دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد التهديدات التركية للشمال السوري.. ردود أفعال دولية وأممية رافضة وتحركات عسكرية للأطراف الرئيسية على الأرض

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مرة أخرى خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهدداً بشن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا، بهدف إنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً لإعادة مليون لاجئ سوري يقيمون في تركيا إليها، وسط ردود أفعال سياسية رافضة وتحركات عسكرية للأطراف الأخرى الموجودة على الأرض.

انسحاب روسي.. وقسد تؤكد “لا تغيير استراتيجي بتواجد القوى الدولية”

ولأول مرة منذ تعليقها لعملياتها العسكرية في شمال سوريا منذ أشهر، عاود الرئيس التركي تهديد شمال البلاد بشن عمليات عسكرية جديدة على طول الحدود وبعمق 30 كيلومتراً، يأتي ذلك بعد أيام من حديث حول انسحاب روسي من أرياف حلب والرقة واللاذقية وتوجه القوات العسكرية إلى قاعدة حميميم فيما يبدو أنه سيتم نقلهم إلى روسيا للمشاركة في الحرب الأوكرانية.

تزامن ذلك مع تأكيد قوات سوريا الديمقراطية بأنه لا تغيير استراتيجي في تواجد القوى الضامنة (الولايات المتحدة وروسيا) في الشمال، وشددت على أنها تدرس التهديدات التركية الأخيرة على محمل الجد، ولكنها اعتبرت أن تركيا “تستعرض القوة وتسخن الأجواء” بهذه التهديدات.

الأمم المتحدة: سوريا بحاجة لحلول سياسية لا عمليات عسكرية

وبعد تصريحات الرئيس التركي، بدأت ردود الأفعال الدولية تتوالى برفض هذه العمليات العسكرية المرتقبة، حيث علقت الأمم المتحدة على الخطط التركية بإنشاء “منطقة آمنة” في سوريا على لسان ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، أن “سوريا بحاجة إلى تسوية سياسية ومساعدات إنسانية، وليس عمليات عسكرية قرب حدودها”.

وأضاف المسؤول الأممي في تعليقه على “المنطقة الآمنة” التي تنوي تركيا إنشائها، “نحن ندافع عن وحدة أراضي سوريا.. سوريا لا تحتاج إلى عمليات عسكرية.. سوريا بحاجة إلى حل سياسي والمزيد من المساعدات الإنسانية. .ونحن نعمل على هاتين المسألتين”.

ويعتبر هذا أول ردة فعل من قبل المؤسسة الأممية على العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، حيث اكتفت الأمم المتحدة بالصمت حيال العمليات العسكرية الخمسة التي قامت بها أنقرة في البلاد خلال سنوات الأزمة.

واشنطن: أي عمليات عسكرية في شمال سوريا سيضر الحملة على داعش ويقوض الاستقرار الإقليمي

ردة الفعل الثانية جاءت من شريكة “قسد” في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أكدت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها نيد برايس، “إن أي هجوم جديد في شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض الحملة على تنظيم داعش للخطر”.

وردا على سؤال حول تصريحات الرئيس التركي، عبر المسؤول الأمريكي عن قلق واشنطن البالغ إزاء التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية في شمال سوريا، وتتوقع أن تلتزم تركيا، العضوة في حلف الناتو، بالبيان المشترك الصادر في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بخصوص العمليات العسكرية والقاضي بوقف إطلاق النار في تلك المناطق.

مسؤول سوري: دمشق لن تقبل بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا

بدوره ذكر رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب السوري، بطرس مرجانة، أن “أي حديث عن إنشاء منطقة آمنة هو حتماً لا شرعي، كما هو الاحتلال التركي لا شرعي”، وأضاف أن “رئيس النظام التركي يسعى لاستغلال الوضع العسكري والسياسي القائم في العالم وفقاً لمخططاته”، مشيراً إلى أن معارضة أنقرة لانضمام السويد وفنلندا للناتو محاولة ابتزاز للحصول على مكاسب جديدة في شمال سوريا.

وشدد على أن الحكومة السورية لن تسكت على “مخططات النظام التركي.. ولن يتم القبول بها والسماح بتمريرها”، وذكر أن الحلفاء “روسيا وإيران والصين” سيقفون لجانب الشعب السوري، وهذا المشروع لن يتم تمريره في مجلس الأمن، ووصف “المنطقة الأمنة” بأنها “خطيرة ولا يمكن السكوت عليها”.

روسيا ترسل تعزيزات عسكرية لعين عيسى.. وواشنطن تعود لقاعدتها العسكرية بعين العرب

أما على الأرض، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الروسية إلى قواعدها العسكرية في ناحية عين عيسى، بعد ساعات من التهديدات التركية، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوصول رتل عسكري يضم عشرات المدرعات للقوات الروسية إلى قاعدتهم في ناحية عين عيسى شمالي الرقة

ووفقًا للمرصد السوري، فإن القوات الروسية بدأت برفع سواتر ترابية على الجهة المقابلة لقاعدة تركية تقع في بلدة صيدا شمالي عين عيسى، دون معرفة الأسباب.

تزامن ذلك مع أنباء عن عودة القوات الأمريكية لأول مرة إلى ريف مدينة عين العرب (المعروفة محلياً يكوباني)، حيث قالت مواقع إعلامية محلية بأن القوات الأمريكية عادت لقاعدتها العسكرية “خراب عشك” بعد انسحابها في 2019 قبيل عملية “نبع السلام”.

لماذا يقلل محللون من التصريحات التركية ؟

وقلل الكثير من المحللين السياسيين من التصريحات التركية، كون أنقرة لن تستطيع القيام بأي عملية عسكرية مالم تأخذ الموافقة الأمريكية والروسية، مشيرين إلى أن الرئيس التركي بإعلانه الأخير من جهة يريد دعم أوروبي لإنشاء “منطقة آمنة والمساندة بإعادة اللاجئين السوريين”، ومن جهة أخرى يريد استعادة شعبيته المنهارة والحصول على دعم الأتراك في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ومنذ الإعلان عن اتفاق “وقف إطلاق النار” في شمال سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019، لم تتوقف القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة بالهجوم وشن عمليات الاستهداف في شمال شرق سوريا وعلى طول الحدود، أي أن الحرب لم تنتهي حتى تبدأ مرة أخرى، بحسب آراء المتابعين، لكنهم أشاروا إلى أن تركيا بالطبع تريد السيطرة على كامل الشريط الحدودي السوري، وذلك تمهيداً لإعلانها “منطقة آمنة” وضمها ربما على غرار ما حدث في لواء اسكندرون.

إعداد: ربى نجار