أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – فتح التجاهل العربي خلال السنوات السابقة للأزمات والصراعات المسلحة التي حصلت في بعض الدول العربية وخاصة سوريا، الباب أمام أطراف إقليمية ودولية للتدخل في الدول العربية و بسط نفوذها، وبالتالي وضع الأمن القومي العربي في خطر.
الإرهاب و التدخلات الإقليمية .. أكثر ما يهدد الأمن القومي العربي
أكثر ما بات يهدد الأمن القومي العربي في الآونة الأخيرة، ظهور التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي كانت الصراعات والنزاعات المسلحة في الدول العربية الباب أمام ظهورها، وهو ما شعرت به الدول العربية قبل فوات الأوان، بحسب محللين سياسيين، الذين شددوا على ضرورة “تشكيل حلف عربي أو تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك” لمواجهة التحديات والأخطار التي تواجه المنطقة العربية، والتي باتت أخطر على المنطقة أكثر من أي وقت مضى.
ولا شك أنه في الوقت الذي كثرت الأطراف الخارجية المتدخلة في أزمات وصراعات الدول العربية، فإن تشكيل “قوة عربية مشتركة” أضحت ضرورة مُلحة لدى العديد من الأقطار العربية، لتمكينها من التصدي للأخطار والتهديدات التي تهدد وحدة أراضيها، كسوريا، وإن كان تشكيل هذه القوة يواجه تحديات ومعوقات تهدد الفكرة من أساسها.
وهذه الخطوة تتطلب من بعض الدول العربية تقريب وجهات النظر فيما بينها بشأن بعض النقاط الخلافية حول القضايا والموضوعات الإقليمية، وتجاوزها من أجل دعم الأمن القومي العربي، وأيضاً الضغط من جانبها على الحلفاء الدوليين في سبيل تأييد مقترح القوة الموحد.
موقف عربي جيد قبل فوات الأوان
قبل أيام عقد مجلس التعاون الخليجي، اجتماعاً على مستوى القادة، حضرته مصر للمرة الأولى، أنعش آمال الشعوب العربية، “بالوحدة” وإزالة الخلافات جانباً لمواجهة الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة، والتي باتت تسيطر على أراضٍ عربية مع بسط نفوذها.. ليس ذلك فحسب بل أنها باتت تتحكم بقرارات دول عربية وترسم ملامح السياسية الخارجية بناءً على مصالحها فقط.
وفي موقف جديد يحسب للدول العربية، على الرغم من أنه جاء متأخراً، إلا أن “مجلس التعاون الخليجي” رفض في بيانه الختامي قبل أيام، أي تدخلات إقليمية في سوريا ومحاولات إحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد، مجدداً على ضرورة حل الأزمة بناء على قرار مجلس الأمن 2254.
سوريا .. الأزمة التي فتحت الأبواب أمام التدخلات الخارجية
وتعاني سوريا من تدخلات لجيوش دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران، مع ظهور عشرات الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي توالي بعضها لداعش والقاعدة الإرهابيين.
وبلا أدنى شك فإن تواجد كل تلك التنظيمات على أرض دولة عربية يضع الأمن القومي للعرب كله في خطر، والحال كذلك في اليمن و ليبيا.
وفي بيانه أيضاً أكد المجلس على موقفه الثابت بالحفاظ على الأراضي السورية موحدة وذات سيادة.. هذه الأراضي التي انتهكت وخرجت عن سيطرة الدولة السورية والشعب أيضاً، وباتت محكومة من قبل أطراف إقليمية عدة وعلى رأسها تركيا، التي باتت تسيطر بشكل كبير على الشمال، وسط مخاوف جدية من تكرار سيناريو لواء اسكندرون.
مصر والسعودية ترفضان التدخلات بشؤون العرب
حديثاً.. أكدت وسائل إعلامية أن مصر والسعودية اتفقتا على “أهمية استمرار تنسيق جهودهما من أجل دعم الدول الوطنية وأمن شعوب المنطقة واستقرارها”، وأكدتا على “أهمية العمل العربي المشترك”.
وأدان البلدان “محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي”، وأعلنتا “رفضهما محاولات التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية”.
هل للتقارب مع إيران وتركيا علاقة بالموقف العربي الجديد ؟
المواقف العربية تأتي في وقت يتم الحديث عن امكانية استعادة العلاقات بينها وبين كل من تركيا وإيران، والتي كانت التوترات والخلافات تشوب العلاقات بينهم في السنوات السابقة نظراً للتدخل الدولتان في شؤون الدول العربية وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا واليمن.
ويرجح سياسيون ومتابعون، بأن المواقف العربية الجديدة “برفض التدخلات الإقليمية في شؤونها”، هي “رسالة جدية وشرط” لتركيا وإيران، وفي حال تطبيق أنقرة وطهران للشروط، فلا مانع من تطبيع العلاقات مجدداً.
مع التأكيد على ضرورة تشكيل “حلف عربي مشترك” لمواجهة الأخطار التي تهدد الدول العربية مستقبلاً، محذرين من عودة “التجاهل” الذي سيؤدي في المستقبل القريب بوضع الأمن والاستقرار العربي برمته في خطر أكبر، خاصة وأن هذه المنطقة محل أنظار لأطراف إقليمية ودولية عدة كونها غنية بالثروات الباطنية ولموقعها الاستراتيجي في العالم.
إعداد: ربى نجار