دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد حديث روسي عن “هجوم وشيك على حميميم” وقرب انعقاد آستانا.. تصعيد غير مسبوق تشهده إدلب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت منطقة “خفض التصعيد” خلال الساعات الـ 36 الماضية جولة عنف كبيرة وغير مسبوقة، على الأقل منذ أشهر، حيث طالت عمليات القصف المدفعي والصاروخي للقوات الحكومية السورية وسلاح الجو الروسي لمنطقة مكتظة بمخيمات النازحين السوريين  ما أسفر عن مقتل وإصابة 90 شخصاً وفق حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

“النصرة والتركستاني” يعدون لمهاجمة حميميم

عمليات القصف العنيفة هذه جاءت بعد تصريح روسي صدر عن المركز الروسي في سوريا “حميميم” عن استعدادات من قبل فصائل المعارضة لشن هجوم على القاعدة في ريف اللاذقية.

وبحسب بيان صحفي نقل عن “اللواء أوليغ إيغوروف” رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم أن “ورشا تتبع للتنظمين الإرهابيين في منطقة خربة الجوز بريف إدلب أنهت تجميع عدد كبير من الطائرات دون طيار والتي تعمل في دائرة نصف قطرها يصل إلى 70 كيلومتراً، وجهزتها لتنفيذ الهجوم على القاعدة”.

وبين المسؤول العسكري الروسي أنه حسب خطط الإرهابيين فإن استخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة يمكن أن يعيق وسائل الدفاع الجوي الروسي، ويحرف مسارها ويضرب قاعدة حميميم الجوية.

جلهم مدنيين.. 90 قتيلاً ومصاباً بقصف على مخيمات غرب إدلب

وشهدت مخيمات تقع غرب مدينة إدلب قصفاً عنيفاً من قبل قوات الحكومة السورية، وذلك عبر صواريخ ومدافع حملت قنابل عنقودية، ما أسفر عن مقتل وجرح نحو 90 شخصاً وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأشار المرصد إلى أن عمليات القصف جاءت من نقاط عسكرية بالقرب من مطار النيرب بريف حلب، مع رشقة صواريخ أخرى انطلقت من معسكرات أخرى بريف إدلب الشرقي.

وبحسب المرصد السوري، فإن هذه الضربات أسفرت عن مقتل 10 أشخاص مدنيين بينهم طفلان وامرأتان إضافة لإصابة 77 آخرين، والمخيمات التي استهدفت بحسب المرصد هي “مرام ووطن – ووادي حج خالد – ومخيم محطة مياه كفر روحين – ومخيم قرية مورين – ومخيم بعيبعة”.

وبدأت سلسلة عمليات القصف على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، بعد تنفيذ الطائرات الحربية الروسية لغارات جوية، دون أي معلومات عما خلفه القصف.

“عشرات القتلى بعملية نوعية في إدلب”

وفي السياق، قالت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا” أنه خلال “عملية نوعية في إدلب” تم القضاء على العشرات من “الإرهابيين” باستهداف معسكر، وفي التفاصيل نقلت “سانا” عن “مصدر أمني” أنه “نتيجة الخروقات المتواصلة لاتفاقية خفض التصعيد في ريف إدلب والاعتداءات المتكررة (..) نفذت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الجوفضائية الروسية عملية نوعية استهدفت مقرات قيادة ومعسكرات تدريب تابعة لتلك التنظيمات الإرهابية”.

وأوضحت المصادر أنه تمت مراقبة ورصد الأهداف بدقة عالية، ثم قامت قوات المدفعية الصاروخية في قوات الحكومة وسلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات مركزة لمقرات ومعسكرات تدريب لفصائل المعارضة ما أدى لتدميرها ومقتل وإصابة العشرات.

وأضاف المصدر أن القوات العسكرية قامت برصد تحركات العناصر الفارين وتحديداً المواقع والمقرات التي لجؤوا إليها واستهدافها برشقات صاروخية وضربات جوية أدى لتدميرها وإصابة ومقتل عدد آخر من العناصر.

وتقول المصار أنه عرف من القتلى عدد من “مدربي الإرهابيين” وهم “عبد المنعم معطي، رضوان حسين محناية، أبو داوود الفلسطيني، محمد علي القدور، أبو حسين رداد، أبو هاجر التشادي، عمرو أبو ليث الاسكندراني، محمد سليمان العلي.

إدانة فرنسية.. يجب تحقيق وقف إطلاق نار شامل

وفي أول تعليق خارجي على جولة العنف في إدلب، أدانت الخارجية الفرنسية، عمليات القصف التي طالت مخيمات النازحين غرب إدلب، جاء ذلك في بيان للوزارة قالت فيه أن باريس “تدين بأشد العبارات عمليات القصف التي طالت مخيمات النازحين”، وشددت الخارجية على ضرورة وقف القتال على جميع الأراضي السورية والتوصل لحلول سياسية تماشياً مع القرار 2254.

العنف يتصاعد مع كل جولة “لآستانا”

وتخشى أوساط سياسية أن جولة التصعيد هذه قد تكون تمهيداً لعمليات عسكرية أوسع وأشمل في “خفض التصعيد” خاصة مع ترويج روسيا لاستفزازات كيماوية تارة وتارة أخرى لتعرض قاعدتها العسكرية في حميميم لهجمات، من قبل فصائل المعارضة المسلحة.

بينما تشير أطراف أخرى أن جولة العنف التي تشهدها المناطق الشمالية السورية وخاصة “خفض التصعيد” هي طبيعية كون هناك جولة جديدة لمباحثات “آستانا” نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حيث أن كل التصعيد هو الذي يسود الميدان قبيل أي اجتماع بين هذه الأطراف الرئيسية المتدخلة في الأزمة السورية.

إعداد: علي إبراهيم