أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – منذ بداية عام 2024، صعد تنظيم داعش الإرهابي من هجماته الدموية في مناطق سورية عدة، خاصة ضمن البادية، فيما جاء شهر رمضان في صدارة عمليات التنظيم الإرهابية التي استهدفت المدنيين وعمال في جمع الكمأة وقوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها، إضافة لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”.
بأقل من 100 يوم.. نحو 300 قتيل بهجمات لداعش في البادية
وبأشهره الأربعة الأولى، بات عام 2024، يعتبر ليس عاماً لزيادة نشاط داعش في سوريا، بل يمكن اعتبار بأن التنظيم عاد إلى الساحة من جديد عبر تنفيذه لأكثر من 100 هجوم في أقل من 100 يوم، قتل خلالها نحو 300 شخص في البادية السورية وحدها، وهو ما يجعل نشاط التنظيم هو الأعنف والأكثر منذ إعلان الانتصار العسكري عليه من قبل قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية في 2019.
وهناك مخاوف جدية من استغلال تنظيم داعش الإرهابي الأوضاع الأمنية والعسكرية وتصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا في أعقاب الحرب المستمرة في قطاع غزة، والعودة من جديد وإمكانية أن التنظيم بات أكثر من أي وقت مضى على شن هجمات على مدن ومواقع سكانية والسيطرة عليها كما كان الحال في 2014، بداية ظهوره.
وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان كشف خلالها، بأن تنظيم داعش الإرهابي شن منذ بداية العام الجاري 2024 وحتى مطلع نيسان/أبريل الجاري، 108 هجمات، قتل فيها 295 شخصاً في أقل من 100 يوم ضمن البادية السورية؛ بمناطقها التي تشهد نشاطاً وتحركات كبيرة للتنظيم، وتعتبر منطلقاً للهجمات التي يشنها داعش على المدنيين والقوات العسكرية.
الحصيلة.. 234 قتيلاً لقوات الحكومة و24 للتنظيم و 37 من المدنيين
ووفق إحصائية المرصد السوري فإن مجموع القتلى المذكور ضمن العمليات العسكرية في البادية السورية هم، 234 من قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها، من ضمنهم 25 من المسلحين الموالين لإيران من الجنسية السورية.
كما قتل خلال هذه العمليات 24 من التنظيم الإرهابي على يد قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها.
فيما وصلت حصيلة الضحايا من المدنيين إلى 37 مدنياً، بينهم طفل وسيدة، سقطوا جراء هجمات للتنظيم الإرهابي في البادية.
وشملت هجمات التنظيم الإرهابي ضمن مناطق متفرقة من البادية السورية، البالغ عددها 108، عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص.
“عمال الكمأة”.. هدفاً لإرهاب داعش في البادية
كما تتسبب أعمال جمع الكمأة بسقوط المزيد من الضحايا من العمال والمدنيين والقتلى من القوات العسكرية في البادية السورية إثر هجمات داعش، حيث باتت الكمأة في ظل الأزمة الاقتصادية المعاشة في البلاد مصدر دخل رئيسي للكثيرين حيث تباع بأسعار عالية.
ونوه المرصد إلى أن 21 مدنياً من بينهم سيدة، سقطوا ضحايا لهجمات داعش من الباحثين عن الكمأة، غالبيتهم في بادية دير الزور، حيث أن 17 منهم فارقوا الحياة في بادية دير الزور، و اثنين من المواطنين سقطوا ضحايا في كل من باديتي الرقة وحمص.
مناطق “الإدارة الذاتية”.. 83 هجوم منذ بداية 2024
نشاط التنظيم لا يقتصر فقط على البادية السورية ضمن مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية، التي لم تتمكن من إيقاف نشاط التنظيم رغم الحملات الأمنية والتمشيط التي تجريها بين الحين والآخر مع الغارات الروسية، بل تصاعد نشاط داعش بشكل ملحوظ أيضاً في مناطق “الإدارة الذاتية” رغم أنها أقل من حيث العدد والدموية وغالباً ما تقتصر على استهدافات انتقائية وهجمات ضد نقاط عسكرية وأمنية.
وقدم المرصد السوري لحقوق الإنسان، إحصائية للهجمات في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع 2024، التي وصلت إلى 83 هجوماً، تمت عبر هجمات مسلحة وعمليات استهداف وتفجيرات، راح ضحيتها 43 قتيلاً، منهم 30 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى “الأسايش” وتشكيلات عسكرية أخرى، و 3 من التنظيم الإرهابي، و 4 حراس يعملون مع الإدارة الذاتية و6 مدنيين بينهم طفل و امرأة كانت تعمل في “الشعوذة”.
الحرب في غزة أثرت على محاربة داعش في سوريا
وكانت جهات دولية عدة حذرت من أن الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط جراء الحرب الإسرائيلية مع حركة حماس في غزة وغيرها من النزاعات المسلحة في هذه المنطقة يفتح الباب أمام التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، للعودة إلى الحياة من جديد، وهو ما يمكن اعتباره تحقق بهذا النشاط غير المسبوق لداعش في مناطق سورية مختلفة.
وسبق أن حذر التحالف الدولي ومسؤولين في الإدارة الأمريكية من أن خطورة داعش لاتزال قائمة سواءً في سوريا والعراق، خاصة ضمن المناطق التي سبق وأن طرد منها، وذلك بوجود خلايا للتنظيم وحاضنة لهم فيها.
فيما تراجعت حدة الحرب على التنظيم بشكل ملحوظ بعد الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وتداعياتها على الأراضي السورية من عمليات قصف واستهداف متبادل بين قوات التحالف الدولي وهي الجهة المحاربة لداعش، و المجموعات المسلحة الموالية لإيران.
إعداد: علي إبراهيم