أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن أفادت مصادر إعلامية روسية أن ثلاثي “مسار آستانا” اتفقوا فيما بينهم على تنحية الأسد، وبداية العمل على الحل السياسي في سوريا، خرجت إيران لتفند التقارير الإعلامية الروسية وتنفي مشاركتها في خطط روسية تركية للعمل على تحييد الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة.
وكانت وسائل إعلامية روسية مقربة من الكرملين، أعلنت قبل أيام، أن هناك “سعي إيراني روسي تركي” للإطاحة بالأسد وتشكيل حكومة مؤقتة تضم كافة الفرقاء السوريين من “الحكومة والمعارضة والإدارة الذاتية” لحل الأزمة في البلاد التي تخطت عامها العاشر.
طهران تسارع لنفي مشاركتها بخطط تنحية الأسد
ونفت طهران رسمياً وجود أي خطط جرى بحثها مع ضامني آستانا، (موسكو وأنقرة) تقضي بتنحية الرئيس السوري، كشرط لحل الأزمة في البلاد، وأكدت أنها ستواصل دعم الحكومة السورية بكل الوسائل الممكنة.
وقالت وكالات إيرانية مقربة من الحكومة في طهران، نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي، أن “الأخبار المتداولة حول رسم مستقبل سوريا عبر مسار أستانا لا تعكس الحقيقة”، مشيراً إلى أن “طهران تقف مع الدولة السورية وشعبها، وأن أي قرار حول مستقبل الحكم في البلاد لا يقرره إلا الشعب السوري”.
التسريبات التي تحدثت عنها مصادر إعلامية روسية، جاءت بالتزامن مع توتر العلاقات بين الحكومة السورية والروسية، جراء تقارير إعلامية من إعلام الأخيرة نددت “بالفساد في المؤسسات الحكومية وضعف القيادة السورية ورفضها لأي عملية تحاورية مع الأطراف السورية الأخرى”.
سوريا بدأت تشكل كابوساً لروسيا
يقول محللون سياسيون، أن روسيا بدأت تغضب من القيادة السورية على عدم موافقتها للدخول في حوار مع الفرقاء السوريين الآخرين لإنهاء الأزمة، وبدأت تشعر أن المسؤولين السوريين استغلوا دخولها في الحرب “لمصالح شخصية”.
مشيرين إلى أن روسيا لم تعد تستطيع الاستمرار في دفع فاتورة الحرب السورية من خزائنها، ومع استمرار العقوبات الاقتصادية على سوريا وخصوصاً اقتراب تطبيق “قانون قيصر الأمريكي”، فإن الأخيرة بدأت ترى في استمرار الأزمة السورية “كابوساً”، مع ما تسبب به انتشار وباء كورونا بخسائر اقتصادية خلال الشهرين الماضيين.
وتقول مصادر إعلامية روسية (مقربة من الكرملين)، أن موسكو أصبحت تنظر للحكومة السورية وقيادتها على أنها “عبء ثقيل” يثقل كاهل القيادة الروسية، خصوصاً وأن الحكومة لا تظهر لها ولاءً مطلقاً، بينما يبدو الولاء لإيران واضحاً على المسؤولين السوريين أصحاب المراكز الحساسة والأمر ينطبق على الأسد أيضاً.
صمت روسي.. وتركيا تدخل على الخط
وبعد مرور أكثر من أسبوعين من هذه التقارير التي اربكت الأجواء بين الحلفاء، لاتزال الحكومة والقصر الرئاسي الروسي ملتزمان بالصمت، مما يثير مخاوف مسؤولي دمشق أكثر فأكثر، ولعل هذا الصمت (حسب خبراء تحدثوا لوسائل إعلامية)، أنه مؤشر جاد على “توافق روسي – دولي” على تنحية الأسد وتغيير شكل الحكم في البلاد.
كما لمحت خلال الفترة الماضية تقارير إعلامية تركية عن وجود خطط تم مناقشتها سراً بين “أطراف آستانا” حول تنحية الأسد، وذكرت تلك المصادر أسماءً قالوا أنها مرشحة لخلافة الأسد، ومنهم رئيس مكتب الأمن الوطني السوري “علي مملوك”، والذي يقال أنه “المفضل لدى موسكو لإبعاد إيران من سوريا”.
ويشير محللون سياسيون، أن طهران ومنذ بداية ظهور بوادر لخلافات بين الأسد وبوتين، أرسلت وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى العاصمة السورية، بالرغم من مخاطر انتشار كورونا، ليؤكد للأسد والحكومة أن طهران لن تتخلى عنه.
مشيرين إلى أن نظام الحكم الحالي في سوريا يتماشى مع مصالح إيران، لذلك فإن الأخيرة لا مصلحة لها بتغيره، وأنها ليس في وارد التحرك للتخلي عنه، حتى وإن دفعت موسكو بهذا الاتجاه، وتسبب ذلك في توتر العلاقات مع روسيا.
إعداد: علي إبراهيم