دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد وصول تركيا والوفاق “للخطوط الحمراء”.. مبادرة مصرية لحل النزاع الليبي بدعم ومساندة دولية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن “مبادرة” لوقف إطلاق النار في ليبيا، وعودة المفاوضات العسكرية بين طرفي الصراع الليبي (الجيش الوطني – حكومة الوفاق).

مبادرة مصرية.. ورفض الوفاق “تركيا”

وطرح الرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، مبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية، ودعا خلالها لوقف إطلاق النار، وتشكيل مجلس رئاسي للحد من التدخل التركي في البلاد، وأن يكون هذا المجلس ممثلاً من كافة الأقاليم الليبية.

بينما ردت حكومة الوفاق على المبادرة المصرية بموقف يشير إلى استمرار الهجمات وفق “صناع القرار في أنقرة” بحسب محللين ليبيين.

التقدم الأخير الذي احرزته قوات حكومة الوفاق وانسحاب الجيش من العاصمة وخسارته لمدينة ترهونة دفعت الجهات الدولية للعمل على وقف العمليات العسكرية (التي تتدخل فيها تركيا بشكل مباشر عبر جنودها وأسلحتها الجوية والبحرية والبرية إضافة إلى آلاف العناصر التابعين للفصائل السورية الموالين لتركيا في ليبيا)، عبر دعم المبادرة المصرية.

“الخطوط الحمراء”

حيث دق ناقوس الخطر في العواصم الغربية وروسيا بعد اقتراب قوات الوفاق المدعومة تركياً من “خطوط حمراء”، بالنسبة إليهم، وأشار محللون أنهم لا يستبعدون تدخل روسي عسكري في ليبيا لوقف تقدم الوفاق على حساب الجيش، لأن مصالحها باتت مهددة. وهذا ما يفسره التصريحات الرسمية الروسية أن من يقاتل الجيش على الأراضي الليبية “هم إرهابيون مطلوبون على قوائم الإرهاب الدولي”.

وبحسب تلك الأوساط، فإن روسيا قد تتخذ من هذه التصريحات كذريعة للتدخل في ليبيا عسكرياً، لمساندة الجيش الذي بات وحيداً أمام تركيا والمقاتلين السوريين وقوات الوفاق.

وفي سياق المبادرة المصرية، التي حظيت بدعم غربي وأمريكي، فإنها تتضمن تشكيل مجلس رئاسي يضم رئيسا ونائبين ورئيس وزراء لمدة عام ونصف، يمكن أن يجدد لهم لمدة ستة أشهر.

كما تحث المبادرة، الأمم المتحدة، على إلزام الجهات الأجنبية بإخراج “المرتزقة” من كافة الأراضي الليبية وتفكيك “الميليشيات” وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الوطني الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الاضطلاع بالمسؤوليات والمهام في البلاد.

الكرة في ملعب الوفاق “تركيا”

ورفض رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (استشاري) خالد المشري المبادرة المصرية فور إطلاقها، وقال “لا مكان لحفتر في أيّ مفاوضات قادمة”.

ويقول محللون ليبيون، أن قبول السراج بالمبادرة المصرية، يتوقف بالدرجة الأولى على صناع القرار في أنقرة أولاً، وثانياً فإن القبول يمكن أن يحدث خلافات داخلية ضمن قوات السراج التي تشكل “الميليشيات” البنية الهيكلية لها، مشيرين إلى أن الكرة باتت بملعب السراج وتركيا أمام المجتمع الدولي، الذي شدد على وجوب عودة المفاوضات السياسية وعدم تكرار سيناريو سوري في ليبيا.

قوى دولية وراء انسحاب الجيش

وأكدت مصادر مطلعة متطابقة تحدثت إليهم أوغاريت بوست (طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم)، “أن مصر أبلغت العواصم الغربية بالمبادرة، وحصلت على دعم وقبول منهم”. وأشارت تلك الأوساط إلى أن “العواصم الغربية أكدت أنها ستدعم المبادرة المصرية، وإحياء العملية السياسية في ليبيا، والحد من التدخلات الخارجية، وطرد المرتزقة السوريين من البلاد”.

وشددت تلك المصادر، على أن “القوى الدولية ومنها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا هي كانت وراء انسحاب الجيش من العاصمة طرابلس، وعدة مناطق ليبية أخرى”، وكشفت عن أن “القوى الدولية طالبت الجيش الانسحاب من حدود العاصمة مسافة 60 كيلومتراً، لعودة المفاوضات من جديد بين طرفي الصراع في إطار مجموعة 5+5”.

إعداد: رشا إسماعيل