دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد محاولة روسية لتهدئة الانتقادات للحكومة السورية.. مقالات روسية توتر الأوضاع من جديد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدا واضحاً خلال الفترة الماضية، نأي الإعلام الروسي عن إظهار المزيد من الانتقادات للحكومة السورية، خصوصاً بعد أن أدت الحملات الإعلامية الروسية إلى موجة غضب في الشارع السوري المؤيد للحكومة، ووصف بعض الساسة والمسؤولين السوريين الإعلام الروسي بأنه بات يشبه “الجزيرة والعربية”.

وقامت أوساط مسؤولة تابعة للحكومة السورية خلال الفترة السابقة بالتحرك في العاصمة الروسية للحد من موجة الانتقاد الإعلامي، لجهات مقربة من الكرملين، بعد تقارير تتحدث عن “الفساد وعدم قدرة الحكومة وضع حدٍ له”، إضافة إلى تناول تلك الجهات مواضيع أشارت من خلالها “لإمكانية تخلي روسيا عن الرئيس السوري بشار الأسد”، ما دفع بعض المسؤولين السوريين للتهجم علناً على روسيا والزعيم فلاديمير بوتين شخصياً.

تهدئة الأوضاع

ونشرت وكالة “نوفوستي” الحكومية، مقابلات مع أطراف روسية توالي الحكومة السورية، قللت خلالها من أهمية تصريحات وجود تحول في الموقف الروسي، وبأن موسكو تستعد للتخلي عن الأسد.

بدوره وفي ظهور مفاجئ ظهر عضو مجلس الدوما الروسي ديمتري سابلين، وندد بالحملات الإعلامية الروسية، قائلاً إن الأسد ما زال يحظى بشعبية واسعة، وسيفوز بالانتخابات المقبلة إذا رشح نفسه، مشيراً إلى أنه “لا بديل عن الأسد”.

وتقول أوساط سياسية روسية أخرى، “أن الموقف الجديد والانتقاد الذي توجه للإعلام الروسي من قبل ساسة روس هذه المرة، تأتي لتهدئة الأوضاع وموجة الانتقادات التي توجهت لروسيا ومشاركتها في تحالفات مع دول غربية لتحييد الرئيس السوري عن السلطة”.

انتقادات روسية جديدة

وفي انتقاد روسي جديد، نشر الباحثان السياسيان “أنطون مارداسوف –  وكيريل سيميونوف”، مقالة مشتركة في مكتب “كارنيغي” في موسكو تحت عنوان، “روسيا من دون الأسد”.

حيث بدأ الباحثات مقالتهما بالإشارة إلى الحملات الإعلامية أخيراً، وتصنيف مراحلها بين انتقادات أطلقتها أوساط رجال الأعمال الروس، وتم التركيز على الفساد، قبل أن تنتقل إلى المرحلة السياسية التي تشير إلى “فشل الحكومة في إدارة المرحلة الراهنة وعجزها”، فضلاً عن كون “وجودها (الحكومة) بات يشكل عقبة أمام إطلاق تسوية جدية يشارك المجتمع الدولي في تعزيزها، ودعمها اقتصادياً وسياسياً”.

ويقول الكاتبان، أن الحملات الإعلامية الروسية الأخيرة كان لها الفضل في “كشف الفساد في مؤسسات الحكومة، وضعف إمكانية مواجهته، وقلة حظوظ الرئيس السوري في كسب أي استحقاق رئاسي مقبل”.

لافتين إلى أن تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا، يهدد بانفجار الموقف من جديد. في إشارة منهما إلى إمكانية اندلاع ثورة جديدة ضد الفقر والجوع في سوريا.

“عناد سوري”

وتوضح المقالة، “أن الحكومة ترى في نفسها أنها منتصرة في الحرب، ويمكن إعادة الأمور على ما كانت عليه قبل 2011، وأن الذي يجري في سوريا من تردي الأوضاع الاقتصادية هي مؤامرة كونية”.

وندد الكاتبان بما وصفاه “التفكير الخشبي والفشل في استيعاب نتائج المرحلة الماضية والتفاعل مع التحديات الجديدة”، وقالا، “القادة الميدانيين من الجيش السوري والميليشيات جنوا أموالاً طائلة من الحرب وأصبحوا قتلة ولصوصاً، وإذا استمرت الحالة الراهنة ولم تجرِ إصلاحات عميقة تمس أسس النظام السياسي، فإن الانهيار وتصعيد جديد ينتظر البلاد، سيودي بالنظام ومعه التأثير والنفوذ الروسي في المنطقة”.

وتابعت المقالة، أن المسؤولين الروس يدركون جيداً أن ما دامت عائلة الأسد في السلطة فلن تتحقق أي إصلاحات جدية. حسب قولهم.

وخلصا في مقالتهما أن “هناك مبالغة في تقدير حجم الدور العسكري والأمني الروسي في سوريا”، وحذرا من أن المأزق الحالي قد يطرح تساؤلاً جدياً حول فعالية السياسة الخارجية الروسية.

 

إعداد: رشا إسماعيل