دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بوابة العرب ملاذ “الأسد” من انهيار متسارع وشرعية مفقودة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – زيارة إلى الإمارات ضمن رحلات دولية نادرة للرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الحراك الشعبي في البلاد والذي تسبب في مقتل 350 ألف شخص إلى الآن بحسب الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، حيث لم يغادر “الأسد” البلاد التي مزقتها الحرب منذ سنوات طويلة من قبل إلا لزيارة روسيا وإيران وهما داعمان عسكريان للحكومة السورية.

“الأسد” يلجأ إلى دولة ثرية

زيارة بشار الأسد إلى الإمارات تأتي بعد تقارب واضح المعالم خلال الفترة الماضية مع عدد من الدول العربية بعد سنوات من قطع العلاقات مع الحكومة السورية عقب الحراك الشعبي، حيث اتسمت تصريحات أبو ظبي خلال هذه فترة بالحدة تجاه دمشق وطريقة معالجتها للأزمة كما عمدت إلى دعم مجموعات مسلحة معارضة في محاولتها لتغيير نظام الحكم في سوريا، لكن في الآونة الأخيرة تحسنت العلاقات بين البلدين تدريجياً حيث قادت الإمارات الجهود لإعادة سوريا إلى محيطها العربي على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة.

وفي عام 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، وفي تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي تم إرسال دبلوماسيين إلى هناك للقاء الأسد، وبالتالي فإن أي تحسين للعلاقات مع دولة خليجية ثرية مثل الإمارات سيكون بمثابة دفعة للحكومة السورية، التي أنهكتها وأعاقتها العقوبات الغربية والعزلة الدولية.. ولكن السؤال المهم هنا كيف تمكنت الامارات من اعادة العلاقات مع “دمشق” بشكل تدريجي على الرغم من معارضة الدول الكبرى والفاعلة بمقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أبو ظبي حليف رئيسي بالعديد من القضايا الاقليمية والدولية وهل مهمة الإمارات تنحصر في إعادة تأهيل الحكومة السورية وإملاء شروط عليها للخروج من العباءة الإيرانية والعودة للجامعة العربية مع رفع العقوبات الغربية يترافق كل ذلك مع موافقتها إنهاء الأزمة في البلاد عبر توافقات والقبول بتسوية سياسية معينة.

ضوء أخضر روسي – إيراني

مراقبون للشأن السوري قالوا إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يملك هامش مناورة كبير ولا يمكن له الانفصال عن طهران من خلال زيارة الإمارات العربية المتحدة بدون موافقتها، حيث تعد أبوظبي القوة الإقليمية الرئيسية التي طبعت مؤخرا علاقاتها مع إسرائيل، العدو اللدود للإيرانيين، وخاصة أن دبلوماسية الحكومة السورية هي نسخة من سياسة الروس والإيرانيين الخارجية، والتي يبقى مضطرا لعدم تجاوز حدودها، وبالتالي، فإنه من المؤكد أن الحكومة السورية تلقت الضوء الأخضر الإيراني والروسي لزيارة أبوظبي وذلك لأن كلا من موسكو وطهران يجدان مصلحة ما في لقاء بين “الأسد” و محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.

ويملك الإيرانيون مثل الروس، مصلحة في إعادة الرئيس السوري إلى محيطه العربي لأن ذلك سيعني فشلا جديدا للغرب الذي دعا وعمل على تغيير الحكومة في سوريا قبل أن يتم إنقاذها من قبل طهران وموسكو، وبالتالي فإن ذهاب الرئيس السوري في تشرين الثاني / نوفمبر 2022 إلى الجزائر حيث ستعقد القمة العربية المقبلة يعني ان حلفاء الحكومة السورية قد  كسبوا الرهان في العودة إلى الجامعة العربية واسترجاع شرعية “الأسد” وهو ما يمثل أيضا انتصارا لداعميه الروس والإيرانيين على الرغم من معارضة دول خليجية عدة على رأسها قطر لعودة سوريا للجامعة العربية دون “تغيير سلوكها” وموافقتها على تطبيق القرار الأممي 2254.

ويمكن القول هنا أن الرئيس السوري بشار الأسد توجه نحو شركائه العرب الأغنياء الذين يملكون الإمكانات لضمان مساعدة اقتصادية جدية تسمح بإعادة إعمار بلاده والخروج من المأزق الذي يعيشه مع استمرار العقوبات الأوروبية والأمريكية لأنه يعرف جيدا أنه لا يمكنه انتظار شيء كبير من الغرب كما أنه من المستحيل أن يستعيد شرعيته المفقودة لدى القوى الغربية، ليتجه إلى الحاضنة العربية على أمل أن تكون هي المنقذ من انهيار تدريجي ومتسارع للحكومة السورية على كافة الأصعدة.

 

إعداد: يعقوب سليمان