دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد التدخل التركي في شمال سوريا، داعش عاد من جديد، فما الذي ستفعله دول التحالف ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد التقارير الإعلامية التي وثقت ظهور وعودة تنظيم داعش في مدينة تل أبيض (كري سبي) شمال الرقة، بالتزامن مع دخول القوات التركية والفصائل الموالية لها إليها، يبدو ان ناقوس الخطر بدأ يدق في الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي ضد داعش، وذلك بسبب مخاوف من عودة التنظيم في سوريا الأمر الذي حذرت منه العديد من الدول بسبب التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا.

“باقية وتتمدد”.. وواشنطن تتهم أنقرة بمساعدة داعش على العودة إلى سوريا

تقارير إعلامية أمريكية، تحدثت عن أن عشرات السجون في سوريا، التي تحوي أخطر عناصر داعش، باتوا الآن بلا حراسة بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية إلى الحدود لمواجهة “الغزو” التركي لمناطقهم، حيث أظهرت مقاطع فيديو قام عناصر فصيل مرافق للمعارضة الموالية لتركيا بتصويرها لعناصر أحد المجموعات وهم يرددون جملة داعش الشهيرة “باقية وتتمدد”، ما يعيد للأذهان ان داعش كان يستخدم هذه الجملة عند سيطرته على بعض المناطق الجديدة.

وفي السياق أكدت مصادر من وزارة الدفاع الأمريكية، شروعه في البحث عن مقاربة جديدة لكيفية التعاطي مع تنظيم داعش الإرهابي، بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سحب الجنود الأميركيين من شمال شرق سوريا ما يتيح فرصة لداعش للملمة صفوفه، وإمكانية شن التنظيم هجمات محتملة على دول غربية.

البنتاغون بدأ يبحث عن تموقع جديد لمحاربة داعش

ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن خبراء في شؤون الإرهاب في الولايات المتحدة، قولهم، “إن البنتاغون، وبناء على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، بدأ يبحث عن تموقع وفق حقيقة جديدة مفادها عودة تنظيم داعش إلى النشاط، وربما بإيقاعات أكثر قوة، لشن هجمات ضد الدول الغربية”.

وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أبدى رغبته لإبقاء نحو 200 جندي أمريكي لمساعدة محاربة داعش وعدم وصول أي طرف آخر غير قوات سوريا الديمقراطية لحقول النفط.

واشنطن: تركيا أعادت داعش إلى سوريا.. وجرائم حرب في شمال سوريا

ولأول مرة، تتهم واشنطن رسمياً تركيا بإعادة داعش إلى سوريا، ليس ذلك فحسب بل قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن تركيا والفصائل الموالية لها، ارتكبوا جرائم حرب وضد الإنسانية في سوريا، ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك، كما تطرق الوزير إلى ملف استخدام تركيا للسلاح المحرم دولياً، في “غزوها” لشمال وشرق سوريا، وهو الامر الذي اعتبره مراقبون، “انه لخلط الاوراق بين تركيا وروسيا اللتان اتفقتا اليوم على آلية أمنية لوقف العدوان في شمال سوريا، وإنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، بعد انسحاب قوات قسد.

ومع انسحاب القوات الأمريكية، والتهديد الكبير الذي تنظر إليه قسد من تركيا، ازدادت مخاوف البنتاغون، يقول خبراء في مجال التنظيمات المتشددة أنه من الصعب جداً على قسد محاربة داعش لوحدها، في ظل استمرار التهديد التركي.

خطر داعش قائم

ويؤكد الخبراء، أن البنتاغون أرغم على التعايش مع حقيقة أن تنظيم داعش عاد إلى الحياة وسيكون له حضور ميداني، وسيضطر العالم إلى التعايش مع حقيقة وجود التنظيم من خلال واجهته السورية على غرار هيئة تحرير الشام في منطقة غرب الفرات، لاسيما في إدلب مستفيدا من ظروف جيوستراتيجية ليست تركيا بعيدة عنها.

ويلفت الخبراء إلى أن الانسحاب الأميركي سيضعف قدرة واشنطن على ملاحقة تنظيم داعش الذي سيتسرب حتما باتجاه الأراضي العراقية للاستفادة من بيئة سياسية واجتماعية حاضنة غرب العراق، ما سيمثل تهديداً مباشراً ضد القواعد الأميركية التي تنوي واشنطن نقل قواتها من سوريا صوبها.

وحذرت قوات سوريا الديمقراطية مراراً من ان أي هجوم على مناطقهم، فان محاربة داعش لن تكون اولوية لهم، وسينسحبون إلى الحدود لمواجهة الغزو التركي، وهذا ما حصل بالفعل، ليعود القائد العام لقسد مرة أخرى ويعلن حربه ضد خلايا تنظيم داعش مجدداً، بالتزامن مع صده للهجوم التركي.

ورأى خبراء في شؤون الإرهاب في أوروبا، أن القارة العجوز بدأت تتلمس الخطر من عودة داعش في سوريا، وخاصة بعد التدخل التركي، وليس بالضرورة أن يستعيد داعش جغرافيته السابقة حتى يقوم بعمليات إرهابية داخلها، بل الآن يستطبع ليبرهن للعالم أجمع أنه لازال حاضراً، وقادراً على تهديد الأمن القومي للدول التي شاركت بالحرب ضده.

إعداد: ربى نجار