أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالرغم من أن الدول حول العالم بات شغلها الشاغل اليوم، حماية مواطنيها من وباء كورونا المستجد، والحد من انتشاره والوقاية منه، إلا أن في سوريا الوضع مغاير تماماً، حيث أن الحكومة والمعارضة السورية لايشغل بالهما سوى المعارك والسيطرة على الأراضي، وسط مخاوف كبيرة بين الشعب السوري من انتشار الوباء دون اتخاذ تدابير ترقى للمستوى المطلوب للوقاية من المرض.
خروقات متصاعدة.. والهدنة تتعرض لاختبارات
وكان واضحاً تصاعد الخروقات للهدنة المعلنة في إدلب والتي هي برعاية روسية تركية، في اليوم الحادي عشر منها، حيث تبادلت القوات الحكومية والمعارضة الاستهدافات لنقاط بعضهما البعض على محاور في إدلب وشمال اللاذقية.
الهدنة في إدلب يبدو انها تتعرض لاختبارات جدية هذه المرة تهدد بإسقاطها، حيث بدت التصريحات الروسية الرسمية صارمة في التصدي للخروقات من جانب الفصائل ودعت أما لقتالها أو محاسبتها، وطبعاً هذه المسؤولية تقع على عاتق تركيا الضامن الآخر لاتفاق موسكو.
موسكو تدعو للمحاسبة أو القتال
واتهمت وزارة الخارجية الروسية، ما وصفتها “بالتشكيلات الإرهابية” الناشطة في إدلب، بإعادة تسلحها وشن هجمات مضادة على القوات السورية، وأشارت الوزارة إلى أن “التشكيلات المسلحة” تقوم بالتحشد عسكرياً في إدلب مستغلة الهدنة.
ونوهت الوزارة إلى أن من بين هؤلاء الكثير من عناصر تنظيم داعش الذين هربوا من الممرات الآمنة في مناطق سورية، ويبدو أن روسيا تقصد هنا المناطق التي سيطرت عليها تركيا خلال “نبع السلام” والتي أدت لهروب مئات من الدواعش لمناطق سيطرة المعارضة.
وفي إشارة إلى تركيا نفسها، شددت موسكو على أنه يجب محاسبة هؤلاء على الجرائم التي ارتكبوها، أو القضاء عليهم، ما يفضح نوايا موسكو بعودة المعارك من جديد لمناطق “خفض التصعيد”
المعارضة تريد القتال
وبعد أن كانت السبب في فشل تسيير الدورية الروسية التركية الأولى على الطريق الدولي حلب اللاذقية المعروف باسم “M-4″، جددت فصائل المعارضة رفضها لجميع مخرجات اجتماعات سوتشي وموسكو وأستانا وجنيف واتفاق وقف إطلاق النار الأخير وتسيير دوريات مشتركة تركية – روسية في إدلب.
وأعلنت غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” عبر بيان، رفضها لكل المؤتمرات التي تمت بين موسكو وأنقرة بما فيها لجنيف، وشددت على أنها خيارها سيكون القتال.
ويقول متابعون للشأن السوري أن ما كانت تريده روسيا والحكومة السورية بات واقعاً الآن، وهو “رفض الفصائل لاتفاق موسكو”، مشيرين إلى أنه في حال استئناف المعارك في إدلب، لن يكون لدى تركيا الحجة بالتنديد بها أو دعم الفصائل، كون أنقرة تعهدت هي أيضاً بقتال كل من يقوم بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وباتت الفصائل تدرك جيداً أن دخول روسيا في العمق الاستراتيجي بمحافظة إدلب، والذي يمثل المناطق التي تقع على الطريق الدولي حلب اللاذقية M-4، هو لتعزيز تواجدها العسكري ولفتح M-4 أمام التعزيزات العسكرية التي ستأتي من اللاذقية وغيرها، وبالتالي استئناف المعارك بعد قطع أوصال إدلب.
ويشير محللون إلى أنه من البديهي أن لا تقبل فصائل المعارضة بهذه الاتفاقيات، كون لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وهي على العكس تعمل على القضاء عليهم أكثر من أن تكون تأمن الاستقرار والأمان للمناطق التي يسيطرون عليها.
وبهذه التطورات يبدو أن الأيام باتت معدودة لسقوط وقف إطلاق النار في إدلب، وعودة هدير المعارك، التي بات صوتها اليوم أقوى من أي وقت مضى.
إعداد: علي إبراهيم