أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن عمليات الاستهداف بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و المجموعات المسلحة الموالية لإيران ستعود للواجهة من جديد، وذلك بعد “استئناف” هذه الهجمات من قبل المسلحين الإيرانيين، حيث توقفت عمليات الاستهداف هذه في الآونة الأخيرة، إلا أن الضربة الإسرائيلية على السفارة الإيرانية في دمشق، ورد طهران بمهاجمة إسرائيل، ورد الأخيرة، خلط الأوراق في هذه المنطقة من جديد.
غزة أشعلت الحرب بين التحالف وقوات مدعومة من إيران
وبدأت عمليات القصف والاستهداف بين المجموعات المسلحة الموالية لإيران وقوات التحالف الدولي، بعد بداية الحرب في قطاع غزة، وذلك كـَ “نوع من أنواع الدعم للفلسطينيين في القطاع”، وشن الطرفان عشرات عمليات الاستهداف طالت مواقع بعضهما البعض في سوريا والعراق، وخرجت تحذيرات عدة من أن عمليات الاستهداف هذه قد تؤدي إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
وبعد أن توقفت عمليات الاستهداف لفترة وجيزة من الزمن، عادت عمليات القصف على قواعد التحالف الدولي في كل من سوريا والعراق، حيث دانت الولايات المتحدة استئناف هذه الهجمات، بعد تعرض قاعدتين للقصف خلال الساعات الـ24 الماضية لأول مرة منذ نحو شهرين.
واشنطن قلقة من عودة الهجمات ضد قواعدها
وتوقفت عمليات الاستهداف على قواعد التحالف، بعد رسائل تحذيرية شديدة اللهجة من قبل الولايات المتحدة إلى إيران تؤكد على أن الرد على هذه الهجمات لن يقتصر على غارات جوية وعمليات قصف على مواقع للمسلحين الإيرانيين، إنما ستكون هناك ضربات قاسية وقاصمة ستطالهم.
وبالعودة للموقف الأمريكي، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عن قلق بلاده إزاء استئناف المجموعات المسلحة الموالية لإيران لهجماتها على قواعد التحالف الدولي، وأشار إلى أن هذه المجموعات هي من اختارت استئناف هجماتها بعد ساعات فقط من انتهاء الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى واشنطن، وقال ميلر “من الواضح أن إيران لا تحترم السيادة العراقية”.
وكانت قاعدة عسكرية للتحالف الدولي تعرضت في شمال شرقي سوريا للقصف بـ5 صواريخ، وفق تقارير إعلامية، أطلقت من بلدة زمار العراقية ليلة الأحد الاثنين، واقتصرت الأضرار على الماديات.
ووصف مسؤول أميركي الهجوم الصاروخي ذلك بأنه “فاشل”، مؤكداً أن قوات التحالف ردت بغارة جوية استهدفت منصة إطلاق الصواريخ على الحدود السورية العراقية، ما أدى إلى تدميره.
أما في العراق، فقد تعرضت قاعدة “عين الأسد” الجوية في محافظة الأنباء شمال غرب البلاد، لمحاولة استهداف بوساطة طائرات مسيرة، وفق ما نقلت “رويترز” عن مسؤول أمريكي الذي أشار إلى إسقاط طائرتين وإحباط الهجوم.
الجيش الأمريكي: سنحمي قواتنا وسنرد على الهجمات
بدوره طالب الجيش الأميركي، الحكومة العراقية بحماية قواته العسكرية المتواجدة في العراق وسوريا ، وقال الجنرال في القوات الجوية الأميركية، باتريك رايدر، إن هذه الهجمات تعرض جنود التحالف والجنود العراقيين للخطر، شدد على أنهم سيردون على أي هجمات ولن يترددوا بالدفاع عن قواتهم كما فعلوا بالماضي، في إشارة منه إلى عمليات القصف التي طالت الجماعات المسلحة الموالية لإيران سواءً في سوريا أو العراق.
التحالف يعزز من تواجده العسكري لصد الهجمات
ومنذ بدء التصعيد، عززت قوات التحالف على رأسها الجيش الأمريكي من قواعدهم العسكرية في كل من سوريا والعراق، وذلك بأسلحة متطورة وأنظمة دفاع جوي، بينما كثف التحالف من عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى القواعد في سوريا بشكل كبير بعد الحرب في غزة وتداعياتها على البلاد، والتوتر مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران.
وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 130 شاحنة وآلية عسكرية للتحالف حملت معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق إلى المناطق الشمالية الشرقية السورية، على 4 دفعات خلال الشهر الماضي، وتوجهت إلى قواعد التحالف المنتشرة في الحسكة ودير الزور.
عبر الجو والبر.. تعزيزات عسكرية للتحالف في سوريا
كما استقدمت قوات التحالف الدولي تعزيزات عسكرية ولوجستية عبر الجو، ولفت المرصد السوري إلى أنه خلال الشهر، هبطت 7 طائرات شحن تابعة للتحالف ضمن قواعدها في الحسكة ودير الزور، تحمل على متنها أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجستية بالإضافة لجنود.
في حين واصلت القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هجماتها المتصاعدة على قواعد التحالف داخل الأراضي السورية، في إطار حملة الانتقام لغزة، حيث رصد المرصد، 7 هجمات نفذتها تلك الجماعات وعلى رأسها “المقاومة الإسلامية”.
“حزب الله العراقي” ينفي استئناف الهجمات على التحالف
وفي هذا السياق، نفى “حزب الله” العراقي استئناف الهجمات ضد القوات الأميركية في المنطقة، وذلك بعد تداول قنوات مقربة من الميليشيات الإيرانية على تطبيق “تيلغرام”، أنباء عن وقوفه خلف الهجوم الأخير في سوريا.
يذكر أنّ الهجمات ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق توقفت، مطلع شهر شباط الماضي، بعد سلسلة من التصعيد بدأت في 17 تشرين الأول الماضي، إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
إعداد: علي ابراهيم