دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد ميناء طرطوس .. روسيا تعمل لإخراج إيران من ميناء اللاذقية والحجة “حمايته من الهجمات الإسرائيلية” !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية بأن روسيا تسعى للسيطرة على ميناء اللاذقية، الذي يعتبر تحت النفوذ الإيراني، وذلك بعد إخراج طهران من ميناء طرطوس قبل سنوات، وأشارت المصادر إلى أن القوات الروسية استغلت الهجمات الإسرائيلية على الميناء للضغط على القوات الإيرانية للانسحاب منها، وذلك في إطار الصراع الروسية الإيراني في سوريا.

“روسيا تخدم إسرائيل .. وإسرائيل تخدم روسيا”

ولطالما اعتبرت أوساط سياسية مطلعة على الشأن السوري، أن القوات الروسية متواطئة مع إسرائيل في ضرب التواجد والنقاط العسكرية الإيرانية في سوريا، مشددين على أن ما حصل في ميناء اللاذقية الشهر الماضي من استهداف لشحنات قيل أنها “أسلحة ومخدرات تابعة للثوري الإيراني” حصلت إسرائيل على إحداثياتها من قبل روسيا.

وتعمل روسيا للاستفراد بمقدرات وثروات سوريا، وذلك بعد 7 سنوات من تدخلها العسكري، وعجز الحكومة السورية عن دفع فاتورة تدخلها العسكري، حينها اعتبرت أوساط سياسية أن روسيا ستبدأ بتحصيل فاتورة تدخلها العسكري من دمشق عبر وضع يدها على مقدرات السوريين.

وحصل ذلك بالفعل حيث هناك قاعدة حميميم، أصبحت أرض روسية ضمن سوريا، بالإضافة للاستيلاء على مطارات ومصانع ومواقع سياحية وآبار نفط وغاز وموانئ، تعتبر من مصادر الدخل القومي للسوريين، وذلك لعشرات السنوات تحت أكذوبة “الاتفاق مع الحكومة السورية”، التي هي بالأساس مجبرة على القبول بذلك.

“روسيا تسعى للسيطرة على ميناء اللاذقية من إيران”

ومع أن إيران تدخلت لجانب الحكومة السورية في سنوات الأزمة الأولى، فهي أيضاً لها غايات وأجندات ومصالح في سوريا، ولم تخفي الشخصيات والمسؤولين الإيرانيين ذلك، خاصة حينما تحدث أحد البرلمانيين أن سوريا مدينة لإيران بعشرات المليارات الدولارات، وعلى سوريا أن تدفع. وتعتبر إيران أن روسيا هي العقبة الوحيدة في طريقها للتمدد في سوريا مع تحصيل فاتورة تدخلها العسكري.

وحول ميناء اللاذقية؛ الذي دخل حديثاً ضمن الصراع الروسي الإيراني في سوريا، أكدت مصادر سورية أن تسيير القوات العسكرية الروسية لدوريات في ميناء اللاذقية بعد الاستهدافات الإسرائيلية، ما هي إلا تمهيد لسيطرة روسيا على هذا الميناء بحجة حمايته من الضربات الإسرائيلية.

وأعلنت القاعدة الروسية “حميميم” أن طلب تسيير الدوريات العسكرية في الميناء جاء بناءً على “طلب من دمشق”، ومن خلاله نظمت قيادة القاعدة العسكرية في حميميم الجوية دوريات على مدار الساعة في ميناء اللاذقية والأراضي المجاورة للمدينة، وزعمت أن اللاذقية وطرطوس مهددتان بشن هجمات عليها من قبل “فصائل المعارضة” لذلك حضرت إلى الميناء.

مصادر: روسيا تخطط لإنشاء مقرات عسكرية بمرفأ اللاذقية

المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره علق حول امكانية “سيطرة روسيا على الميناء” أن “موسكو تهدف إلى إخراج إيران وأتباعها من المرفأ، وتعمل على السيطرة على ميناء اللاذقية، لتجنيبه الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، وذلك بعد سيطرتها قبل نحو عامين تقريباً، على ميناء طرطوس.

بالتزامن مع ذلك كشفت مصادر مطلعة من مدينة اللاذقية، أن عدداً كبيراً من العربات العسكرية الروسية ترافقها طائرات مسيرة دخلت الميناء خلال الأيام الماضية، حيث قامت القوات الروسية برفقة عميد من قوات الحكومة السورية بجولة تفقدية في الميناء، وأشارت إلى أن روسيا ستبدأ قريباً بإنشاء مقرات عسكرية لها في الميناء في مدخله وداخله، مع مراقبة ما يأتي للميناء.

روسيا تغلق الباب أمام أي اتفاق بين دمشق وطهران

وكانت إيران تسعى للاتفاق مع الحكومة السورية والحصول على الموافقة للتعاون والاستفادة من المقومات الاقتصادية لميناء اللاذقية، إضافة إلى عقود بين دمشق وطهران لإنشاء معامل للنفايات الصلبة ومنشآت صناعية أخرى في الساحل السوري؛ كانت طهران ستستفاد منها بمليارات الدولارات سنوياً، مع استخدام ميناء اللاذقية كنقطة لتصدير طهران بضائعها إلى العالم، وذلك بحسب بيانات حكومية، والتي صدرت بعد اجتماعات بين مسؤولي الطرفين، بينهم السفير الإيراني في سوريا “مهدي سبحاني” ومحافظ اللاذقية “عامر اسماعيل هلال”.

ومع ما تعانيه سوريا من أزمات وعلى كافة الأصعدة، إلا أن الصراع الروسي الإيراني يزيد من تفاقم هذه الأزمات، حيث يتطور “الصراع الخفي” بين روسيا وإيران أحياناً على اشتباكات دموية بين قوات موالية للطرفين في مناطق متفرقة من البلاد، خاصة في دير الزور، التي تعمل روسيا على تحييد الدور والنفوذ الإيراني فيها أيضاً.

إعداد: علي إبراهيم