دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد تحالف فرنسي روسي.. مساعي لتشكيل حلف عربي – غربي للتصدي للتوسع التركي في ليبيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعمقت الخلافات الروسية التركية في ليبيا أكثر فأكثر، بعد تشديد القيادة العسكرية التركية السيطرة على مدينة سرت الليبية الغنية بالنفط، والتي أبدى الرئيس التركي شخصياً اهتمامه بها، حيث تتجه العلاقات بين موسكو وأنقرة إلى طريق مسدود، ما يعني المزيد من التصعيد على الأراضي الليبية.

وتعمل قوات حكومة الوفاق بدعم تركي ومن الفصائل السورية الموالية لأنقرة، على التحشيد عسكرياً للهجوم على المدينة الاستراتيجية، والتي يسعى أردوغان للسيطرة عليها لتكون كورقة ضغط على المجتمع الدولي الراغب في عودة الأطراف لطاولة الحوار، لقبوله بتسوية توافق الشروط التركية.

تركيا ترد على فرنسا

وبعد الانتقادات الحادة التي خرجت من الرئاسة الفرنسية اتجاه تركيا وتدخلها في ليبيا، نددت تركيا بالتصريحات الفرنسية، قائلة إن التصريحات تنم عن سياسة مبهمة ويتعذر تفسيرها من جانب فرنسا اتجاه ليبيا.

واتهمت أنقرة شريكتها في “الناتو” بالتسبب في تفاقم الأزمة بدعمها للجيش الليبي. وقالت الخارجية التركية “الدعم الذي قدمته فرنسا لحفتر، قد فاقم الأزمة في ليبيا.. من غير المقبول أن يتصرف حليف في الناتو بهذا الشكل”.

وكانت فرنسا قالت، الاثنين، إنها تريد إجراء محادثات مع شركائها في “الناتو” لبحث دور تركيا “العدواني” بشكل متزايد في ليبيا، واتهمت أنقرة، بإحباط مساعي التوصل إلى هدنة في البلاد.

خطوات فرنسية روسية.. وإدانة عربية

وتعمل فرنسا على التحالف مع روسيا، لوقف زحف تركيا للمناطق الاستراتيجية في ليبيا، وخاصة النفطية منها، وقالت مصادر دبلوماسية روسية، ان باريس وفرنسا بصدد بحث خطوات قادمة في ليبيا للحد من الاستفراد التركي على الأرض والذي يصب في صالح حكومة الوفاق على حساب الجيش.

مشيراً إلى اتصالات مكثفة بين المسؤولين الروس والفرنسيين لتنسيق الجهود لوقف التصعيد العسكري، والعمل على حل سياسي للأزمة الليبية، بما يتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين إضافة إلى المبادرة المصرية، التي لاقت ترحيباً دولياً.

وفي سياق الوقوف في وجه تركيا في ليبيا، أفادت مصادر إعلامية بأن الدول العربية ستعمل مع الأوروبيين لمنع نفوذ تركي دائم في المتوسط، وذلك بعد إدانة الجامعة العربية للتدخلات التركية في سوريا والعراق وليبيا، ووصفها بغير المقبولة والمدانة.

وأشارت تلك المصادر إلى أن الدول العربية ومنها مصر والسعودية والإمارات يملكون أوراقاً مهمة لتشجيع دول الاتحاد الأوروبي على التنسيق المشترك.

ولفتت تلك المصادر إلى أن الدول الغربية باتت تميل للمساعي العربية لوقف التدخل العسكري التركي ليس في ليبيا وحسب بل في سوريا والعراق أيضاً، وبدأ الغرب بالنظر للدور العربي على أنه ضرورة مهمة لإعطاء مشروعية عربية غربية للتحالف ضد تركيا.

تحالفات عربية حدت من النفوذ التركي

وتقول أوساط سياسية وإعلامية بأن مصر والسعودية والإمارات تمتلك أوراقاً مهمة لتشجيع أوروبا على تسريع هذا التحالف معهما، فقد عملت تلك الأطراف على تطويق نفوذ “الإسلام السياسي” في مصر والسودان، كذلك أدت تلك التحالفات على التدخل باليمن وحماية الملاحة بالبحر الأحمر، كما كانت تلك الدول العربية وراء خسارة تركيا لجزيرة سواكن السودانية، من خلال تقديم الدعم للحكومة الانتقالية.

تركيا.. اتفاقات واستمرار إرسال السلاح والمسلحين

أما تركيا فتسعى إلى مزيد من الاتفاقات مع حكومة الوفاق (الذي يعتبرها المجتمع الدولي حكومة شرعية)، لشرعنة تدخلها في ليبيا، عبر الحصول على المزيد من الامتيازات واستخدام قواعد بحرية وجوية ليبية لتثبيت قدم عسكري، مع استمرار إرسال الأسلحة والمقاتلين السوريين إلى هناك.

وقد وصلت طائرة تركية جديدة تقل أكثر من 130 مقاتلاً سورياً موالياً لتركيا إلى ليبيا للمشاركة في القتال، ضد الجيش الليبي.

وهذا يعني حسب متابعين، أن الأزمة الليبية بعيدة كل البعد عن الحلول بالطرق السياسية، وقد تكون هناك جولات جديدة من المعارك بين الأطراف على الأرض، لكن بعد موازنة كفتي القوة بين حكومة الوفاق المدعومة تركياً من جهة، والجيش الليبي المدعوم غربياً وعربياً من جهة أخرى.

إعداد: علي إبراهيم