أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال الأروقة الأممية مشغولة بملف إعادة تفويض إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في وقت كشفت روسيا عن موقفها من هذا التفويض، ورفضت رأي الأمم المتحدة و مجلس الأمن بتجديده عبر تركيا، حيث تسعى موسكو ودمشق إلى أن يوافق المجلس على فتح معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن التي تسيطر عليه الحكومة السورية.
مهمة صعبة.. بيدرسون إلى موسكو لإدخال المساعدات إلى سوريا
ولأول مرة منذ بداية الحديث عن “إعادة التفويض لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا” تدخلت الأمم المتحدة هذه المرة عبر مبعوثها الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، الذي أكدت تقارير إعلامية أنه سيسافر إلى روسيا قريباً لبحث ملف المساعدات الإنسانية إلى سوريا و تجديد العمل بالآلية المتفق عليه في مجلس الأمن.
ووسط استمرار التحذيرات من كارثة إنسانية ستحل بملايين السوريين في حال إغلاق معبر “باب الهوى” بريف إدلب و عدم توسيع المهمة الأممية لإيصال المساعدات إلى سوريا، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن عن نيته زيارة موسكو قريبا، وذلك بالتزامن مع دعوته إلى إطلاق حوار دولي جديد لتسوية النزاع السوري الذي دخل عامه العاشر.
“الرمثا مقابل باب الهوى”
وأكدت تقارير إعلامية مطلعة، أن المسؤول الأممي ينوي زيارة موسكو قريباً لبحث ملف تجديد المهمة الدولية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. في مهمة لن تكون سهلة بحسب دبلوماسيين علقوا على الملف، مشيرين إلى أن موسكو لن تغير من رأيها حيال إعادة التفويض، حيث انها تسعى إلى جانب عمل “باب الهوى” بريف إدلب، لفتح معبر “الرمثا” مع الأردن الذي يخضع لسيطرة الحكومة والذي أغلق بقرار من مجلس الأمن قبل سنة ونصف من الآن.
بيدرسون يدعو “لحوار دولي جديد” حول سوريا
كما دعا غير بيدرسون، إلى إطلاق “حوار دولي جديد” بشأن سوريا وتحديد موعد جولة جديدة من مفاوضات أستانا بشأن سوريا، وذلك خلال كلمة له أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي، كما أشار بيدرسون خلال كلمته إلى أنه على تواصل مستمر مع كبار المسؤولين من روسيا والولايات المتحدة قبل وخلال القمة التي عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في جنيف بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
فيما شدد الدبلوماسي النرويجي على أن الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن التسوية السورية بصيغة أستانا ستنعقد في عاصمة كازخستان مدينة نور سلطان أوائل الشهر القادم.
ودعا إلى تمديد آلية تقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا وتوسيعها لإنقاذ ملايين الأرواح، وأعرب عن قناعته بضرورة إطلاق “حوار دولي بناء جديد بهدف بحث خطوات محددة” يمكن اتخاذها في سبيل تسوية النزاع السوري، وفق قوله.
تحرك دولي وأممي لتوسيع مهمة إدخال المساعدات إلى سوريا
وتسعى الدول الغربية إلى إعادة تفويض العمل بالآلية المعتمدة في مجلس الأمن، لاستمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، و توسيع مهامها لتشمل معبر “اليعربية/تل كوجر” في شمال شرق سوريا، والذي يربطها مع العراق.
وكانت روسيا رفضت تجديد التفويض الأممي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر تركيا، فيما علقت دمشق أيضاً على لسان وزير الخارجية في الحكومة السورية، فيصل المقداد، إن البلدان الغربية تحاول تمرير المساعدات الإنسانية إلى “العناصر الإرهابية”، مشددا على ضرورة إدخال هذه المساعدات عبر دمشق فقط.
حديث المقداد يؤكد صحة التقارير الإعلامية التي تقول أن روسيا تسعى لفتح معبر “الرمثا” مع الأردن، وذلك قد يكون شرطاً روسيا للقبول بالقرار الأممي الجديد، أي استمرار العمل بمعبر باب الهوى مقابل عمل معبر الرمثا.
وسبق أن أكد تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن مجلس الأمن ينظر إلى إصدار قرار مقدم من قبل النرويج وإيرلندا، وينص على فتح معبر “تل كوجر” في شمال شرق سوريا أمام المساعدات الإنسانية.
فهل ستنجح الجهود الدولية في إعادة تفويض إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، التي يحتاجها الملايين ليس فقط في شمال غرب البلاد، إنما في كل أنحاء سوريا، أم أن الخلافات الدولية والتناقضات بين الدول الكبرى ستكون لها رأي آخر ؟.
إعداد: علي إبراهيم