دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد التصعيد الروسي في إدلب و عفرين .. محاولات تركية للتقرب من موسكو عبر ملف إس-400

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع تصاعد حدة الخلافات بين روسيا وتركيا، وما نتج عن هذه الخلافات بتصعيد عسكري غير مسبوق للقوات الروسية على مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا في الشمال السوري، تحاول أنقرة التقارب مع موسكو بشتى السبل قبيل لقاء القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان.

استهداف نادر للطائرات الروسية بريف عفرين

وسبقت روسيا اللقاء، بتصعيد عسكري كبير في منطقة “خفض التصعيد” وخاصة إدلب، إضافة لاستهداف نادر الحدوث طال نقاط عسكرية للفصائل العسكرية ضمن “الجيش الوطني السوري” في ريف منطقة عفرين، على مقربة من خطوط التماس مع قوات تحرير عفرين. حيث أسفرت هذه الغارات عن مقتل ما لا يقل عن 23 عنصراً من الفصائل، مع وجود عدد آخر من الجرحى، ما يرشح ارتفاع أعداد القتلى.

وخلال يوم الأحد، عاودت الطائرات الحربية الروسية قصفها على قرى ناحية شيراوا بريف عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والتشكيلات العسكرية ضمن “الجيش الوطني السوري” وذلك للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، في تصعيد نادر الحدوث ويشير إلى اتساع الفجوة بين روسيا وتركيا.

الغارات الروسية طالت خطوط التماس بين الفصائل و “تحرير عفرين”

والغارات الروسية طالت نقطة عسكرية للفصائل الموالية لتركيا في قرية جلبرة ومريمين بناحية شيراوا بالقرب من خطوط التماس مع قوات تحرير عفرين، وسط الحديث عن مقتل 17 من فصائل المعارضة من بين 23 شخصاً تأكد مقتلهم خلال الضربة الجوية.

سبق ذلك قصف آخر للقوات التركية طال محيط قاعدة عسكرية تركية في قرية باصوفا بريف عفرين، ومحيط المدينة، ولم يسبق أن استهدفت القوات الروسية هذه النقاط خلال الحرب السورية، وبهذه الكثافة والدقة.

التصعيد الروسي يحمل رسائل لأنقرة بضرورة تطبيق التزاماتها

والملفت في الموضوع أن هذه الغارات على ريف عفرين، والتصعيد الكبير في إدلب، يأتي قبل يومين من لقاء مرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي، حيث من المرتقب بحث ملف إدلب ووقف إطلاق النار، فيما ترغب روسيا بأن تلتزم تركيا بتعهداتها في اتفاق سابق بين الطرفين، والتي أكدت موسكو ان أنقرة لم تلتزم به.

وترى أوساط سياسية، بأن التصعيد العسكري الروسي يأتي لإغلاق الطريق أمام أي مطالب من قبل الرئيس التركي لتوسيع السيطرة العسكرية التركية في سوريا، إضافة للضغط عليها للإيفاء بالتزاماتها في إدلب، وفتح الطريق الدولي إم-4، وإبعاد الفصائل المعارضة عنه.

أنقرة تحاول التقرب من روسيا عبر S-400

تركيا وعلى الرغم من أنها تصعد أيضاً ضمن المناطق التي تتواجد فيها قوات روسية في شمال وشرق سوريا، إلا أنها تحاول التقرب من موسكو عبر الحديث عن “الانجازات التي تحققت بفضل الطرفين”، وأنها تأمل في أن تثمر المباحثات القادمة مع رأس الهرم في روسيا عن نتائج إيجابية تخدم مصالح البلدين.

والجديد في محاولات التقرب التركي من روسيا، الإعلان عن الاستعداد لشراء دفعة جديدة من منظومات الدفاع الجوي إس-400.. هذه المنظومة التي أدت بدورها لأزمة سياسية مع الولايات المتحدة، التي فرضت بموجب “قانون كاتسا” عقوبات على أنقرة، كون هذه المنظومات تشكل خطراً على الأنظمة العسكرية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

ومع استعداده للسفر إلى روسيا، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن أنقرة لا تزال تنوي شراء دفعة ثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي من روسيا، وأشار بحديث مع شبكة “سي بي إس نيوز”، إلى إنه لا يمكن لأحد التدخل فيما يتعلق بالأنظمة الدفاعية التي تنوي تركيا شراءها. في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو.

هجوم للقوات التركية على مروحيتين عسكريتين روسيتين بريف الحسكة

وسبق أن استهدفت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، مروحيتين روسيتين أثناء تحليقهما في أجواء قرية الدردارة بريف ناحية تل تمر غرب الحسكة، دون أن يسفر الاستهداف عن أضرار، وذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري تركي كبير على مناطق تتواجد فيها نقاط عسكرية للقوات الحكومية وروسيا في أرياف حلب والرقة والحسكة.

ويتساءل متابعون عن إمكانية أن ترضخ روسيا لمطالب تركية بتوسيع نطاق السيطرة العسكرية في شمال سوريا والتهدئة في إدلب، مقابل شراء دفعة جديدة من أنظمة الصواريخ إس-400، أم أن موقف موسكو لن يتغير وعلى تركيا أن تلتزم بتعهداتها في منطقة “خفض التصعيد”، وإلا فإن الحل سيكون عبر اللجوء لعملية عسكرية، باتت مؤشراتها على الأرض تكثر أكثر فأكثر كل يوم.

إعداد: علي إبراهيم