أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد حديث وتضارب أنباء حول “منطقة آمنة في درعا جنوب سوريا”، عادت الاحتجاجات للمنطقة الجنوبية مرة أخرى، وسط حديث آخر عن امكانية أن تقوم قوات الحكومة السورية بعملية عسكرية في مدن ومناطق بريف المحافظة بحجة ملاحقة تنظيم داعش الإرهابي.
“سوريا حرة حرة إيران تطلع برا”
وخرجت احتجاجات جديدة من أبناء مدينة درعا البلد عقب صلاة يوم الجمعة، عند ساحة المسجد العمري في المدينة، ورفعوا خلالها شعارات مناهضة للحكومة السورية ولإيران وحزب الله اللبناني وتحملهم مسؤولية حالة الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال التي تشهدها مناطق ومدن المحافظة بشكل شبه يومي مع انتشار المخدرات وسط هتافات “سوريا حرة حرة إيران تطلع برا”.
وقال ناشطون سياسيون من المدينة، أن الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعية للمطالبة بخروج القوات الإيرانية من المحافظة و “رفض المشروع الإيراني” الذي وصفوه “بتدعيش المنطقة”، مشيرين إلى أن شبان المدينة فقط من شاركوا في التظاهرات في غياب لوجهاء المحافظة والقيادات السابقة في المعارضة أو أعضاء اللجنة المركزية.
مخاوف من عمليات عسكرية جديدة
وجاءت هذه الاحتجاجات بالتزامن مع حديث آخر عن نية قوات الحكومة السورية بشن عملية عسكرية جديدة في منطقة درعا البلد ومدينة جاسم، وذلك تحت حجج “وجود داعش” فيهما والبحث عن خلاياها، وسط تحذيرات من أن الحكومة السورية تريد تكرار ما حصل في صيف 2021، عندما شنت عملية عسكرية للسيطرة على كامل المحافظة.
وكانت قوات الحكومة أغلقت يوم الجمعة الماضية، عدة طرق زراعية تؤدي إلى مدينة “جاسم” بسواتر ترابية، من أبرزها طريق المزيرعة وهي إحدى المناطق الزراعية غربي المدينة، وقالت مصادر محلية أن إغلاق الطرق شكل تخوفاً كبيراً بين سكان المدينة بأن تكون تلك بداية عملية حصار للمدينة ويتبعها عملية عسكرية.
وأكدت المصادر، أن المدينة تشهد منذ صباح الجمعة حالة من التوتر تزامنت مع إغلاق الطرق، إلى جانب انتشار أخبار عن نية قوات الحكومة شن حملة عسكرية على المدينة.
روسيا تنفي وجود خطط لأي عملية عسكرية جديدة
مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أكدت حصول اجتماع قبل أيام بين ضباط من القوات الروسية وأعضاء من “اللجنة المركزية” وذلك للحديث عن ما يتم تداوله بأن الحكومة تنوي شن عمل عسكري في درعا البلد بحجة وجود أعضاء وخلايا لداعش.
وأشارت المصادر إلى أن أعضاء اللجنة أكدوا أن الجانب الروسي قال أن لا وجود أي مخطط لشن عملية عسكرية جديدة في أي منطقة من درعا، وشددوا أن الأعمال العسكرية لن تعود للمحافظة.
درعا على صفيح ساخن بعد “المنطقة الآمنة”
كل هذه التطورات جاءت بعد نحو أسبوع من تقارير صحفية أكدت أن هناك مخطط أمريكي مدعوم من دول عربية بشأن إنشاء “منطقة آمنة جنوب درعا” بعمق 35 كيلومتراً على الحدود مع الأردن داخل الأراضي السورية.
وأشارت التقارير إلى أن هذه المنطقة تأتي لمنع إيران من بسط نفوذها على المنطقة الجنوبية وتحد من مخاوف الأردن الأمنية، خاصة بعد أن أفشلت السلطات الأردنية وقواتها المسلحة العديد من عمليات تهريب المسلحين وكميات كبيرة من المخدرات، وسط اتهامات أردنية رسمية بتعاون جهات تابعة للحكومة السورية في عمليات التهريب هذه.
وبحسب المعلومات فإن هذه المنطقة التي نفت الأردن فيما بعد وجود أي خطط لإنشاءها، كانت ستحد من نشاط القوات الإيرانية و حزب الله، مع تشكيل مجموعات مسلحة جنوب سوريا لمحاربة هذه الجهات مع تنظيمات إرهابية أخرى كداعش مثلاً.
وشددت التقارير إلى مساعي الدول العربية لإنشاء هذه المنطقة بعد أن شعرت بخطر التمدد الإيراني في سوريا، وأن عملية كبح التموضع الإيراني تبدأ من المنطقة الجنوبية، مع إخراج قوات الحكومة من المنطقة وتسليمها لأبنائها ودعمهم عسكرياً وسياسياً ومالياً للإبقاء على “هذه المنطقة آمنة”.
إعداد: علي إبراهيم