أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد نحو شهرين من “عملية عسكرية جوية موسعة” طالت البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمرافق العامة في مناطق “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، عاود الجيش التركي عمليات قصفه الجوية على هذه المناطق مستهدفاً مرة أخرى، الآبار النفطية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية في ريف محافظة الحسكة، إضافة لقصف مدفعي وعبر قذائف الهاون على ريف منبج وقرى ريف حلب الشمالي.
قصف مواقع نفطية.. والشمال بأكمله بلا كهرباء
وبدأت القوات التركية جولة جديدة من التصعيد العسكري الجوي على مناطق ريف محافظة الحسكة، حيث طال القصف عبر الطائرات الحربية مواقع نفطية عند أطراف منطقة القحطانية (المعروفة محلياً بتربه سبيه) وأخرى في ريف مدينة المالكية (المعروفة محلياً بديرك)، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة في الموقعين وخروجهما عن الخدمة.
وخلال ساعات مساء السبت، قصفت الطائرات الحربية التركية محطة سعيدة للنفط وحقل عودة للنفط في القحطانية، وأكدت وكالة الأنباء الكردية “هوار” أن “فرق الإطفاء لم تستطع الوصول إلى المواقع المستهدفة بسبب تواجد الطائرات في الأجواء”.
ووفق الوكالة فإن الطائرات التركية استهدفت أيضاً محطة الكهرباء في قرية “باني شكفتي” بريف مدينة المالكية أقصى شمال شرق الحسكة، وسط الحديث عن إصابة مواطن وانقطاع التيار الكهربائي عن معظم قرى وبلدات ونواحي “القحطانية” و “جوادية (جل آغا)” و “المالكية” نتيجة استهداف ضواغط الغاز المغذية لمحطات توليد الكهرباء.
مدن وألفي قرية و9 بلدات بلا طاقة كهربائية
القصف التركي على هذه المواقع من البنى التحتية أدت لحدث أضرار مادية كبيرة وخروجها عن الخدمة بشكل شبه نهائي، فيما أكدت المصادر أن محطة قرية “بانه شكفتي” بالمالكية تعد من المحطات الكبرى لتحويل النفط في المنطقة.
مسؤول محلي في “الإدارة الذاتية” تحدث عن آثار القصف التركي الأخير، وأنه تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مدينة القامشلي و أكثر من 2000 قرية وتسع بلدا.
ونقلت وكالة “نورث برس” المحلية، عن “أكرم سليمان” وهو “الرئيس المشترك لمكتب الطاقة لإقليم الجزيرة”، أن “محطة تحول ديرك (المالكية) و تل كوجر (اليعربية) و تل حميس والقامشلي الشمالية والقامشلي الجنوبية، ومحطة عامودا و محطة الدرباسية، كلها خرجت عن الخدمة، بسبب القصف التركي الأخير.
“المنطقة تعاني أصلاً من أزمة طاقة جراء القصف السابق”
وأكد المسؤول المحلي أن هذه المحطات تغذي أكثر من نصف منطقة الجزيرة التي باتت الآن بلا طاقة كهربائية، ولفت “المسؤول في مكتب الطاقة” بأن المنطقة أساساً تعاني من مشكلات في الكهرباء والمحروقات والغاز نتيجة القصف التركي الذي طال المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو ما زاد معاناة الأهالي في هذه المناطق، معتبراً في الوقت ذاته أن ما تقوم به تركيا من استهداف ممنهج للبنى التحتية والمنشآت هو “جريمة حرب بحق الشعب السوري”.
وكانت “الإدارة الذاتية” دعت في وقت سابق، الأمم المتحدة لرصد وتوثيق “هجمات تركيا غير المبررة على منشآت خدمية” في الشمال الشرقي السوري، وشددت على أن لذلك تداعيات سلبية كبيرة على السوريين الذين يعانون أساساً في ظل استمرار الحرب والحصار.
دعوات لتدخل دولي وتشكيل لجنة لرصد وتوثيق الهجمات التركية
وأصدرت “الإدارة الذاتية” بياناً دعت فيه “كل القوى الحريصة على تحقيق الاستقرار بضرورة اتخاذ مواقف رادعة للهجمات التركية”، ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإجراء تحقيق وتشكيل لجان تقصي الحقائق لرصد وتوثيق الهجمات التركية.
وأشار البيان إلى أن الهجمات التركية لها تداعيات على مجالات مختلفة، منها الخدمية وكذلك الوضع الإنساني للسكان، وحذرت في الوقت نفسه من “تداعيات هذه الهجمات على عموم المنطقة وعرقلة مكافحة الإرهاب وتعميق الأزمة السورية على كافة الأصعدة”.
كما رفضت “الإدارة الذاتية” خلال بيانها، الهجمات التركية التي لها دور بزيادة المعاناة الإنسانية والاقتصادية، وتقديمها الدعم المعنوي “لتنظيم داعش الإرهابي” لتجميع قواه المنهارة وتنظيم نفسه.
ورفضت الإدارة الذاتية في بيانها الهجمات التركية، لما لها من دور بزيادة المعاناة الإنسانية والاقتصادية، وعدت أن ما تقوم به تركيا من هجمات على مناطقها “لتقديم الدعم المعنوي لتنظيم داعش الإرهابي لتجميع قواه المنهارة وتنظيم نفسه”.
“304 ضربة جوية تركية خلال تشرين الأول الماضي”
وكانت المنطقة الشمالية الشرقية تعرضت للقصف الجوي التركي خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي طالت 224 موقعاً، عبر 304 ضربة جوية وبرية، منها 221 ضربة مدفعية وبالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، و83 ضربة بالطائرات الحربية والمسيّرة، وفق حصيلة صدرت عن “الإدارة الذاتية” حينها.
وبلغت قيمة الخسائر المادية أكثر من 56 مليون دولار، فيما فقد 47 شخصاً حياتهم بينهم أشخاص قتلوا في هجمات أخرى طالت أرياف مدن ريف حلب ومن بينها “عين العرب/كوباني” مع إصابة 55 آخرين.
“أردوغان يهدد مجدداً.. وفيدان يؤكد بقاءهم في سوريا”
وتأتي هذه الهجمات في ظل تهديدات جديدة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال في حديث له، أن بلاده ستواصل الرد بكل حزم على الهجمات التي ينفذها “حزب العمال الكردستاني”، حسب قوله.
سبق ذلك تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن قواتهم ستبقى في سوريا، وذلك لضرب ما وصفه “بالإرهاب” في الشمال الشرقي.
إعداد: ربى نجار