بدء الحرب في قطاع غزة في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بتسيير دوريات عسكرية في المناطق التي تنطلق منها الهجمات على مواقع إسرائيلية في الجنوب السوري.
وتشهد الحدود ما بين الجنوب السوري والجولان المحتل في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، استنفاراً وعمليات قصف متبادلة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل مسلحة عاملة مع “حزب الله” اللبناني و “الحرس الثوري الإيراني”.
“استعداد لأي طارئ ومخاوف من امتداد الصراع لسوريا”
فيما سبق وأن أصدرت قيادة قوات النخبة أوامر لعناصرها في ريفي القنيطرة ودمشق الغربي برفع الجاهزية القصوى والاستعداد الدائم على مدار الساعة تحسباً لأي ضربات أو تصعيد إسرائيلي، وسط أوامر بالرد المباشر على أي هجوم إسرائيلي، وهو ما اثار استياء كبير من قبل عناصر قوات الحكومة السورية المنتشرين في ريفي القنيطرة وغرب دمشق، نتيجة الأوامر بعدم إطلاق أي رصاصة أو قذيفة باتجاه الجولان المحتل.
وتخشى دول عربية من أن تؤدي عمليات القصف التي تنطلق من سوريا وغيرها من دول الجوار الفلسطيني، إلى اتساع دائرة الصراع في غزة وشمولها هذه الدول، وبالتالي إشعال الحرب في منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
“الأردن يطالب بإبعاد المسلحين الإيرانيين عن حدودها”
فيما طالبت الأردن مراراً بإبعاد القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها من الجنوب السوري وخاصة درعا، واعتبرت أن تواجد هذه القوات والمسلحين يضر بأمنها القومي وتخشى من أن تتحول حدودها الشمالية إلى ساعة صراع ما بين إيران والمجموعات المسلحة الموالية لها وإسرائيل.
وسبق أن تعرضت مواقع في هضبة الجولان السوري المحتل قصفاً متكرراً من قبل مجموعات مسلحة موالية لإيران طالت مواقع إسرائيلية، وهو ما أدى لرد الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع عسكرية سورية، مع إعلان اعتراض طائرة مسيرة تسللت من الأراضي السورية.
“خطوات إماراتية لإبعاد الجنوب السوري عن الحرب”
وسبق أن كشفت تقارير إعلامية عن “خطوات إماراتية” حول “إجراء تسويات جديدة في الجنوب السوري” تهدف إلى “إبعاد المجموعات المسلحة الموالية لإيران عن الحدود مع الجولان بعمق 85 كيلومتر، وذلك بعد موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الإقليم على وقف تسليح المعارضة السورية وقبول روسيا ضمناً لتنفيذ الاتفاقيات”.
كما أن “خيار التسويات” التي طرحتها الإمارات تبعد شبح فتح جبهة جديدة أو حرب مشابهة لما حدث في غزة؛ بالجنوب السوري، عبر إبعاد المسلحين الإيرانيين، وسط تهديدات إسرائيلية باستهداف أي نقطة تجدها خطيرة عليها في سوريا سواءً في الجنوب أو مناطق سورية أخرى.
إعداد: ربى نجار