أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يزداد الدعم العربي والدولي لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ليبيا، وتأكيده على أن أي تدخل عسكري مصري في ليبيا بات “يأخذ شرعنة دولية”، يأتي ذلك في الوقت الذي يقول سياسيون “أن الموقف المصري الجديد نقطة تحول استراتيجية، وسيفرض على حلف أنقرة – قطر – السراج – الإخوان، إعادة تقديراتهم للأمور”.
نقطة تحول استراتيجية
ووصف محللون سياسيون ودبلوماسيون عرب، الموقف المصري الجديد حيال الصراع في ليبيا، “بنقطة تحول في المواجهة مع المحور التركي القطري، الساعي لاستعمار ليبيا”، مشددين على أن “الموقف المصري” حصل على دعم غربي أيضاً خصوصاً من الدول التي ترى في سيطرة تركيا على ليبيا تهديداً مباشراً للأمن القومي الأوروبي.
التحول في الموقف المصري، جاء بعد التراجع الكبير للجيش الوطني الليبي خلال الفترة الماضية، لحساب قوات الوفاق المدعومة من تركيا (بحراً وجواً وبراً) إضافة إلى الآلاف من المقاتلين السوريين المعارضين التابعين لتركيا، وما زاد من التحرك العربي والمصري على الأخص، قرب تلك القوات من مدينة سرت الاستراتيجية النفطية، والتي أبدى الرئيس التركي شخصياً اهتمامه بنفطها.
الخطر بات على حدود مصر
ويقول محللون متابعون للشأن الليبي، إن مصر لم يعد بإمكانها تجاهل هذا الواقع، في وقت تجاوز الدور التركي المستفيد من الدعم المالي القطري في ليبيا. وفي حال استمرّ التقدّم التركي في ليبيا بالاعتماد الواضح على قوى معيّنة بينها “ميليشيات محسوبة على الإخوان المسلمين”، لن يعود بعيداً اليوم الذي تصبح فيه تركيا على الحدود المصرية. وهذا ما أشار إليه بوضوح الرئيس السيسي حين قال أن “الوضع في ليبيا بات يهدد الأمن القومي المصري والعربي أيضاً”.
ولفتت تلك الأوساط إلى أنه لم يكن سراً أن القاهرة لم تكن مرتاحة لما يحدث في ليبيا، من خلال الآلاف من “المرتزقة والمتطرفين” الذين باتوا على مقربة من حدودها، خصوصاً وأن نقل المقاتلين الموالين لأنقرة لايزال مستمراً، مشددين على أن الأخيرة لم تكن تتوقع مثل هذا الموقف الناري من مصر حيال تدخلها في ليبيا.
الجيش يفرض حظراً جوياً على سرت
وفي تطور ملحوظ بعد التصريحات المصرية، أكد الجيش الوطني الليبي، أنه سيتعامل مع أي هدف معاد يهدد الأراضي الليبية، معلناً عن فرض منطقة حظر جوي فوق مدينة سرت الاستراتيجية.
وأعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم “الجيش الوطني الليبي”، أن قواتهم الجوية ستتعامل مع أي هدف يهدد الأراضي الليبية، معلناً عن فرض منطقة حظر جوي بطول 200 كم فوق مدينة سرت ومحيطها تبدأ من شرق المدينة وتمتد حتى منطقة الهيشة.
وشدد على أن المعركة التي يخوضها “الجيش الوطني” ليست “معركة وطنية بل إنها معركة خطيرة جدا تتعدى الحدود الوطنية وحتى الإقليمية”، وعن التدخل التركي في ليبيا، وقال المسماري أنه “احتلال وعدوان (..) وتهديد أمني ليس على ليبيا ومصر والمنطقة العربية فقط بل وعلى أوروبا”.
وأضاف أن الموقف الذي أعلنته القاهرة يوم أمس يأتي “إدراكا منها أن هذه المعركة هي معركة قومية عربية”.
الأمن المصري من الأمن العربي
ورجحت مصادر عدة، أن تفاقم الأوضاع الميدانية في ليبيا، سيحتم على مصر التدخل عسكرياً لجانب الجيش الليبي، كون مصر ستكون الهدف التالي بعد سقوط ليبيا، وأشارت تلك الأوساط إلى أن زعزعة أمن واستقرار مصر يعني ضربة كبيرة للدول العربية أمام الحلف التركي، مشددين على أنه يجب على العرب مواجهة المخاطر التي تهدد أمنهم القومي.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين دعمهما للخطاب المصري وأي جهود أو تحركات مصرية تقوم بها في ليبيا لحماية أمنها القومي.
بدورها رفضت حكومة الوفاق الخطاب المصري، واعتبرته “تدخلاً سافراً في الشؤون الليبية، وأن أي شرعية للتدخل المصري في ليبيا “يهدد أمنها القومي”. حسب وصفها.
إعداد: رشا إسماعيل