دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بينهم سوريون .. مهاجرون عالقون على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا بانتظار الحلول وإنقاذهم من الموت

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعيش المهاجرون على الحدود البيلاروسية البولندية أزمة انسانية حقيقة في ظل مواجهة الجوع والعطش والبرد، في وقت تدخل المجتمع الدولي لعله يحل هذه المعضلة الإنسانية، التي اتهم الاتحاد الأوروبي، بيلاروسيا.

موجة هجرة جديدة تواجهها أوروبا

وخلال الفترة الماضية توافد الآلاف من المهاجرين يقال أن أغلبهم من إقليم كردستان العراق، والبعض منهم سوريون، إلى بيلاروسيا التي أصبحت نقطة سهلة للعبور إلى أوروبا، فيما وقفت بولندا بوجه هؤلاء وأغلقت الحدود مع بيلاروسيا، واتهمتها بالتسبب بهذه الأزمة الإنسانية.

وسبق أن حذرت تقارير لمنظمات وجهات سياسية أوروبية، بأن القارة العجوز قد تتعرض لموجة جديدة من المهاجرين القادمين إليها على غرار ما حصل في 2015 و 2017، وذلك بسبب الصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وخاصة سوريا.

 

السماح بالهجرة .. هل تتحمل دمشق شيئاً من المسؤولية ؟

 

الجهات الحكومية السورية سبق وأن أكدت أن المئات من الشبان والعوائل السورية وقفوا في طوابير أمام مراكز الهجرة والجوازات في مختلف المحافظات للحصول على جوزات سفرهم للهجرة من البلاد، وذلك في وقت تتحدث الحكومة السورية عن ضرورة عودة اللاجئين السوريين، وعقدت لذلك مؤتمرين رعتهما روسيا ولكنه لم يشهد حضوراً للدول التي تستضيف اللاجئين السوريين كالدول الغربية.

 

الموت يطارد السوريين .. ومخاوف من انزلاق لتصعيد عسكري

 

وكشفت تقارير إعلامية أنه خلال الأيام الماضية، فقد الكثيرون من المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية والبولندية حياتهم نتيجة نقص مقومات الحياة و البرودة الشديدة، وأشارت إلى أن أغلب من فقد حياته من السوريين والعراقيين، فيما يجري الإبلاغ بشكل متكرر عن العثور على جثث لاجئين توفوا في ظروف غامضة في المناطق الحدودية، وكان آخرها العثور على جثة شاب سوري الجنسية في العقد الثاني من العمر في الغابة بقرية وولكا تيريتشوفسكا قرب الحدود مع بيلاروسيا الجمعة.

وهناك مخاوف كبيرة من أن تنزلق الأمور في قادم الأيام إلى تصعيد عسكري بين بيلاروسيا وبولندا، أو بين المهاجرين والقوات البولندية التي منعتهم مرات عدة من تجاوز الحدود، ويتزامن هذا التوتر مع عمليات حشد عسكرية، خاصة في الجهة البولندية، وسط الحديث عن مقتل جندي بولندي بطلق ناري عن طريق الخطأ.

 

ما علاقة تركيا بأزمة المهاجرين ؟

 

أزمة المهاجرين هذه، اتهمت أطراف سياسية عالمية تركيا بالضلوع فيها أيضاً، عبر السماح للسوريين والعراقيين وغيرهم من الجنسيات من العبور نحو بيلاروسيا، التي أعطت بدورها التأشيرات لدخولهم إلى بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي.

وترى تلك الأوساط إلى أن شراكة تركيا مع بيلاروسيا بخلق أزمة للاجئين على الحدود الأوروبية، ورائها غايات سياسية والحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي، ودفع أموال جديدة لاحتواء المزيد من المهاجرين نحو أوروبا.

وسبق وأن اتهمت تركيا باستغلال ورقة “اللاجئين” في وجه أوروبا لتمرير سياساتها؛ منها عدم الاعتراض الأوروبي على العمليات العسكرية التركية في سوريا خلال عام 2019.

 

تحرك متأخر للحد من الهجرة من سوريا

 

وفي محاولة لعدم سفر المزيد من المواطنين السوريين، علّقت شركة “أجنحة الشام”، والوحيدة التي تتجه إلى بيلاروسيا، رحلاتها إلى مطار مينسك، في محاولة للحدّ من الهجرة، وأكدت الشركة أن خطوتها تهدف “لمنع تدفق المهاجرين”، وأشارت إلى أن أغلبية المسافرين على رحلاتها إلى مطار مينسك هم من الجنسية السورية ومن الصعب التمييز بين المسافرين المتجهين إلى بيلاروسيا والمسافرين المهاجرين، لذلك قررت الشركة تعليق رحلاتها اعتباراً من اليوم السبت.

وبحسب وكلاء سفر بدمشق، فإن كلفة تذكرة السفر الى بيلاروسيا تتراوح بين 2500 و3500 دولار، إضافة الى 250 دولارا للحصول على تأشيرة دخول إلكترونية، وهو مبلغ كبير جداً نظراً لدخل الفرد السوري بمناطق سيطرة الحكومة، مع ارتفاع نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 90 بالمئة بحسب الأمم المتحدة.

 

تحركات عراقية لبنانية لوقف المهاجرين

 

كما أكدت مصادر لبنانية وعراقية أن سلطات البلدين ستمنع أيضاً الرحلات المتوجهة إلى بيلاروسيا، حيث هناك المئات من السوريين والعراقيين واللبنانيين يريدون الهجرة إلى تلك الدولة، وذلك للحد من أزمة المهاجرين العالقين على الحدود.

وبحسب إحصائيات ارتفعت حصيلة الوفيات في أزمة المهاجرين على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس إلى 11، مع ترجيحات بأن يرتفع هذا العدد في حال عدم حل هذه المشكلة.

وتعاني سوريا والعراق ولبنان من أزمات سياسية واقتصادية وصراعات تغذيها جهات إقليمية وداخلية، ويحاول مواطنو هذه الدول التخلص من الحالة المزرية التي يعيشونها عبر الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي، التي تستضيف الملايين من اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط، وسبق أن أكدت أنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد.

 

إعداد: رشا إسماعيل