أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن حولتهم روسيا وتركيا “لمرتزقة” للقتال في ليبيا وأرمينيا، باتت هاتان الدولتان تلجآن للسوريين في أي صراع في العالم سواءً الشبان أو القوات العسكرية، حيث تم زج السوريين هذه المرة بالحرب الأوكرانية، يأتي ذلك بالتزامن مع تقرير بريطاني كشف نشر المئات من السوريين في أوكرانيا “لأغراض غير قتالية”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد في تقارير سابقة، مشاركة السوريين الموالين لروسيا في القتال بشكل فعلي، وهناك قتلى أيضاً منهم.
“الهيمنة والفقر”.. الدول المهيمنة تجبر السوريين للخضوع لها
وتستغل تركيا وروسيا، هيمنتهم على المعارضة والحكومة السورية من طرف وفقر السوريين من طرف آخر، للزج بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وذلك بعد أن شاركوا في حروب بليبيا وأرمينيا وارتكبوا جرائم حرب وضد الإنسانية بحسب العشرات من التقارير التي كشفت بأصوات المقاتلين أنفسهم أنهم ارتكبوا هذه الجرائم.
نشر 500 مقاتل سوري في أوكرانيا “لأغراض غير قتالية”
ومع هدوء الجبهات في ليبيا وأرمينيا، كان لا بد أن يتم ايجاد صراع جديد الذي تشارك فيه قوى عالمية ليزج السوريين به؛ فكان الحرب في أوكرانيا المحطة الجديدة التي بدأت روسيا بزج السوريين فيها، وفي التطورات الأخيرة، أكد موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، إن روسيا نشرت أكثر من 500 مقاتل سوري في أوكرانيا، لأغراض غير قتالية، وكلفتهم بحماية المنشآت التي سيطرت عليها في لوهانسك ودونيتسك.
وبحسب الموقع البريطاني، فإن المقاتلون السوريون ينتمون إلى “الفرقة 25”، المعروفة باسم “قوات النمر”، و”الفيلق الخامس” و”لواء القدس” وهي المجموعة التي تتكون من فلسطينيين سوريين.
نصف المقاتلين لم يشاركوا بعد
ونقل الموقع عن “مسؤول سوري” (فضل عدم الكشف عن أسمه) أن روسيا جندت السوريين، بمن فيهم مقاتلون سابقون، من خلال قواتها الخاصة والمقاول العسكري الخاص سيء السمعة في مجموعة فاغنر الروسية، ونقلتهم إلى أوكرانيا”، وأضاف أن “السوريون لا يشاركون في القتال الفعلي، فهم يعملون بشكل أساسي كخدمات لوجستية بالقرب من الخطوط الأمامية”.
وأشار المسؤول السوري إلى إن حوالي 1000 مقاتل سوري نُقلوا إلى روسيا للتدريب، لكن نصفهم فقط ذهب إلى أوكرانيا.
ونقل الموقع البريطاني عن “مسؤول أوكراني” إن “كييف قد رأت مؤشرات ميدانية على انتشار مقاتلين سوريين في أوكرانيا”.
المرصد السوري: قتلى سوريين في الحرب الأوكرانية
وسبق أن كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ7 من تشرين الثاني الجاري، أنه بعد أن بدأ فعلياً إشراك السوريين في القتال بأوكرانيا، فإن عدد القتلى وصل إلى 9 وهم من “لواء القدس الفلسطيني”، وأشار المرصد حينها إلى أن “قوات النمر” لم تشارك بعد في عمليات القتال بعد.
وبما يخص أعداد السوريين الذين يقاتلون إلى جانب روسيا في أوكرانيا، قال المرصد السوري أن عددهم بلغ ألفي مقاتل.
مقاتلين تابعين للمعارضة السورية ينتقلون لمحاربة الروس
وكان موقع “المونيتور” كشف قبل أسبوعين تقريباً أن المدعو عبد الحكيم الشيشاني، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الشيشانية الروسية في التسعينيات وقائد مجموعة أجناد القوقاز التي تقاتل لجانب المعارضة السورية في اللاذقية وصل إلى أوكرانيا مع مجموعة من المقاتلين الشيشان لمحاربة القوات الروسية.
وقالت المصادر نفسها، إنه من المتوقع أن يغادر المزيد من القادة إدلب إلى أوكرانيا هربًا من حملة القمع التي تقودها هيئة تحرير الشام، والسعي للانتقام من روسيا وقوات حليف الرئيس فلاديمير بوتين، الرئيس الشيشاني رمضان قديروف.
هل تنقل تركيا فصائل “الوطني السوري” لأوكرانيا ؟
وكانت تقارير إعلامية عدة كشفت أن تركيا تعمل على نقل مقاتلين من فصائل “الجيش الوطني” الموالي لها للقتال في أوكرانيا إلى جانب الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية، وهو ما يمكن أن يلقي بظلاله على الملف السوري، ويزيد من حدة الخلافات بين أنقرة وموسكو ويؤدي بدوره لتصعيد عسكري جديد في المشهد السوري.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قالت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إن “مشاركة مرتزقة تابعين للحكومة السورية في الحرب الأوكرانية يدل على ضعف روسيا”، واعتبرت أن “مشاركة مرتزقة سوريين يدل على مدى استهتار دمشق بحياة الشعب السوري”، وشددت على ضرورة أن تلتفت الحكومة السورية لمطالب الشعب السوري عوضاً عن دعم روسيا في حربها غير القانونية ضد أوكرانيا.
إعداد: علي إبراهيم