أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تشهد المناطق الشمالية السورية حالة من التصعيد العسكري بين أطراف الصراع على السلطة ووكلائهم على الأرض، يزداد نشاط تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير في مناطق سورية مختلفة، وخاصة البادية والمناطق الشرقية، فيما يتهدد خطر كبير مراكز الاحتجاز والمخيمات التي تحتجز عناصر التنظيم وعوائلهم، في ظل معلومات استخباراتية تؤكد سعي داعس لإطلاق سراحهم وإعادة بناء نفسه من جديد.
تزايد في نشاط داعش في سوريا
وبالتزامن مع ما تشهده سوريا من تصاعد في العنف وغياب الحلول السياسية، إضافة إلى الحرب المستمرة في قطاع غزة وتداعياتها على دول الجوار الفلسطيني خاصة في سوريا، من حيث التوتر والهجمات المتبادلة بين قوات التحالف من جهة والمجموعات الإيرانية من جهة أخرى، تزايد نشاط تنظيم داعس الإرهابي في البلاد بشكل ملحوظ، مع مخاوف من أن يستغل التنظيم هذه الفوضى والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط للعودة وإعادة بناء نفسه من جديد.
وبالتزامن مع بداية العام الجديد 2024، والتي بدأت أحداثه بقصف صاروخي طال سجن “الصناعة” في حي غويران بمدينة الحسكة، والذي يؤوي آلاف العناصر الأجانب من جنسيات مختلفة، طال قسم “أشبال الخلافة” مع محاولة من بعض السجناء الفرار، في مشهد يعيد للأذهان ما جرى في كانون الأول/ديسمبر من عام 2021، حينما شن التنظيم هجوماً كبيراً على السجن بهدف إخراج مسلحيه، فيما منعت القوات الامنية والعسكرية ذلك.
حملة أمنية في مخيم الهول بهدف “منع داعش من السيطرة عليه”
ومن بين مراكز الاحتجاز والمخيمات التي تؤوي عناصر وعوائل تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الحسكة، هناك مخيم الهول، الذي يعد الأخطر على وجه الأرض، كونه يحوي آلاف العناصر وعوائل التنظيم، وفيه قسم خاص بنساء داعش الأجانب يسمى “المهاجرات” وهذا القسم مسؤول عن كل حالة فلتان أمني وفوضى داخل المخيم.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت حالات القتل والجرائم وعمليات الاغتيال داخل مخيم الهول، مع وصول معلومات استخباراتية للجهات الأمنية بتجهيز داعش نفسه للهجوم على المخيم، مع وجود أطراف داخل المخيم ستقوم بدروها بالهجوم على المراكز الأمنية المسؤولة عن أمن المخيم، وهو ما دفع بالقوات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لشن حملة أمنية داخل المخيم استمرت لـ11 يوماً، ألقي فيها القبض على العشرات من الإرهابيين والمتعاونين مع التنظيم إضافة للكشف عن مخابئ وأنفاق وكمية من الأسلحة والذخائر.
وبدأت الحملة بقسم “المهاجرات” وخلال أيامها الأولى تم القبض على عدد من الإرهابيين والمتعاونين مع التنظيم مع الكشف عن مخابئ وأنفاق تحت الأرض كان بعض من متزعمي التنظيم يختبؤون فيها، فيما أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” عن انتهاء الحملة بعد استمرارها لـ11 يوماً، وجاء في بيانها الختامي ما يلي:
القبض على 85 إرهابياً ومتعاوناً مع التنظيم
أن “قوى الأمن الداخلي أنهت المرحلة الثالثة من حملة الإنسانية والأمن بنجاح”، وأشارت إلى أنه خلال الحملة ألقي القبض على 85 إرهابياً ومتعاوناً مع تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى ردم 5 أنفاق وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخل المخيم.
ولفتت قوى الأمن الداخلي في بيانها إلى ان الحملة الأمنية “منعت تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على المخيم”، ولفتت إلى أنها ألقت القبض على مسؤول من الجنسية العراقية مسؤول عن نشر الفكر المتطرف داخل المخيم وبين صفوف الأطفال”. كما كانت القوات الأمنية أعلنت مسبقاً مقتل متزعم في التنظيم مسؤول عن عمليات الاغتيال والجرائم التي تحصل داخل مخيم الهول.
“تحرير امرأة إيزيدية”.. “ومسألة المخيم معضلة دولية يجب حلها”
كما أكد البيان الختامي “للأسايش” حول الحملة الأمنية بأنه تم “تحرير امرأة إيزيدية من قبل وحدات حماية المرأة” المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية.
وذكر البيان أن القوات التركية تسببت في قصف بطائرة مسيرة لها بمقتل 4 عناصر من القوات الأمنية المشاركة في العملية، وذلك خلال مهمة كانوا فيها في مدينة القامشلي، وتم استهدافهم من قبل مسيرة تركية على الطريق الدولي بين مدينتي القامشلي والحسكة قبل أيام.
وجاء في البيان الختامي، أن “المنظمات الإنسانية في مخيم الهول لم تقم بواجبها خلال العملية”، وشددت قوى الأمن الداخلي على انه “يجب حل معضلة عائلات ومحتجزي تنظيم داعش الإرهابي”، وأكدت أن “حل معضلة مخيم الهول مسؤولية دولية”.
وتأتي الحملة الأمنية في مخيم الهول، بعد قرار أصدرته الإدارة الذاتية منتصف عم 2023، نص على محاكمة المئات من عناصر ومقاتلي التنظيم، وذلك بعد مؤتمر لدول التحالف تغاضى بشكل كامل عن معضلة مخيم الهول وضرورة حلها، ورفض بلدانهم الأصلية قبول استقبالهم ومحاكمتهم لديها.
ماذا يضم مخيم الهول ؟
ويضم المخيم المؤلف من 9 قطاعات، وفق سجلات إدارة المخيم 56 ألفاً و97 شخصاً، من بينهم 29 ألفاً، و152 شخصاً يحملون الجنسية العراقية؛ بين شباب ورجال ونساء وأطفال ضمن 7 آلاف و791 أسرة. ويصل عدد السوريين منهم إلى 18 ألفاً و863 شخصاً بين شباب ورجال ونساء وأطفال أيضاً، ضمن 4 آلاف 998 أسرة.
وسبق أن نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة لحالات القتل في مخيم الهول منذ بداية 2024، وصلت إلى 24 شخصاً بين نساء ورجال، وإصابة 13 آخرين في محاولات مماثلة بدوافع القتل، وأكثر من 27 محاولة فرار.
إعداد: علي إبراهيم