أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بالتزامن مع استطلاع الرأي الذي نشرته مؤسسة روسية مقربة من الكرملين، وأظهر تململاً روسياً من القيادة السورية، وفقدان الشعب السوري للثقة “بقيادة البلاد”، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق لطمأنة الرئيس السوري بعدم تخلي طهران عنه. حسب محللين.
توقيت زيارة ظريف إلى دمشق بالتزامن مع الانتقادات الروسية، تأتي في إطار بالغ الأهمية بالنسبة للرئيس السوري ويعني – بحسب تسريبات – إيصال رسالة مفادها “أن طهران لن تتخلى عن الأسد”، إذا ما تخلت روسيا عنه؛ مع وجود بوادر لذلك.
ظريف في دمشق للتأكيد على مواصلة الدعم
كما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الزيارة تهدف أيضاً للتأكيد أن إيران على موقفها من الأزمة والقيادة السورية، في ظل الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها الحكومة بضرورة تغيير سلوكها.
ومن المفترض أن يلتقي الوزير الإيراني مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، كما سيمكث ظريف في دمشق يوماً كاملاً، لمناقشة القضايا الثنائية والتطورات على الساحة السورية ومحاربة “الإرهاب”.
وذكرت المصادر الدبلوماسية أن ظريف سيؤكد لبشار الأسد على وجود ثقل إيراني في سوريا يوازي الثقل الروسي، وأن إيران ليست في وارد التخلي عنه بأي شكل. في إشارة إلى عدم الاكتراث بالدور الروسي إذا انتهى في سوريا، أو تم التخلي عن الأسد، خصوصاً وأن موسكو بدأت منذ فترة بإرسال رسائل مبطنة باحتمال تغيير استراتيجيتها في سوريا.
روسيا.. واستراتيجيتها في سوريا
وبحسب محللين هناك عوامل عدّة تجعل روسيا تفكّر بتغيير استراتيجيتها السورية. ومنها الخدمات المتبادلة التي لم تعد موجودة بينها وبين إيران، وعدم القدرة على الرهان على نظام لا يمتلك مشروعاً سياسياً قابلاً للحياة من جهة أخرى، وبدأ بفقدان ثقة السوريين.
وتشير تلك الأوساط، إلى أن روسيا اكتشفت مؤخراً أن هدف الحكومة هو البقاء في السلطة، ودولياً هو “فاقد للشرعية”، كما تمكنت الحكومة من خلال التدخل الروسي المباشر من إعادة ثلثي البلاد لسيطرتها، وموسكو تشعر أن إيران ستشاركها بالإنجازات، وتتقاسم معها الكعكة السورية.
وخلال الفترة الماضية أظهرت النخب السياسية الحاكمة في روسيا استياءً من الحكومة وطريقة تعاملها مع الازمة في البلاد، وبدا ذلك جلياً من خلال التقارير الإعلامية التي نشرتها وسائل إعلام روسية، والتي سببت مخاوف لدى المسؤولين السوريين، بوصف النظام على أنه “ضعيف وغير قادر على مكافحة الفساد ولا مواجهة المرحلة الراهنة”.
إيران لاتريد وقف الدعم الروسي للأسد
إيران (التي لا تسعى لخسارة الروس؛ لأنها تعطي لها غطاءً ولو كان هشاً ضد الاستهدافات الاسرائيلية)، سعت لإجراء اتصالات دبلوماسية لمعرفة سبب ردة الفعل الروسي وجدية التقارير الاستخباراتية التي أكدت أن روسيا تفاوض على رحيل الأسد في ظل عدم إعادة الأمن والاستقرار للمناطق “المحررة” أخيراً، ولم يسمع الإيرانيون جواباً مريحاً من شريكهم في مسار آستانا، لذلك تقرر الذهاب لدمشق للتأكيد على مواصلة الدعم حتى ولو انقطع من الروس.
تخلي موسكو عن الأسد “وارد”
ولم يستبعد محللون روس فرضية تخلي روسيا عن الأسد، واصفين الأمر “بالواردة جداً”، خصوصاً وأن الحديث يدور الآن حول توافق روسي – غربي على رحيل الأسد مقابل جلب “علي مملوك” (المعروف بولائه لروسيا) للعمل على شرعنة النظام السوري غربياً من جديد، ورسم خارطة طريق للحل في سوريا، والأهم “إخراج إيران من البلاد”.