أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يُشكل مخيم الهول في شرق محافظة الحسكة، صداعاً للسلطات المحلية في “الإدارة الذاتية” إضافة للدول المجاورة، وخاصة العراق، الذي يعتبر أن المخيم يشكل خطراً على أمنه القومي، ويجب أن يكون هناك اجماعاً دولياً حول حل معضلة المخيم والعمل على إغلاقه، وذلك بما يعود بالفائدة على الأمن والاستقرار في سوريا والعراق، ويغلق الباب أمام أي احتمال لاستفادة داعش من هذا الكم البشري.
لماذا مخيم الهول “أخطر مخيمات العالم” ؟
ويضم مخيم الهول، عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين، بينهم الآلاف من عوائل تنظيم داعش الإرهابي، الذين قطنوا في المخيم، بعد استسلامهم لقوات سوريا الديمقراطية، خلال الحملة العسكرية الواسعة المسماة “بعاصفة الجزيرة” والتي انتهت باستعادة سيطرة قسد على كامل جغرافية شمال شرق سوريا في آذار/مارس 2019.
وخلال الأشهر الماضية، تعرض المخيم إلى محاولة لهجوم من قبل خلايا تنظيم داعش الإرهابي عبر سيارتين مفخختين جرى الكشف عنهما وتفكيكهما من قبل القوات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية قبل وصولها لنقطة الهدف.
كما شنت القوات العسكرية والأمنية المشتركة حملة أمنية داخل المخيم قبل أشهر، أسفرت عن إلقاء القبض على أكثر من 120 شخصاً من خلايا التنظيم، والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والمواد الأخرى، والتي كان داعش يجهزها للبدء بهجوم من داخل المخيم على النقاط العسكرية المحيطة به.
الهول “قنبلة موقوتة”.. والعراق يخشى على أمنه القومي
ولطالما حذرت أطراف سورية وإقليمية ودولية من خطورة المخيم ووصفه “بالقنبلة الموقوتة”، إضافة إلى تحوله لـ “بيئة خصبة لتلقين الفكر المتطرف” من قبل نسوة داعش لأطفالهم والأجيال القادمة، وما يجعل المخيم أكثر خطورة، وجود آلاف الأطفال الذين أصبحوا فتياناً الآن وقادرين على حمل السلاح والقتال، بعد تغذيتهم بالفكر المتطرف والكراهية ضد كل من هو خارج خيمتهم.
وبعد قرار “الإدارة الذاتية” ببدء محاكمة عناصر داعش الأجانب لديها، بسبب التجاهل الدولي لهذه المسألة، كشفت وزارة الخارجية العراقية عن عقد “اجتماع دولي” بشأن ملف مخيم الهول.
اجتماع حكومي دولي في بغداد بشأن مخيم الهول
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها، الاثنين، عن عقد اجتماع حكومي دولي بشأن مخيم الهول في سوريا، حيث قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إن “الاجتماع المقرر عقده اليوم (الاثتين)، يضم وزارة الخارجية ومستشارية الأمن القومي والبعثات والمنظمات المقيمة في العراق”.
وفي تصريحات خاصة “لوكالة الأنباء العراقية” أضاف أن الاجتماع يناقش رؤية حكومة بغداد بشأن مخيم الهول في سوريا، باعتباره “ملف يمس المصلحة الأمنية العليا بالنسبة للعراق لما تحمله من انعكاسات مجتمعية”، وأضاف أن الحكومة تدعو المجتمع الدولي على حث جميع الدول التي لديها رعايا في مخيم الهول بسوريا إلى سحب رعاياها بالسرعة الممكنة وإغلاق هذا المخيم الذي تحول إلى بؤرة اجتماعية خطرة.
30 ألف عراقي يقطنون مخيم الهول
وبحسب آخر الإحصاءات فإن مخيم الهول يضم 50 ألف شخص أغلبتهم نساء وأطفال من جنسيات مختلفة، من بينهم نحو 30 ألف يحملون الجنسية العراقية، كما أن المخيم قريب من الحدود العراقية، وتخشى بغداد من عمليات تسلل وفرار لعناصر داعش أو عوائله من المخيم لداخل الأراضي العراقية.
وذكر المسؤول العراقي أيضاً أن الحكومة العراقية استطاعت نقل 10 رحلات لأسر عراقية قادمة من مخيم الهول السوري إلى البلاد بواقع 1393 عائلة أي بمعدل 5569 فرداً، كحصيلة إجمالية منذ بدء عمليات الإعادة.
بغداد تدعو الدول التي لها رعايا في مخيم الهول لاستعادتهم
ودعا المتحدث المجتمع الدولي لدعم الجهات الحكومية العراقية ومنها وزارة الهجرة والمهجرين في “برامج التأهيل والصحة النفسية والتدريب المهني في مخيم الجدعة (يقع في نينوى ومخصص للعائدين العراقيين من الهول).
وأشار الصحاف إلى أهمية استجابة المجتمع الدولي بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية لعقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة إنهاء ملف مخيم الهول السوري وإغلاقه بشكل نهائي.
التحرك العراقي يأتي بعد إعلان القامشلي بدء محاكمة عناصر داعش الأجانب
وكانت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، أعلنت البدء بمحاكمة عناصر داعش الأجانب لديها قبل يومين وذلك بعد عدم اتخاذ دول التحالف ضد داعش أي قرارات واضحة بشأن محاكمة الآلاف من عناصر التنظيم المحتجزين في شمال شرق البلاد، وقالت الإدارة أن المحاكمات ستجري وفق قانون مكافحة الإرهاب المحلي والدولي، ودعت التحالف والأمم المتحدة لإرسال مراقبين ومندوبين للإشراف على المحاكمات وإظهارها للرأي العام الدولي.
وتتزامن هذه التحركات، مع ازدياد نشاط داعش وخلاياه النائمة ضمن أكثر من منطقة في سوريا والعراق، وسط تحذيرات من أن التنظيم يجهز لشن هجمات كبيرة على شمال شرق سوريا، بحسب ما ذكرته قوات قسد نقلاً عن معلومات استخباراتية.
إعداد: ربى نجار