دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد صدمة فرض الاتفاق مع واشنطن.. تركيا تستعرض مطالبها بخصوص “المنطقة الآمنة”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لطالما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في إقامة “منطقة آمنة” على الحدود الشمالية مع سوريا، وذلك منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولكن إدارة أوباما لم تكن تتساهل أبداً اتجاه هذا الموضوع لذلك فإن التصريحات التي كانت تخرج من المسؤولين الاتراك لم تكن ذو تأثير أبداً.

حلم أردوغان “بالمنطقة الآمنة” تجدد بقدوم ترامب

ولكن الوضع تغير مع استلام الرئيس دونالد ترامب للإدارة الامريكية، حيث بدا واضحاً التناغم والتجانس المتبادل بينه وبين اردوغان في مسألة “المنطقة الآمنة”، والتي يريدها أردوغان بعمق 32 كم، وبطول 440 كم، ويبدو أن ترامب لم يمانع ذلك حتى خرجت أصوات رافضة للأمر من داخل الإدارة والكونغرس الأمريكي.

وبالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار في شمال سوريا من قبل الولايات المتحدة، بدأ أردوغان يفتح ملف “المنطقة الآمنة” من جديد، مشدداً على أن تركيا هي التي سوف تديرها، ولن تقبل هذه المنطقة ألا من خلال شروطها، وأشارت إلى أنها متفقة مع الولايات المتحدة بذلك.

استلام وتسليم

أوساط سياسية في الشمال السوري يرون هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا، على أنه “استلام وتسليم” بدون حرب، وتراجع قوات سوريا الديمقراطية لمسافة 32 كم، سيجعل من تلك المناطق خالية من القوات المدافعة وبالتالي فإنها “ستحتل”، ولن يخرج منها الأتراك أبداً رغم تطمينات الامريكيين.

في حين قال آخرون، ان تصريحات الرئيس التركي الجديدة بعد الاتفاق، هي “تأويل أنقرة الخاص بها” للاتفاق، وهي تصريحات “استعراضية”، يوهم العالم وبالأخص الداخل التركي أن عملية “نبع السلام” أتت بثمارها، وهو بالحقيقة اتفاق وقف إطلاق النار “دائم” فرض على أنقرة، وهذا ما أشار إليه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أثناء حديثه بعد لقاءه أردوغان.

الصدمة.. وخطوة ذكية من القيادات في قسد

وتحاول التصريحات أن تخفي “الصدمة” الكبيرة للرئيس التركي الذي كان يخطط لفرض “منطقة عازلة” على الأراضي السورية بقوة السلاح، وترهيب “الأكراد” وإرسال إشارات قوية للدول المتدخلة في الملف السوري بأن تركيا لاعب رئيسي ومحدد في أي حل مستقبلي، وهو ما سيجعله في مواجهة مباشرة مع روسيا وإيران وسوريا. بحسب سياسيين أمريكيين.

وسائل إعلامية تركية معارضة، نقلت عن حسن اونال خبير السياسة الخارجية في جامعة مالتيبي في اسطنبول، أن أنقرة كانت تسعى للحصول على مدينتي منبج وكوباني، ألا ان هذا المنال التركي جوبه بخطوة ذكية من قبل القيادات الديمقراطية السورية، والتي سمحت للقوات الحكومية السورية بالدخول إليها والانتشار على الحدود مع تركيا، وبذلك فإن أكبر الذرائع التركية تسقط كون الدولة السورية الآن هي المتواجدة على الحدود.

كذلك أردوغان يريد من هذه المنطقة التي يسعى إلى إقامتها، إعادة 3 ملايين لاجئ سوري إليها، بيد ان المطلب التركي مستحيل المنال بحسب الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش الذي قال أنه “يستحيل ارسال 3 ملايين شخص الى تلك المنطقة بسبب محدودية المناطق الصالحة للسكن فيها كون معظمها شبه صحراوي”. إضافة إلى ذلك فإن أمريكا أكدت أنه لاتغيير ديمغرافي سيحصل في تلك المناطق، واللاجئ الذي سوف يعود سيعود لمنطقته.

الليونة التركية بسبب عدم تعميق الخلافات بين أنقرة وواشنطن

يأتي ذلك في وقتٍ ترى الخبيرة الروسية، إيرينا زفياغيلسكايا، “أن تركيا تريد من خلال اتفاقها مع الولايات المتحدة حول وقف عمليتها بشمال سوريا، أن تعرض استعدادها لإجراء مفاوضات، لكنها تنوي الحفاظ على سيطرتها على هذه المنطقة”، مشيرة إلى أن أنقرة لا تريد “تعميق الأزمة مع واشنطن أكثر من ذلك”، منوهة أن الشروط التركية صعبة أن تتحقق لأنه إذا تحققت فإن ذلك يضفي صفة “المشروعية” على تلك المنطقة، وإذا لم تتوصل الأطراف إلى حل وسطي يرضي الجميع، “فأعتقد أن تركيا ستعود للعمليات العسكرية بعد مضي 5 أيام”.

يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي رفض وندد بالاتفاق واصفاً إياه “بالعار والمخادع”، وأشاروا إلى انه سيضر كثيراً  بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولن يصدق أحد كلامنا بعد اليوم”.

 

إعداد: ربى نجار