أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ بداية العام الجديد 2024، ازدادت هجمات تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في مختلف المناطق السورية، سواءً الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة السورية أو قوات سوريا الديمقراطية.
هذا النشاط بدأ بالتصاعد شيئاً فشيئاً مع بداية الحرب في غزة، ووصل إلى وتيرة عنيفة مع وجود توترات وعمليات قصف داخل الأراضي السورية من قبل مجموعات مسلحة موالية لإيران من جهة وقوات التحالف من جهة أخرى، ولا ننسى التصعيد العسكري التركي على مناطق الشمال الشرقي، الذي ساهم في نشاط خلايا التنظيم في تلك المناطق.
البادية السورية.. نحو 90 قتيل وجريح بـ12 هجوم لداعش
البادية السورية، التي لاتزال تنشط وتتواجد فيها خلايا للتنظيم الإرهابي، تقوم بين الحين والآخر بشن هجمات دموية وعنيفة على مواقع ونقاط تمركز قوات الحكومة السورية، خاصة مع خلال الأيام الماضية، حيث وصل عدد الهجمات التي نفذها داعش منذ بداية العام إلى 12 هجوم، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 90 عنصراً لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران.
الهجمات الدموية بدأت من تنفيذ خلايا التنظيم الإرهابي لهجوم استهداف “حافلة مبيت” في بادية تدمر، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن 14 عنصر من قوات الحكومة السورية قتلوا وأصيب أكثر من 19 آخرين بجراح متفاوتة، في الهجوم الدموي الذي طال الحافلة التي كانت تقل عناصر عسكريين في منطقة المحطة الثالثة بريف حمص الشرقي.
الهجمات تتركز في بوادي حمص ودير الزور والرقة
سبق ذلك هجومين للتنظيم الأول استهدف عنصراً “للفرقة الرابعة” بالقرب من مدرسة الحسن بمدينة الميادين، والثاني في منطقة الكوم شمال مدينة السخنة شرق حمص، حيث أدى الهجوم الأول لمقتل العنصر، فيما لم ترد معلومات عن الهجوم الثاني الذي اندلعت خلاله اشتباكات بين القوات العسكرية والإرهابيين.
كما هاجم أفراد من خلايا التنظيم مجموعة رعاة أغنام في منطقة البديع جنوب مدينة تدمر، مما أسفر عن مقتل أحد الرعاة واختطاف آخر ونفوق ما يقارب 100 رأس من الأغنام.
وبهجوم مباغت شن مسلحون من خلايا التنظيم بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، منطلقين من عمق البادية السورية، استهدفوا فيه نقاط عسكرية تابعة لمسلحين موالين للحكومة السورية في منطقة كباجب جنوبي مدينة دير الزور، مما أدى لمقتل 5 من اللواء 137، إضافة لضباط برتبة ملازم وعنصر من “الدفاع الوطني”، وسط استنفار أمني مكثف وإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة لتلك المنطقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر إحصائية له قبل يومين، أفاد فيها بأن التنظيم الإرهابي شن 12 هجوماً ضمن البادية السورية منذ مطلع العام الجديد، في تصعيد لافت ضد قوات الحكومة السورية، والتي تنوعت ما بين هجمات مسلحة وضرب أهداف واشتباكات مع العناصر العسكرية وزرع ألغام، ومن ثم الانسحاب والفرار إلى عمق البادية.
أولى الغارات الجوية الروسية على البادية في 2024
ووفقاً للإحصائية التي نشرها المرصد، فقد أسفرت هذه الهجمات عن 39 قتيلاً وأكثر من 47 جريح من عناصر قوات الحكومة بينهم عناصر من “الدفاع الوطني” و “الفرقة الرابعة”، مع اختطف أحد الرعاة وعنصر من مسلحي “القاطرجي”.
وإثر تصعيد هجماته بشكل كبير، نفذ سلاح الجو الروسي غارات جوية هي الأولى في عام 2024، استهدفت مواقع انتشار خلايا التنظيم الإرهابي في بادية دير الزور الجنوبية، وذلك في محاولة لكبح هجمات التنظيم الدموية التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات العسكرية.
بوتيرة أقل.. داعش يزيد من نشاطه في مناطق قسد
أما في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، هي أيضاً شهدت هجمات متفرقة لخلايا التنظيم، لكن بوتيرة أقل عنفاً من تلك التي ينفذها في البادية السورية، حيث خلال الساعات الـ72 الماضية، تعرضت أحدى الحواجز العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، مقابل سوق الهال في بلدة الحوايج بريف دير الزور الشرقي، لهجوم من قبل خلايا داعش استخدموا فيه قذائف الآر بي جي، مع اشتباكات مع عناصر الحاجز، والأضرار اقتصرت على الماديات.
سبق ذلك هجوم آخر بقذائف صاروخية طال حاجزاً لقسد على الشارع العام في بلدة ذيبان بريف دير الزور، وسط استنفار من قبل القوات العسكرية في البلدة، ولا معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
وسبق أن نفذت قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي عملية أمنية تحت مسمى “تعزيز الأمن” في آب/أغسطس من العام الماضي، والتي استهدفت خلايا تنظيم داعش الإرهابي بالدرجة الأولى، مع مسلحين موالين للحكومة السورية تسللوا لبعض القرى في الضفة الشرقية لنهر الفرات.
ويعتبر التصعيد من قبل داعش في مناطق سيطرة قسد إلى جانب عمليات أخرى تم تنفيذها خلال الفترة الماضية، هو الأعنف منذ الهجوم الكبير الذي شنه التنظيم على سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة، في الـ20 من كانون الثاني/يناير 2022، والذي أسفر عن أكثر من 100 عنصر لقسد والعشرات من التنظيم الإرهابي.
وكان الهدف من ذاك الهجوم، السيطرة على السجن وفرار قادة وعناصر التنظيم الأجانب المحتجزين فيه واحتلال مدينة الحسكة بعد الهجوم على مخيم الهول أيضاً، وإخراج عناصر التنظيم وعائلاته منه، وجعل الحسكة مركزاً جديداً للتنظيم لشن هجمات على مدن ومناطق أخرى.
إعداد: ربى نجار