أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الحديث عن اتجاه هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة للعمل على حل تنظيم “حراس الدين”، وورود تقارير إعلامية بأن روسيا وتركيا اتفقتا على محاربته في إدلب بالتعاون مع القوات الحكومية السورية، كشفت مصادر معارضة عن قرار بحل “حراس الدين” من قبل “تحرير الشام”.
ويعود السبب في ذلك حسب المصادر، بسبب تراجع التنظيم عن قبول التواجد التركي في إدلب ورفض الاتفاقات الروسية التركية، وأشارت إلى أن حالة من الاحتقان الشديد والتوتر يسود مابين الهيئة و”حراس الدين”.
صحيفة القدس العربي، نقلت عن مصادر مقربة من “حراس الدين” والتي قالت، “أن التنظيم يبتعد فكرياً وتنظيمياً عن تحرير الشام، بسبب المراجعات الفكرية والعقائدية للهيئة، الأمر الذي يعد تنازلاً وتفريطاً بالمبادئ التي نشأ عليها التنظيم الأم للفصيلين”.
عداوة متبادلة.. وتركيا تلمح لحرب ضد “حراس الدين”
وأشار المصدر إلى أن “حراس الدين” بات عدواً وضد “تحرير الشام” بسبب استحواذ الأخير على سلاحه ومقدراته، مؤكداً أن هناك رفضاً من قبل التنظيم للكثير من سياسات الهيئة، أهمها موضوع التدخل التركي والاتفاقات التركية الروسية، والتزام الفصائل والهيئة بهذه المقررات، ورفض الحراس لكل هذه الاتفاقات والتدخلات العسكرية التي تتنافى مع مبادئهم وعقيدتهم. حسب قوله.
وحذر المصدر من أن يقوم عناصر “حراس الدين” بالتصادم عسكرياً مع الأتراك، بالتزامن مع الاتفاق على تسيير دوريات روسية تركية على طريق M-4، حيث تم استهداف القوات التركية سابقاً على الطريق، والأتراك لمحوا إلى وقوف حراس الدين وراء الاستهداف والحرب ضده.
اتفاق مشترك على محاربة “حراس الدين”
وسبق أن نقلت المخابرات الروسية معلومات مهمة عن تنظيم “حراس الدين” إلى الحكومة السورية بهدف تنسيق عمل عسكري ضدهم هذه المرة، وفق ما أفادت صحيفة “فزغلياد” الروسية.
وأكدت الصحيفة إن “المخابرات العسكرية الروسية نقلت إلى الحكومة السورية جميع المعلومات، عن منظمة حراس الدين المتهمة بتنفيذ كمائن ضد القوافل والدوريات التركية في إدلب على الطريق M-4″، وأشارت الصحيفة إلى أن “الهدف من زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق ولقاءه بشار الأسد كان لتنسيق عمل عسكري مع الأتراك أثناء عملية تطهير الطريق السريع M4 والممر الأمني بعمق 6 كيلومترات إلى الشمال ضد التنظيم”.
وأضافت أنه “من الضروري تجنب حدوث صدام مباشر جديد بين الجيش التركي وقوات الحكومة السورية؛ الأمر الذي يمكن أن يحدث نظريًا إذا قرر الأتراك بجدية فعلًا تطهير المنطقة من الجهاديين في أقرب وقت” في إشارة إلى حراس الدين.
وأوضحت الصحيفة، بأن “موسكو انتزعت وعدًا من أنقرة بتطهير المنطقة على طول الطريق السريع M4 وشمالها، كما هو وارد في اتفاقيات الهدنة مع موسكو، بالنسبة للأتراك، هذا تحد خطير”.
وبسبب تهديد بعض فصائل المعارضة باستهداف الدوريات الروسية والتركية إذا سارت على الطريق الدولي M-4، لم تتمكن القوات الروسية من تسيير دورية على كامل الطريق M-4 مع الأتراك، وهذا يهدد استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
كما وردت أنباء عن ان الفصائل المعارضة نفسها تقوم بتحريض الناس للاعتصام على M-4، لمنع مرور الدوريات.
وعملت القوات التركية صباح يوم الاثنين، على فتح الاتستراد الدولي حلب اللاذقية M-4، بالقوة بعض إطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين على الطريق وفض الاعتصام بالقوة، تمهيداً لتسيير دورية مع روسيا الأربعاء القادم. حسب معلومات حصلت عليها شبكة أوغاريت بوست الإخبارية.
وأشار متابعون للشأن السوري، إلى أن “الضحية” لإنقاذ باقي فصائل المعارضة في إدلب من روسيا هذه المرة سيكون “حراس الدين”، لافتين إلى وجود احتمال كبير بشن عمل عسكري “تركي – روسي – سوري” مشترك ضد التنظيم للقضاء عليه.
إعداد: ربى نجار