دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد توافقهما في شمال وشرق سوريا.. روسيا وتركيا تتوجهان إلى العسكرة في شمال غرب البلاد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي اتفقت فيه روسيا وتركيا على تقاسم النفوذ في مناطق شمال وشرق سوريا، بما فيها الطريق الدولي M-4، وبقاء روسيا في الجنوب وتركيا في الشمال، تطغى أصوات الرصاص وهدير المدافع والطائرات على واقع الحال في شمال غرب سوريا، والتي على مايبدو أن خلافاً جديداً ظهر بين روسيا وتركيا ضمن اللجنة الدستورية السورية تُرجم بعودة الاشتباكات على الأرض في إدلب ومحيطها.

إدلب.. بالنسبة للحكومة والمعارضة.. والتفاهمات الروسية التركية على المحك

فلم يمر يوم واحد على إقرار المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، بفشل عقد اجتماع اللجنة الدستورية السورية لوضع الأسس لسير عملها بعد رفض الحكومة والمعارضة لاقتراحات بعضهما البعض، حتى عادت المعارك لتستعر في مناطق “خفض التصعيد”، التي تراها الحكومة الباب لإحكام سيطرتها على البلاد كلها، وفرض ماتريد على اللاعبين الآخرين في التسوية السياسية، بينما ترى فيها المعارضة السبيل في فرض نجاحات سياسية والبقاء ضمن الحل السياسي إذا ما تمكنت من كسب المعركة عسكرياً.

الوضع في إدلب قد ينعكس سلباً على شمال سوريا

وبحسب أوساط سياسية، فإن التصعيد الأعنف في إدلب والذي بدأ بعد يوم واحد من فشل اللجنة الدستورية، يضع التفاهمات الروسية التركية على المحك، خاصة في حال قررت موسكو المضي قدماً نحو استعادة كامل المحافظة ومحيطها، وأشارت تلك الأوساط إلى أن الاوضاع في إدلب قد تنعكس سلباً على الوضع في شمال شرق سوريا أيضاً، وسقوط التفاهمات بين الطرفين وبالتالي عودة المعارك من جديد في مناطق توقفت فيها.

محللون روس أكدوا أن دمشق وموسكو تعلمان جيداً أن بسيطرتهما على إدلب سيعززان قدرتهما للسيطرة على مفاصل الحل السياسي في سوريا، وبالتالي فرض ما يريدونه على الأطراف المتنازعة والقوى على الأرض، وفي المقابل تدرك أنقرة والمعارضة أن إدلب هي آخر ورقة يمكن أن تبقيهم في مسار الحل السياسي في سوريا، وتراهن على إبقاء هذه الورقة وتقويتها أيضاً من خلال إحراز تقدم ميداني على حساب الحكومة، وقد تحصل على تنازلات بسببها في المستقبل.

المعارضة تسبق الحكومة.. والسيطرة على إدلب تعني التحكم بالحل السياسي

واستبقت قوات المعارضة إطلاق حملة عسكرية لها في جنوب إدلب، بشأن استعادة المناطق التي قضمتها الحكومة خلال الأيام الماضية، وذلك بالتزامن مع تحشيد القوات الحكومية لعناصرها وعتادها في محيط ريف حماة الملاصق لإدلب للبدء بعملية عسكرية هناك.

ويقول مراقبون، أنه لم تتضح إلى الآن صورة إذا ما كانت المعارك ستتوسع في إدلب، أم أن هذه الجولة هي بمثابة ورقة ضغط للعودة لطاولة المفاوضات من جديد، فيما يشير آخرون إلى أن موسكو قد تتخلى حالياً عن استراتيجيتها لبقاء الوضع في إدلب على ما هو عليه، ولكن في المجمل فإن موسكو واضعة نصب أعينها أن استعادة إدلب تعني فرض ما تريد على اللاعبين الآخرين في الأزمة السورية، ورسم الحل وملامحه كما يحلو لها وبما يتوافق مع مصالحها في سوريا، ليس ذلك فحسب، بل حتى سيجر الأطراف الأخرى للقبول بها.

 

 

إعداد: علي إبراهيم